صاروخ Agni-5 الهندي
صاروخ Agni-5 الهنديغيتي

"إندبندنت": اختبار صاروخ هندي متطور ينذر بسباق تسلح نووي في الإقليم

أثارت تجربة "صاروخ هندي" جديد مخاوف من اندلاع سباق تسلح إقليمي بطابع "نووي"، بحسب تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وقد نجحت الهند للمرة الأولى في تجربة إطلاق صاروخ باليستي مطور محليا قادر على حمل عدة رؤوس حربية نووية، ما أثار مخاوف بشأن التأثير المحتمل لهذه الخطوة على أمن آسيا والمحيط الهادئ.

في تطور مهم لبرنامج الأسلحة الخاص بها، أجرت الهند بنجاح أول تجربة إطلاق لصاروخ Agni-5، وهو صاروخ باليستي طويل المدى محلي الصنع قادر على إيصال رؤوس حربية متعددة إلى أهداف مختلفة.

وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X، نجاح أول اختبار إطلاق لصاروخ Agni-5 المطور محليًا والمجهز بتقنية (Mirv) أو تكنولوجيا الصواريخ المتعددة المراحل.

وقدم مودي التهنئة لمؤسسة الأبحاث والتطوير العسكري الهندية على هذا النجاح.

ولفتت "الإندبندنت" إلى أن هذا التطور المهم يضع الهند بين مجموعة صغيرة مختارة من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، المعروفة بامتلاكها صواريخ مجهزة بتقنية (Mirv) .

ويغطي مدى الصاروخ الذي يزيد على 5000 كيلومتر كامل أراضي باكستان والصين وجزءا كبيرا من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتسمح تقنية (Mirv)، التي طورتها الولايات المتحدة في السبعينيات من القرن الماضي، للصواريخ الباليستية، بالتغلب على دفاعات العدو من خلال إطلاق رؤوس حربية متعددة، كل منها قادر على استهداف مواقع مختلفة بشكل مستقل.

وبالنظر إلى أن الهند، مثل الصين، تنتهج سياسة "عدم الاستخدام الأول" في ما يتعلق بالأسلحة النووية، ويقوم نهجها النووي على مبدأ الحد الأدنى من الردع الموثوق، فإن الخبراء يشككون في استفادة الهند من تقنية (Mirv) التي ترتبط عادةً بقدرات الضربة الأولى.

ومع ذلك، فإن بعض المحللين يرون أن سعي الهند للحصول على تقنية (Mirv)، دافعه الحصول على "الهيبة والاحترام"، إضافة إلى الرغبة في تأكيد مكانتها في المشهد النووي العالمي.

كما يدعو البعض إلى عدم تجاهل توقيت الإعلان الهندي عن الصاروخ، الذي قد يكون قرارًا سياسيًا بالدرجة الأولى لإرضاء الشارع، وإثارة المشاعر الوطنية قبل الانتخابات.

واعتبر المحلل العسكري المختص في سياسة الأمن القومي في منطقة المحيط الهادئ والهندي، ديريك غروسمان، أن ما قامت به الهند هو إنجاز علمي وتكنولوجي عظيم، لكنه أعرب عن خشيته من أن يؤدي إلى سباق تسلح يزعزع استقرار المنطقة بمرور الوقت.

نخشى من سباق تسلح يزعزع استقرار المنطقة بمرور الوقت
ديريك غروسمان، محلل عسكري

وبينما تسعى الهند إلى إظهار قدرتها على استهداف مواقع متعددة بالأسلحة النووية، يحذر الخبراء من أن الصين، بفضل قدراتها الهجومية المتزايدة وميزانيتها العسكرية، من المرجح أن ترد بالمثل، ما سيؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة.

وسواء كان مزودا بتقنية (Mirv) أو لم يكن، فإن صاروخ Agni-5، يعطي الهند القدرة على استهداف المدن الصينية الكبرى، وهذا بحد ذاته قد يغير التوازن الإستراتيجي بين البلدين.

وعلى الرغم من النزاعات الإقليمية التاريخية بين الهند والصين، لاسيما على طول الحدود المشتركة بينهما في منطقة الهيمالايا، فإن الصاروخ ربما يعزز بشكل كبير قدرة الهند على ردع أي عدوان محتمل من جارتها.

أخبار ذات صلة
الهند: الوضع مع الصين هش وخطير على جبهة الهيمالايا

ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن التكلفة الباهظة للصواريخ بعيدة المدى.

وفي العموم، وبينما يمثل الاختبار الناجح لصاروخ  Agni-5 إنجازًا مهمًا لبرنامج الأسلحة الهندي، فإنه يثير أيضاً تساؤلات حول العواقب الأوسع نطاقاً على الأمن والاستقرار الإقليميين.

كما أن احتمال حدوث سباق تسلح بين الهند والصين، في ظل التقدم في تكنولوجيا الصواريخ، يسلط الضوء على الحاجة إلى بذل جهود دبلوماسية لتخفيف التوترات وتعزيز الحوار.

logo
إرم نيوز
www.eremnews.com