"عمق الصبر".. كتاب إيراني يكشف كواليس "ليلة الانتقام لسليماني"

يكشف وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف في كتاب جديد تفاصيل ليلة هجوم الحرس الثوري الإيراني على قاعدة "عين الأسد" التي تضم قوات أمريكية في العراق، مطلع العام 2020، انتقامًا لمقتل قاسم سليماني الذي اغتيل في ضربة أمريكية قبلها بأيام.

وفي كتابه "عمق الصبر" الذي صدر قبل أيام، يروي ظريف كواليس لم تُروَ من قبل عن العملية التي نفذتها قوات الحرس الثوري الإيراني انتقامًا لاغتيال سليماني وحيثيات اتخاذ قرار العملية التي جاءت بعد 5 أيام من الغارة الأمريكية التي قضى فيها قائد "فيلق القدس".

وأكد ظريف في الكتاب أن القرار الأول للمجلس الأعلى للأمن القومي بشأن طبيعة الانتقام خلص إلى أنه "لا عجلة في الانتقام، والطريقة الأكثر تأثيرًا هي ما يجري دومًا من ميليشيا (حزب الله) اللبناني، أي فرض الشروط الاستنزافية للتأهب على قوات الطرف الآخر"، وفق ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".

وبحسب ما جاء في الكتاب فإنه "بعد هجوم الحرس الثوري على قاعدة "عين الأسد" بساعات، تلقّى ظريف اتصالاً هاتفياً من نائبه عباس عراقجي، أطلعه فيه على الهجوم، وذلك بعدما أجرى عراقجي اتصالاً بالسفير السويسري الذي يرعى المصالح الأمريكية، نقل فيه رسالة إيرانية بناءً على طلب المجلس الأعلى للأمن القومي".

ويؤكد ظريف تلقي الأمريكيين معلومات من الجانب الإيراني قبل ساعات من الهجوم، مضيفًا أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزارة الخارجية، علما بالهجوم بعد ساعات من علم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي به.

وكتب ظريف أنّ "إبلاغ رئيس الوزراء العراقي كان عملاً صائبًا وفي محله، لكن ما يثير تساؤلات، لماذا لم يخبروا الرئيس (روحاني) ووزير الخارجية؟".

وكانت الروایات تضاربت، خلال الشهور الأخيرة، حول تلقي الأمريكيين رسائل إيرانية قبل الهجوم على قاعدة "عين الأسد"، بهدف تجنب خسائر في صفوف القوات الأمريكية، وتحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تلقي رسالة إيرانية في هذا الاتجاه، الأمر الذي نفاه علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي.

وفي فجر الثامن من يناير / كانون الثاني 2020، أعلنت إيران أنها قصفت بصواريخ باليستية قاعدتين أمريكيتين في العراق ردًا على مقتل الجنرال قاسم سليماني بضربة أمريكية في بغداد.

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إنه أطلق "عشرات الصواريخ أرض - أرض على قاعدة "عين الأسد" بمحافظة الأنبار، مشيرًا إلى أن العملية جاءت "انتقامًا لاغتيال" سليماني.