بعد خطابيهما لقمة جدة.. لمَ ينشد بوتين وزيلينسكي ود العرب؟
ينشد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ود العرب، وقد بدا ذلك جليًا خلال قمة جدة يوم الجمعة الماضي.
وحضر زيلينسكي القمة العربية وألقى كلمة مقتضبة، فيما أرسل بوتين خطابًا إلى القادة العرب المشاركين فيها.
الرئيس الأوكراني، دعا العرب إلى دعم السلام في بلاده التي تشهد منذ شباط/فبراير من العام الماضي، حربًا تسميها موسكو "عملية خاصة".
وناشد كذلك المشاركين بحماية الشعب الأوكراني ومن ضمنهم الأقلية المسلمة، مرحبًا في الوقت نفسه بالاستثمارات والسياحة العربية بعد انتهاء "الاحتلال الروسي" على حد وصفه.
من جانبه، أكد بوتين، اهتمام روسيا بتطوير العلاقات الودية مع الدول العربية، واعتبر أن ذلك من أجل مواجهة التهديدات والتحديات الحديثة بشكل فعال.
وقال: "نعتقد أن مواصلة توسيع التعاون متعدد الأوجه بين روسيا والدول العربية يلبي مصالحنا المشتركة بشكل كامل، ويتماشى مع بناء نظام أكثر عدلاً وديمقراطية للعلاقات الدولية يقوم على مبادئ تعدد الأقطاب والمساواة الحقيقية واحترام المصالح المشروعة للجميع".
"حركة مهمة"
ويرى المحلل السياسي الأردني عامر سبايلة أن حضور زيلينسكي القمة العربية وخطاب بوتين إليها "حركة مهمة"، لأنها تحول المنطقة العربية إلى منطقة مبادرات لحل النزاعات ومن ضمنها النزاعات الدولية.
وقال سبايلة في تصريح لـ"إرم نيوز" إن "العرب يرغبون حاليًا بأن يكونوا مكانًا للوساطات، وتقديم حلول للمشاكل على المستوى الدولي، والخروج من فكر الانحيازات لصالح طرف دون آخر".
وبين أن "الدول العربية تأثرت بالأزمة الأوكرانية شأنها شأن دول العالم، وما تبعها من اختلال في أسواق الطاقة والإمدادات العالمية للحبوب وما لحقها من تضخم وارتفاع في الأسعار، ومن مصلحتها أن يكون هنالك سلام بين هذين البلدين".
وأشار إلى أن "الطرفين الروسي والأوكراني، يعتقدان أن العرب يمكن أن يكون لهم دور في حل الأزمة الأوكرانية التي تشهد تصعيدًا كبيرًا مؤخرًا، في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن أفق سياسي لها، على المدى القريب والمتوسط على أقل تقدير".
ولفت إلى "القناعة الأوكرانية بقدرة صناديق استثمارية عربية وبالتحديد الخليجية منها، على أن يكون لها دور في إعادة إعمار أوكرانيا في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام ينهي مأساة العصر الحديث".
وتلعب روسيا أدوارًا متعددة في المنطقة العربية، من خلال تواجد قواتها في سوريا، إلى جانب رؤيتها بشأن القضية الفلسطينية وأزمات أخرى كالسودان وليبيا.
ويعتقد المحلل السياسي الأردني أن "العلاقة الودية مع روسيا في هذا الجانب يمكن أن تفكك العديد من الأزمات، وتحقيق الاستقرار للجميع".
جدير ذكره أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعرب عن استعداد المملكة للعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
وقال في كلمته الافتتاحية بقمة جدة: "نجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة، بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة سياسياً، بما يسهم في تحقيق الأمن".
