بعد تعيين شريف قائدًا للتحالف.. هل تبقى باكستان محايدة بين السعودية وإيران؟
بعد تعيين شريف قائدًا للتحالف.. هل تبقى باكستان محايدة بين السعودية وإيران؟بعد تعيين شريف قائدًا للتحالف.. هل تبقى باكستان محايدة بين السعودية وإيران؟

بعد تعيين شريف قائدًا للتحالف.. هل تبقى باكستان محايدة بين السعودية وإيران؟

عينت إسلام أباد القائد المتقاعد من الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف لقيادة التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب والمؤلف من 39 دولة ومقره في العاصمة السعودية الرياض.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن منصب شريف الجديد في الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر. بيد أنه وعلى الرغم من أن مهام وأنشطة التحالف غير واضحة، إلا أن مشاركة شريف في المبادرة التي تقودها السعودية يمكن أن ترجح كفة التوازن في علاقة باكستان تجاه كلّ من إيران والمملكة العربية السعودية.

ما علاقة إيران؟

وكانت موافقة شريف لقيادة التحالف الإسلامي تم الإعلان عنها في كانون الثاني/ يناير الماضي، ولكن الحكومة الباكستانية  منحته إجازة لتولي المنصب في آذار/ مارس المنصرم، وذلك بعد أن أخبر المسؤولون المدنيون والعسكريون نظراءهم الإيرانيين بالخطوة.

وقد وافق القائد الباكستاني على تولي مهام المنصب، بعد أن أكد للقادة الإيرانيين أنه سيقبل المنصب شريطة ألا يكون التحالف معادياً لإيران، وطالب أن يقوم بلعب دور دبلوماسي للحد من التوتر بين الرياض وطهران.

ولكن السفير الإيراني لدى باكستان، أشار في هذا الأسبوع إلى أن حكومته لم تحبذ تلك الخطوة. ومن المرجح ألا يكون التحالف الإسلامي معادياً لإيران، لكنه سيركز على الإرهاب.

وقال مقربون من شريف، إن "التحالف سيعمل على تعزيز مشاركة المعلومات الاستخبارية بين الدول الإسلامية، خاصة أن الكثير من المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية يعودون بالفعل إلى بلادهم".

وانتقدت أحزاب سياسية باكستانية بما فيها حركة الإنصاف الباكستانية - التي أسسها الكابتن السابق لفريق الكريكيت الباكستاني عمران خان – الحكومة الباكستانية للسماح لشريف بقيادة التحالف الذي تقوده السعودية.

وقالوا إن قيادة شريف للتحالف بمثابة توريط لباكستان في الحرب الإيرانية – السعودية.

وكان البرلمان الباكستاني وافق في العام 2014  على قرار يلزم الحكومة الباكستانية باتخاذ موقف محايد في حرب اليمن، بعد أن أعلنت الرياض افتراضياً أن إسلام أباد هي جزء من التحالف الذي تقوده لإعادة تمكين حكومة الرئيس اليمني منصور عبد ربه هادي.

ودفعت باكستان الثمن لعدم مشاركتها في حرب اليمن، إذ أدى عدم مشاركتها إلى برود في علاقاتها مع السعودية. غير أن تولي شريف المنصب الجديد من شأنه أن يعطي الفرصة للدبلوماسية العسكرية الباكستانية لإعادة بناء ودفع العلاقات مع دول الخليج العربي والتقليل، أيضا، من سرعة تعميق العلاقات الإستيراتيجية بين الهند ودول الخليج.

هذا بالإضافة إلى أن باكستان سبق وأن أوضحت لإيران شرط قبولها المنصب، وإن تراجعت، فذلك سوف يعطي إشارة بأن إيران لديها اليد العليا بشأن صنع السياسات المتعلقة بقرارات باكستان الأمنية.

تنازلات باكستانية

وكشفت مجلة "ناشيونال إنتريست"، أن باكستان قدمت بعض التنازلات لإيران فيما يتعلق بالحرب الطائفية في المنطقة، وأن إسلام آباد رفضت الضغوط للانضمام إلى حرب اليمن، وغيرت موقفها الدبلوماسي الأولي الداعم للمسلحين السوريين.

كما أن إسلام أباد لم يسبق لها وأن علقت على تجنيد إيران للشيعة الباكستانيين للقتال في سوريا. ولكن إرسال إيران للشيعة الأفغان من سوريا للقتال في اليمن، قد يحمل القلق لباكستان؛ لأن هذا يعني أن الشيعة الباكستانيين يمكن أن يلتحقوا بهم.

وقد تطور استخدام إيران للشيعة الأفغان والباكستانيين بذريعة "حماية الأضرحة" إلى دعم حكومة بشار الأسد. والآن انتقل المشهد من الساحة العراقية-السورية إلى دعم وتقوية الحوثيين.

ولكن الدعم الإيراني للمقاتلين الشيعة الباكستانيين يمثل خطراً في المستقبل بالنسبة لباكستان، عندما يعود هؤلاء المقاتلون إلى بلدهم وخاصة في ضوء تاريخ الدعم الإيراني لمقاتلي الشيعة داخل باكستان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com