كشف تفاصيل التسجيل الصوتي المسرب لضباط ألمان
كشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تفاصيل تسجيل صوتي مسرّب لاجتماع ضمَّ جنرالات ألمانًا، لبحث مسألة تمكين أوكرانيا من استخدام صواريخ توروس المتطورة لتدمير الجسر الروسي الذي يربط شبه جزيرة القرم.
وبحسب الصحيفة، فقد ضمَّ الاجتماع قائد القوات الجوية الألمانية، الجنرال إنغو جيرهارتز، وكبار ضباطه في اجتماع سرّي جرى الشهر الماضي لمناقشة احتمال تسليم أقوى الصواريخ الألمانية الموجهة من بلاده إلى أوكرانيا.
وقال الضباط الألمان، إن الأسلحة بعيدة المدى يمكن استخدامها لتدمير جسر القرم أو "جسر كيرتش" الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، ويمدها بالوقود والغذاء.
وأوضحت الصحيفة، أن جواسيس روسيين سجلوا محادثة الضباط الألمان والتي كشفت تفاصيل سرية حول التدخل الغربي في أوكرانيا.
جاء ذلك بعد أن تم نشر الشريط الصوتي المسرب ومدته 38 دقيقة على شبكة الإنترنت في وقت متأخر من يوم الجمعة من قبل رئيسة قناة RT، الروسية، مارجريتا سيمونيان، التي تديرها الدولة.
وأكد مسؤولون ألمان كبار للصحيفة الأمريكية، صحة التسجيل، مبينين أن الاجتماع تمَّ عبر منصة "ويب إكس WebEx" التجارية غير المشفرة، وهي أداة عقد المؤتمرات عبر الإنترنت.
ضابط ألماني وهاتف نقال
وتابعت الصحيفة، أن أحد الضباط الألمان انضم إلى الاجتماع عبر هاتفه المحمول من غرفة فندق في سنغافورة.
وركز الاجتماع على كيفية تنظيم ألمانيا عملية تسليم وتشغيل صواريخ توروس الألمانية طويلة المدى في حالة إرسالها إلى أوكرانيا.
وشددت الصحيفة على أن المستشار الألماني أولاف شولتز رفض فكرة إرسال صواريخ توروس رغم مناشدات كييف والضغوط داخل حكومته.
كما أظهر التسجيل مسؤولين يتحدثون، أن كلًّا من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تحتفظ بقوات في أوكرانيا للمساعدة في تشغيل أنظمة أسلحة غربية متطورة، وهو ما نفته تلك الدول.
وحقق التسجيل المسرب انتصارًا دعائيًّا للكرملين، وأثار ضجة في ألمانيا ويمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقات مع حلفاء ألمانيا في منظمة حلف شمال الأطلسي، بحسب التقرير.
التجسس لصالح روسيا
كما يسلط التسجيل المسرب الضوء مجددًا على أحدث سلسلة من حوادث التجسس الروسية على ألمانيا .
وأفادت الصحيفة، بأن السلطات الألمانية ألقت القبض مؤخرًا على ضابط ألماني كبير في جهاز المخابرات الخارجية الألماني (BND) بتهمة التجسس لصالح موسكو.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على التحقيق الألماني حول الشريط الصوتي المسرب قولهم، إن شبكة "WebEx" تستخدم على نطاق واسع من قبل الجيش والإدارات الحساسة الأخرى في الحكومة الألمانية فيما شدد أحد كبار المسؤولين على أنه "ينبغي أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار".
وكان المستشار الألماني قال الأسبوع الماضي، إنه لا يمكن تسليم صواريخ توروس إلى كييف لأنها تتطلب وجود قوات ألمانية للمساعدة في تشغيلها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الضباط الألمان ناقشوا في التسجيل المسرب كيف يمكن تدريب الأوكرانيين على استخدام النظام بأنفسهم.
وتقول الصحيفة إن شولتز يتعرَّض منذ فترة طويلة لضغوط دولية ومحلية لتسليم السلاح إلى أوكرانيا، كما عرضت بريطانيا في مرحلة ما تولي زمام الأمور وتنفيذ النظام من أجل مساعدة المستشار في الحفاظ على سياسته المتمثلة في عدم انجرار ألمانيا بشكل مباشر إلى العمليات العسكرية.
ويقول سياسيون ومحللون، إن التسريب الصوتي الآن يجعل من غير المرجح أن تقوم ألمانيا بتسليم هذا السلاح إلى أوكرانيا .
ردة فعل روسيا
وفي أعقاب التسريبات، هاجم المسؤولون الروس ألمانيا لمناقشتها بالتفصيل تنفيذ هجمات على أهداف روسية، مهددين بالانتقام إذا أصبحت برلين جزءًا من المجهود الحربي.
وقال شولتس للصحفيين خلال زيارته، أمس السبت، إلى الفاتيكان، إن التسريب الصوتي "خطير للغاية" وبأنه سيتم التحقيق فيه “بدقة شديدة ومكثفة للغاية وبسرعة كبيرة”.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن المخابرات العسكرية الألمانية بدأت بالفعل تحقيقًا مع القوات المسلحة بأكملها والموظفين المدنيين المرتبطين بهذا التسجيل.
وتمتلك ألمانيا مخزونًا يضم نحو 600 صاروخ توروس، ويعتقد أن نحو 500 منها جاهزة للاستخدام وخلال التسجيل سُمع صوت أحد الجنرالات الألمان وهو يقول: إن ألمانيا يمكنها توفير 100 صاروخ لأوكرانيا، على أن يتم تسليمها على دفعتين.
وخلال التسجيل المسرب قال الجنرال الألماني، إنه لا جدوى من إعطاء أوكرانيا أكثر من 100 صاروخ؛ لأن السلاح لا يمكن أن يكون له أي تأثير كبير على ساحة المعركة، وأوكرانيا تعاني من نقص القوات اللازمة لكسب الأراضي أو حتى السيطرة عليها.
