من هم أبرز رموز اليمين المتطرف الأوروبي؟ (إنفوغراف)

لن يكون اليمين المتطرف أغلبيًا في البرلمان الأوروبي المنتخب، لكنه يثير قلقًا واسعًا بالنظر إلى "قوة الإزعاج" التي يمكن أن يخلقها داخل المؤسسة الأوروبية، وفق مراقبين.

وتقود هذه القوة، على اختلاف توجهاتها، شخصيات سواء من المترشحين إلى البرلمان الأوروبي أو تلك التي تمثل رموزًا لخطاب قومي مختلف عن "روح الاتحاد" وسياساته العامة، كما يقول متابعون.

جورجيا ميلوني:

وتمثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني واحدة من وجوه اليمين المتطرف، الراغبة في استنساخ التجربة الإيطالية داخل الاتحاد الأوروبي، عبر بوّابة البرلمان، وتتصدر ميلوني قائمة حزبها في هذه الانتخابات التي ترجح استطلاعات الرأي فوزه بالنسبة الأوفر من الأصوات بين بقية الأحزاب المترشحة.

وتمثل "ميلوني" حلقة الربط بين اليمين المتطرف التقليدي ويمين الوسط، وسيكون موقف حزبها حاسمًا على مستويين: أولاً في اختيار رئيس جديد للمفوضية الأوروبية، وهو إجراء يحتاج أغلبية من الكتل المشاركة في البرلمان، وتقف الرئيسة الحالية للمفوضية، الألمانية أورسولا فوندر لاين كأبرز المرشحين للمنصب وهي "تتودد" إلى ميلوني لكسب دعمها.

أما المستوى الثاني فيتمثل برسم خريطة الكتل البرلمانية وإلى أي اتجاه ستنحو رئيسة الحكومة الإيطالية، إما إلى الوسط والتقارب مع فوندر لاين أو إلى أقصى اليمين، حيث تتطلع كتلة "الهوية الوطنية" ومن أبرز مكوناتها، حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان، إلى التحالف مع ميلوني، خاصة بعد فك الارتباط مع حزب "البديل من أجل ألمانيا".

أخبار ذات صلة

انتخابات البرلمان الأوروبي.. من هم أبرز المرشحين وما حظوظ اليمين المتطرف؟

مارين لوبان:

تُعتبر وجهًا بارزًا لليمين المتطرف في فرنسا، الدولة الثانية من حيث التمثيل في البرلمان الأوروبي، وهي سياسية عنيدة خاضت الانتخابات الرئاسية في فرنسا في 3 مناسبات، آخرها تلك التي خسرتها أمام الرئيس إيمانويل ماكرون.

وتتطلع لوبان إلى كسب نسبة أكبر من المقاعد في البرلمان الأوروبي الجديد في مسعى إلى فرض سياسات حزبها ورؤيته بشأن جملة من القضايا الأوروبية المشتركة. وتضع استطلاعات الرأي قائمة حزبها التي يرأسها جوردان بورديلا في المرتبة الأولى من حيث نوايا التصويت، وقد يحصل الحزب على نحو ثُلث أصوات الناخبين.

وتتزعم مارين لوبان حزب الجبهة الوطنية، منذ العام 2011، بعد تنحي والدها جان ماري لوبان عن المنصب، وترشحت للانتخابات الرئاسية، العام 2012، وحصلت على 17.90 %

كما عادت لوبان للترشح للانتخابات الرئاسية، العام 2017، وتنافست في الجولة الثانية مع إيمانويل ماكرون. وبعد الهزيمة التي تلقّتها حينها غيرت لوبان اسم جبهتها الوطنية إلى "التجمّع الوطني"، وترشحت مجددًا في انتخابات 2022، وخاضت الدور الثاني مع ماكرون.

خيرت فيلدرز:

يثير السياسي الهولندي جدلاً واسعًا، منذ سنوات، بسبب مواقفه المتطرفة من الإسلام والقرآن ودعوته إلى فرض إجراءات مشددة على المسلمين بشكل خاص والمهاجرين بشكل عام.

وفاز فيلدرز و"حزب الحرية" الذي يتزعمه بأغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في هولندا، في نوفمبر 2023، ومنذ ذلك الحين كبرت طموحات الحزب وتطلعاته إلى التموقع بشكل أكثر تأثيرًا في البرلمان الأوروبي، حيث تمثل هولندا القوة الاقتصادية الخامسة في الاتحاد.

ماكسمليان كراه:

ارتبط اسم السياسي الألماني ماكسمليان كراه بتصريحات متطرفة أدت إلى نفور حلفاء حزبه "البديل من أجل ألمانيا" منه واستنفار الرأي العام إلى التظاهر ضده للتنديد بتوجهاته وخطابه.

وكان ماكسمليان كراه على رأس قائمة حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي قبل أن يتم استبعاده، حيث عاش حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي أسابيع عاصفة، بعد أن تسبب كراه في موجة غضب عقب إدلائه بتصريحات تقلل من خطورة جرائم النازية. وأدت إلى إعلان كتلة الهوية الوطنية في البرلمان الأوروبي إلى فك ارتباطها معه وعدم استعدادها للتحالف معه في البرلمان الجديد.

فيكتور أوربان:

يمثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أحد وجوه التيار "القومي الشعبوي" في أوروبا، وبدأ منذ سنوات مساعي لإعادة بناء اليمين الأوروبي حول القيم التي يؤمن بها برفقة اليمين المتطرف البولندي والسياسي الإيطالي ماتيو سالفيني ورئيسة التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان.

ويمثل أوربان واحدًا من السياسيين الذين عكس صعودهم إلى السلطة الطفرة التي حققت فيها الأحزاب الشعبوية والمشككة في وحدة الاتحاد الأوروبي مكاسب قوية على حساب الوسط واليسار.

وفي عهده تقع المجر في قلب سيطرة خطاب اليمين المتطرف على المزاج العام، وعلى نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت في البلاد، وفق ما أوضحته خريطة انتشار اليمين المتطرف في أوروبا، ونشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية قبل يومين.