بوتين يهدد بذكرى "ستالينغراد".. وقواعد عسكرية تؤجج التوترات الأمريكية الصينية

بوتين يهدد بذكرى "ستالينغراد".. وقواعد عسكرية تؤجج التوترات الأمريكية الصينية

تصدرت التهديدات "الأكثر وضوحًا" التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ردًا على تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، والتي تزامنت مع إحياء الكرملين الذكرى 80 لـ"معركة ستالينغراد" التي قضى فيها الاتحاد السوفيتي على القوات الألمانية النازية.

يأتي ذلك فيما أبرزت الصحف المستجدات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن "هجمات روسية بلا هوادة" في شرق البلاد تمهيدًا لشن "هجوم كبير" متوقع تزامنًا مع الذكرى الأولى للغزو.

وتناولت الصحف أيضًا تقارير أخرى تكشف عن تصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين بسبب ما وصفته بـ"سباق القواعد العسكرية"، في أعقاب الإعلان عن إنشاء قواعد أمريكية جديدة في الفلبين تهدد النفوذ الصيني في المنطقة.

تجاهل بوتين في خطابه للانتكاسات التي تعرضت لها قواته في أوكرانيا بالإضافة إلى حجم الخسائر البشرية، يضيف نوعا من عدم الشفافية مع الجمهور الروسي.
نيوزويك

مخاوف من تهديدات بوتين "القاتمة"

أثارت بعض التقارير الغربية مخاوف إزاء التصريحات التي أدلى بها الزعيم الروسي في الذكرى 80 لـ"معركة ستالينغراد"، والتي انتصر فيها الاتحاد السوفيتي على القوات النازية الألمانية، حيث قارن بوتين الحرب الأوكرانية بالحرب العالمية الثانية.

وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن بوتين أصدر أمس الخميس "تحذيرا قاتما" بشأن قدرة بلاده على الرد، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، خاصة ألمانيا، مؤخرًا أنها ستزود أوكرانيا بعدة أنواع من الدبابات لاستخدامها في الحرب مع روسيا.

ورأت المجلة الأمريكية أن توقيت التصريحات يثير المخاوف حول ما يمكن أن يفعله بوتين ردًا على حزمة الدبابات الغربية، وذلك بعد أن خص ألمانيا قائلًا: "مرة أخرى نتلقى تهديدات من دبابات ليوبارد الألمانية.. ومرة أخرى سيقاتلون (الألمان) روسيا على الأراضي الأوكرانية من خلال آخر أتباع هتلر".

وأضاف بوتين: "أولئك الذين يخططون لهزيمة روسيا في ساحة المعركة لا يفهمون أن الحرب الحديثة مع روسيا ستكون مختلفة تمامًا.. لدينا طرق للرد، ولن يقتصر الأمر على العربات المدرعة".

وقالت المجلة الأمريكية إن بوتين تجاهل في خطابه الانتكاسات التي تعرضت لها قواته، بالإضافة إلى حجم الخسائر البشرية، مما يضيف نوعًا من "عدم الشفافية" مع الجمهور الروسي.

ووفقاً لتقرير "نيوزويك"، لم يتضح على الفور ما الذي كان يشير إليه بوتين في تصريحاته حول "طرق الرد" الروسية، لكنه كان صرح في سبتمبر الماضي بأنه قد يلجأ إلى الخيار النووي إذا تعرضت بلاده لتهديد وجودي، مشددًا: "إذا شعرت روسيا أن وحدة أراضيها مهددة، فسنستخدم جميع وسائل الدفاع المتاحة لنا، وهذا ليس خدعة".

كما أشارت المجلة الأمريكية إلى أن تعهد الزعيم الروسي بأن "موسكو ستخرج منتصرة من أوكرانيا"، يثير مخاوف بشأن تصعيد الحرب خلال الأيام المقبلة، وذلك في وقت تستعد فيه روسيا لـ"هجوم كبير" جديد.

وقالت إن أوكرانيا تخشى من أن روسيا تستعد لمحاولة جديدة للاستيلاء على كييف تزامنًا مع الذكرى الأولى للحرب.

وفي هذا الشأن، نقلت المجلة عن خبراء نوويين قولهم إن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، محذرين من أن عدم أخذ تهديدات بوتين على محمل الجد "قد ينتج عنه أكبر أزمة نووية شهدها التاريخ"، في إشارة إلى حرب عالمية ثالثة "نووية".

