عناصر من الجيش الروسي يطلقون قذائف تجاه القوات الأوكرانية
عناصر من الجيش الروسي يطلقون قذائف تجاه القوات الأوكرانيةأرشيفية - أ ف ب

خبراء: حرب أوكرانيا تسير نحو صيف ساخن على وقع التقدم الروسي

اعتبر محللون، حاورتهم"إرم نيوز"، أن حرب أوكرانيا تسير نحو صيف ساخن على وقع التقدم الروسي.

وقال المحللون إن التقدم المتسارع للجيش الروسي هو سبب ارتفاع قتلى الحرب في أوكرانيا، التي دخلت منعطفًا جديدًا يشي بمرحلة متغيرة تعيشها الجبهة الممتدة على طول حدود إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أخيرًا، إن أوكرانيا فقدت نصف مليون مقاتل منذُ اندلاع الحرب في عام 2022، فيما تشير التصريحات الأوكرانية إلى أن الجيش الروسي خسر رقما مماثلا من جنوده.

مرحلة جديدة

ويعتقد الباحث في الشؤون العسكرية نيكولاي ياكوشيف أن ارتفاع وتيرة سقوط القتلى من العسكريين يشي بأن "الجبهة انتقلت من حالة الجمود العسكري إلى حالة الغليان، الذي يجلب معه المزيد من البارود والقتلى".

أخبار ذات صلة
وفاة 30 رجلًا حاولوا مغادرة أوكرانيا لتجنب القتال منذ بدء الحرب مع روسيا

وبيّن، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "منذُ مطلع العام الجاري استطاع الجيش الروسي السيطرة على 10 بلدات أو أكثر في إقليم دونباس، وهو رقم قياسي لم تشهده الجبهة في السابق مقارنة بين الوقت ومساحة السيطرة، وهذه السيطرة أتت بعد معارك طاحنة، لذلك نرى أن عدد القتلى يرتفع بوتيرة عالية من الأطراف المتقاتلة".

الكفة مالت بشكل واضح لصالح الجيش الروسي حتى باعتراف الأوكران أنفسهم
نيكولاي ياكوشيف

ويرى ياكوشيف أن "الكفة مالت بشكل واضح لصالح الجيش الروسي حتى باعتراف الأوكران أنفسهم، يضاف إلى ذلك أن الجيش الأوكراني يعيش حالة استنزاف عالية جدا، ويحتاج لمقاتلين أكثر من احتياجه للذخيرة. وعلى الجانب الروسي، هناك استقدام ملحوظ للقوات، وهذا يعني أن الفترة القادمة ستكون حساسة، وقد يسقط المزيد من القتلى العسكريين".

وقال: "يبدو أن الجيش الروسي يسابق الزمن للسيطرة على أكبر قدر ممكن من البلدات والمدن الاستراتيجية مع اقتراب عيد النصر في روسيا الموافق 9 مايو (أيار) المقبل، وهذا يأتي بمطلب سياسي للإعلان عن انتصارات جديدة وحاسمة في هذا اليوم الذي يحمل ذكرى في أذهان الروس، وهو انتصار بلدهم بالحرب العالمية الثانية على النازيين الألمان".

التقدم الروسي

وعن التقدم الروسي، قال الأستاذ في العلوم العسكرية فلاديمير فازيلوف إنه "لا بد من العودة إلى بداية الحرب، إذ شن الجيش الروسي عملية عسكرية خاصة وليس حربا، ومفهوم العملية العسكرية أنها تأتي خاطفة ولها قواعد وأصول، وفعلا استطاع الجيش الروسي التقدم في أول أيام الحرب حتى وصل إلى حدود مقاطعة كييف، لكن كان هناك سوء تخطيط بالدعم اللوجستي والإمداد العسكري، وهذا أدى إلى التراجع".