إذا تمكنت موسكو من الاستيلاء على باخموت، ستندفع بعد ذلك نحو سلوفيانسك وكراماتورسك، ما يمنحها سيطرة شبه كاملة على منطقة دونباس، في خطوة حاسمة لبوتين.
نيويورك تايمز

تصعيد روسي بالشرق تمهيدًا لـ"الهجوم الكبير"

ميدانيًا، أشارت وكالة أنباء "بلومبيرغ" الأمريكية إلى أن تصريحات بوتين تتزامن مع هجمات روسية "لا هوادة فيها" على شرق أوكرانيا، حيث تستعد قواته لشن "هجوم كبير" على المنطقة المشتعلة، بينما تنتظر كييف المزيد من الأسلحة الغربية.

ونقلت الوكالة الإخبارية عن تقييمات غربية حديثة أن الأسابيع القليلة المقبلة ستمثل تحديًا صعبًا لأوكرانيا التي تواجه بالفعل ما يصل إلى 300 ألف جندي روسي على طول الخطوط الأمامية، مشيرة إلى أن تهديدات بوتين أمس تترك مستقبل الحرب على المحك.

وأبلغ مسؤولون أمريكيون "بلومبيرغ" أنه من غير المرجح أن يكسب أي من الجانبين المزيد من الأرض قريبًا في حرب لا تزال متعثرة للغاية، موضحين أنه من غير المرجح أيضًا أن تشن روسيا هجومًا جديدًا عبر بيلاروسيا.

وخلصت التقييمات الغربية إلى أنه في حين أن مجموعة الأسلحة التي من المقرر إرسالها لأوكرانيا في غضون أيام ستساعد الأخيرة على صد القوات الروسية، إلا أنها "ليست كافية لاسترداد أي من الأراضي التي يسيطر عليها الكرملين"، قبل الهجوم الروسي المتوقع.

وقالت التقييمات إن عددًا متزايدًا من الأسلحة الثقيلة سيتم إرسالها خلال أشهر، الأمر الذي يعني استمرار الصراع على الأقل طوال العام الجاري.

ووفقًا لـ"بلومبيرغ"، تؤكد التقييمات الغربية هذه صدى تحذيرات القادة الأوكرانيين في الأيام الأخيرة بشأن الحملة الروسية الجديدة، التي ربما تفوق حملتها الأولى من الغزو.

من جانبها، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إطالة الحرب للعام المقبل يمكن أن يخدم مصلحة روسيا، مما قد يجبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الدخول في أي مفاوضات مستقبلية، رغم أنه حذر مرارًا أنه لن يتنازل عن شبر واحد من الأراضي الأوكرانية. وقالت إن الحرب التي ستستمر لسنوات ستعمل على تآكل الدعم الغربي لكييف.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم إن واشنطن "نصحت كييف بمجاراة الروس لكسب بعض الوقت حتى وصول الدبابات والأسلحة الأخرى".

وأضاف المسؤولون - الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم - أن بلادهم طلبت من أوكرانيا أيضًا سحب قواتها من بلدة باخموت المحاصرة بالشرق، مما يمنح روسيا نصرًا رمزيًا.

وأكد المسؤولون أن الانسحاب من باخموت لن يكون له تأثير استراتيجي كبير على الحرب.

وفي المقابل، قالت "نيويورك تايمز" إنه إذا تمكنت موسكو من الاستيلاء على باخموت، ستندفع بعد ذلك نحو سلوفيانسك وكراماتورسك، الأمر الذي يمنحها سيطرة شبه كاملة على منطقة دونباس، في خطوة حاسمة لبوتين.

وفي منطقة أخرى مشتعلة، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مدينة كراماتورسك، وهي مركز عسكري رئيسي لقوات كييف في الشرق، قد تعرضت لقصف روسي مكثف خلال الأيام الماضية، في تصعيد يكشف مدى رغبة الكرملين في السيطرة على منطقة دونباس التي تمنحه مركز قوة في أي مفاوضات مستقبلية.

وأوضحت الصحيفة أن كراماتورسك كانت هدفًا لهجمات صاروخية متكررة من قبل القوات الروسية منذ بدء الغزو، لكنها أشارت إلى أن الضربات على وسط المدينة قد تكثفت في الأسابيع الأخيرة مع تكثيف القوات الروسية لشن هجوم متوقع يهدف إلى السيطرة على منطقة دونباس بأكملها.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن السيطرة "الوشيكة" على مدينة باخموت، إلى جانب كراماتورسك أيضًا، ستكون أول انتصار عسكري كبير لموسكو منذ الصيف، على الرغم من تكلفته الباهظة في الأرواح الروسية والأوكرانية.