التراجع وسوء التخطيط اعتقدتهما أوكرانيا انتصارا، ودفعا الغرب لتخصيص المليارات للجيش الأوكراني
فلاديمير فازيلوف

وأوضح، في حديثه لـ"إرم نيوز": أن "التراجع وسوء التخطيط اعتقدتهما أوكرانيا انتصارا، ودفعا الغرب لتخصيص المليارات للجيش الأوكراني، الجيش المعجزة باعتقادهم الذي أجبر أقوى جيوش العالم على التراجع".

ولفت فازيلوف إلى أن "هذا ما نسميه الانتصار الوهمي، لكن ما حصل لاحقا أن الجيش الروسي أعاد ترتيب صفوفه ووضع خططا محكمة ولوجستيات دقيقة، وتزامن هذا مع الهجوم المضاد الأوكراني الذي فشل فشلا ذريعا، وما نتج عنه من تراجع للدعم الغربي".

وبيّن أنه "وصولا إلى اليوم، أدرك الغرب وقادة كييف حجم الجيش الأوكراني الحقيقي وإمكانياته، كما أدركوا أن الانتصار الذي نُسب لكييف في بداية الحرب لم يكن إلا سوء تقدير من قبل الروس الذين استدركوا لاحقا، وبات جيشا لا يقهر حرفيا على الجبهة".

أخبار ذات صلة
روسيا تسيطر على "مواقع استراتيجية" في خاركيف

وبشأن تأثير انقطاع الدعم الغربي على التراجع الأوكراني، بيّن فازيلوف "أن الدعم له تأثيره، لكن ما أعطاه الغرب من أنواع أسلحة كانت دفاعية أكثر مما هي هجومية، يضاف إلى أن الجيش الأوكراني في النهاية جيش سوفيتي سابق، لذلك التحوّل من جيش شرقي لجيش غربي بحاجة لسنوات أو لعقد كامل للتحول الدائم".

ونوه إلى أنه "لن يقف الجيش الأوكراني من دون وجود قوات داعمة غربية معه على الجبهة، ومهما فعل هذا الجيش من تعبئة والحصول على أسلحة لن يؤثر فعليا، فالآن بات الجيش يواجه روسيا الحقيقية فعليا، هذه الدولة التي تملك جيشا قويا وأسلحة فتّاكة".

مستقبل الجبهة

وعن مستقبل الحرب، يعتقد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيفان نوفيكوف أن "معالم الوضع الأخير بدأت تظهر تفاصيله"، مشيرًا إلى أن "الحرب ستشتد في الفترة القادمة؛ لأن هناك قرارا على أعلى المستويات في موسكو بضرورة تحقيق السيطرة الكاملة على إقليم دونباس بأسرع وقت ممكن".

وبيّن، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الإصرار يعني أن روسيا لن تتراجع مطلقا حتى الوصول إلى آخر نقطة في الحدود الطبيعية للمنطقة الشرقية من أوكرانيا، التي حددتها كهدف لعمليتها العسكرية؛ ما يعني معارك شرسة وشديدة، ستعتمد مدتها على صمود الجبهة الأوكرانية التي تتداعى حاليا".

ستبقى ورقة العقوبات هي الوحيدة التي ستفاوض روسيا بها بعد السيطرة الكاملة على شرق أوكرانيا

وأكد نوفيكوف أن "الغرب سيستمر بالدعم وقد يرفع من مستوى الأسلحة المقدمة، لكنه سيصل إلى نقطة تقبل للواقع الجديد، وستبقى ورقة العقوبات هي الوحيدة التي ستفاوض روسيا بها بعد السيطرة الكاملة على شرق أوكرانيا".

ورجّح أن يكون "مستقبل النظام في كييف صعبا؛ لأنه سيتحمل مسؤولية الهزيمة والغرب سيحفظ ماء وجهه بالقول إنه قدم كل ما يستطيع تقديمه، لكن سوء إدارة زيلينسكي أدت لهذه النتائج، وفي هذه الحالة سيكون هناك نظام جديد للبلاد يتعامل مع الواقع الجديد الذي ستفرضه ساحات المعارك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com