من المتوقع أن تكون القاعدتان المتبقيتان في بالاوان وزامباليس بالغرب، في مواجهة بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب به بكين بالكامل تقريبًا، بما في ذلك المياه التي تطالب بها مانيلا والمعروفة لها باسم بحر الفلبين الغربي.
التايمز

"سباق القواعد" يشعل التوترات بين أمريكا والصين

رأت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الولايات المتحدة أقدمت على خطوة جديدة محفوفة بالمخاطر قد تزيد عداوتها مع الصين بشكل كبير، بعدما أعلنت واشنطن عن إنشائها أربع قواعد عسكرية جديدة في الفلبين.

وقالت الصحيفة إنه رغم أن القواعد الأربعة الجديدة لن تكون منشآت دائمة كبيرة تضم آلاف القوات على غرار النوع الذي تحتفظ به الولايات المتحدة في أراضي حلفائها الآخرين في شرق آسيا (اليابان وكوريا الجنوبية)، إلا أنها ستضاعف الإحساس السائد في بكين بأنها محاصرة من قبل واشنطن التي تتهمها بعرقلة التطور الصيني.

جاء الإعلان خلال زيارة قام بها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى العاصمة الفلبينية مانيلا، حيث قالت بكين إن التوسع "يهدد السلام في المنطقة".

وقالت وزارة الخارجية الصينية: "من منطلق المصلحة الذاتية، تواصل الولايات المتحدة تعزيز انتشارها العسكري في المنطقة بعقلية محصلتها صفر، مما يؤدي إلى تفاقم التوتر في المنطقة ويعرض السلام والاستقرار الإقليميين للخطر".

ووفقًا لتقرير "التايمز"، لم يتم تأكيد المواقع الدقيقة للقواعد الأمريكية الجديدة، لكن تصريحات سابقة لمسؤولين أمريكيين وفلبينيين أشارت إلى أن اثنين منها سيكونان في كاجايان وإيزابيلا في أقصى شمال شرق البلاد، وهي النقطة الأقرب إلى تايوان.

وقالت الصحيفة البريطانية إنه إذا تم التأكيد على موقع القاعدتين العسكريتين، سيثير ذلك مخاوف الصين بشأن تايوان، وذلك بعدما وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإرسال قوات أمريكية للدفاع عن الجزيرة المطلة على المحيط الهادئ.

ويرفع الإعلان الجديد عدد القواعد العسكرية الأمريكية في الفلبين إلى 9 قواعد.

وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تكون القاعدتان المتبقيتان في بالاوان وزامباليس بالغرب، في مواجهة بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب به بكين بالكامل تقريبًا، بما في ذلك المياه التي تطالب بها مانيلا والمعروفة لها باسم "بحر الفلبين الغربي".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجيش الكيني وضع خططًا لإنشاء مدرج جديد طويل بما يكفي للتعامل مع المقاتلات النفاثة في مطار ماندا باي، وهو مركز للعمليات الأمريكية والكينية ضد حركة "الشباب" الإرهابية في الصومال المجاورة.

وأضاف المسؤولون أن المحادثات مع الكينيين قد أثارت القلق من أن نيروبي قد تستعين بشركة إنشاءات صينية مملوكة للدولة لتنفيذ التوسعات بالقاعدة إذا اختارت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخروج من المشروع، الذي قد يكلف حوالي 50 مليون دولار.

وقال مسؤول عسكري كبير للصحيفة: "هل سيراقبون (الصينيون) ما نفعله؟ إنه يشكل معضلة استراتيجية بالنسبة لنا".

وقاومت إدارة بايدن حتى الآن، وفقًا لتقرير الصحيفة، طلب كينيا، لكن لم تتم تسوية المشكلة بعد.

وذكرت الصحيفة أن "البنتاغون" لم يقدم أي طلب إلى الكونغرس للحصول على أموال لتوسيع القاعدة.

وقالت "الجورنال" إن الطلب الكيني قد يكون نواة لمناوشة جديدة في المنافسة الأمريكية الصينية على النفوذ في أفريقيا.

وأضافت أن بعض الحكومات الأفريقية أصبحت بارعة في الضغط على واشنطن بورقة بكين، وفي بعض الأحيان موسكو، التي أرسلت مرتزقة للقتال من أجل الأنظمة في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

أخبار ذات صلة
حرب مع الصين خلال عامين

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com