بن غفير يبدأ "الاستفزازات" باقتحام الأقصى.. وبوتين يلجأ لـ"الشفافية" لكسب دعم الروس

بن غفير يبدأ "الاستفزازات" باقتحام الأقصى.. وبوتين يلجأ لـ"الشفافية" لكسب دعم الروس

إن إضفاء "الطابع الرسمي" على زيارة بن غفير يعد تصعيدًا غير مسبوق تقريبًا كما إنه ينذر بمزيد من العنف واستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين "دون حساب"
صحيفة "التايمز"

تصدر اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى عناوين الصحف العالمية الصادرة، اليوم الأربعاء، حيث وصفت الخطوة بـ"الاستفزازية والتي تنذر بحرب دموية" وانتفاضة فلسطينية ثالثة.

وتناولت الصحف تقارير تكشف عن تغيير جذري في إستراتيجية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وقالت إنه يلجأ في الوقت الحالي لسياسة "الشفافية" لكسب الدعم الشعبي للعملية العسكرية.

كما ناقشت الصحف تقارير أخرى تتحدث عن تدابير أوروبية مشددة ضد المسافرين الصينيين بسبب تفشي وباء كورونا، الأمر الذي قد يثير غضب بكين التي هددت باتخاذ إجراءات مضادة بسبب التمييز ضد المواطنين الصينيين.

زيارة أرئيل شارون، زعيم المعارضة آنذاك، إلى الموقع عام 2000 أشعلت سنوات من القتال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية
صحيفة "واشنطن بوست"

خطوة "استفزازية" تنذر بحرب دموية

نددت أبرز الصحف الغربية باقتحام بن غفير المسجد الأقصى وزيارة الحرم القدسي، صباح أمس الثلاثاء، في قرار وصفته بـ"الاستفزازي" الذي ينذر بحرب دموية جديدة مع الفلسطينيين.

وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها، إن إضفاء "الطابع الرسمي" على زيارة بن غفير يعد تصعيدًا غير مسبوق تقريبًا، كما إنه ينذر بمزيد من العنف واستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين "دون حساب"، وذلك بعدما تعهد الوزير المتطرف بعدم خضوع جنوده لأي مساءلة قانونية.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة بن غفير، التي جلبت إدانات عربية وأمريكية واسعة، جاءت على الرغم من التحذيرات الفلسطينية من أن وجوده قد يؤدي إلى رد فعل عنيف.

ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الزيارة بأنها "استفزاز غير مسبوق"، مضيفة أن "اقتحام بن غفير للمسجد يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار في المنطقة".

كما أدانت الصحيفة "صمت" رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إزاء استفزازات بن غفير. وقالت إنه على الرغم من أنه دعا إلى منع بن غفير من الذهاب هناك، إلا أنه مجبر على "التزام الصمت" لأنه يحتاج دعم حلفائه اليمينيين المتطرفين.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن استفزاز بن غفير يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصراع المتصاعد بالفعل مع الفلسطينيين وتوتر العلاقات مع العالم العربي الأوسع.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة أرئيل شارون، زعيم المعارضة آنذاك، إلى الموقع عام 2000 قد أشعلت سنوات القتال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وقالت إنه في الآونة الأخيرة، اندلعت المواجهات بسبب الرحلات التي قام بها نواب إسرائيليون يمينيون إلى الموقع.

"بتمثيلها غير المسبوق في الحكومة الجديدة، يبدو أن الحركة اليمينية مستعدة لإغراق المنطقة في العنف كثمن لإكمال مهمتها المتطرفة"
ميري إيسين

وجاءت زيارة بن غفير بعد أقل من أسبوع من تنصيب حكومة إسرائيلية جديدة بقيادة نتنياهو ترتكز على كتلة من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعهد أعضاؤها ذات يوم بضم الضفة الغربية المحتلة والقضاء على أي احتمالات متبقية لحل الدولتين.

ولطالما دعا بن غفير إلى تغيير الوضع الراهن في الموقع الذي يدار منذ حرب 1967 من قبل المرجع الديني الأردني المعروف باسم "الوقف".

وعلى مدى عقود، ومع تلاشي احتمالات حل الدولتين وارتفاع مكانة الموقع كرمز للسيادة الوطنية، حذر القادة الإسرائيليون والإقليميون من أن أي تغيير طفيف يمكن أن يشعل المنطقة.

في غضون ذلك، نقلت "واشنطن بوست" عن ميري إيسين، وهي ضابطة استخباراتية سابقة في الجيش الإسرائيلي، قولها، إنه "بتمثيلها غير المسبوق في الحكومة الجديدة، يبدو أن الحركة اليمينية مستعدة لإغراق المنطقة في العنف كثمن لإكمال مهمتها المتطرفة".

وحذرت من أن "التطرف يؤدي إلى مواجهات تتحول إلى عنف على الفور". وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الزيارة المثيرة للجدل سلطت الضوء على النهج المتصلب تجاه الفلسطينيين الذي وعدت به الحكومة الجديدة في وقت يتصاعد فيه العنف في الأراضي المحتلة.

مشيرة إلى أن "بن غفير له تاريخ طويل من الأعمال الاستفزازية وأدين في الماضي بالتحريض على العنصرية ودعم جماعة إرهابية".

وكانت التوترات الفلسطينية الإسرائيلية في القدس المحتلة، التي بلغت ذروتها في غارة للشرطة الإسرائيلية على الحرم القدسي، أدت إلى اندلاع قتال عنيف استمر 11 يومًا بين القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة في غزة في مايو 2021، بالإضافة إلى اندلاع موجة نادرة من العنف العرقي داخل إسرائيل.

عادة ما يكون خطاب رأس السنة مثقلًا بالملاحظات غير السياسية، لكن بوتين هذه المرة قدم روايته عن الغرب "العازم على تدمير روسيا"
صحيفة "نيويورك تايمز"

"الشفافية".. سياسة بوتين الجديدة لكسب الروس

وفيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يهيئ شعبه الآن لقتال طويل الأمد، مشيرة إلى أنه غير تمامًا من "إستراتيجية التكتم" التي اتبعها الكرملين بشأن الأفصاح عن الخسائر العسكرية، وأصبح أكثر شفافية في الوقت الحالي.

وقالت الصحيفة، إن الزعيم الروسي تخلى عن التظاهر بأن "الحياة تستمر كالمعتاد" على الرغم من الحرب، وهو ما يتجلى في اعتراف الكرملين السريع بالخسائر الجماعية التي تسبب فيها الهجوم الأوكراني فجر أمس الأول، الإثنين، والذي أسفر عن مقتل 63 جنديًّا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإستراتيجية الجديدة للرئيس الروسي ظهرت جليًّا في اللقطات التي نشرها الكرملين ليلة رأس السنة، عندما شوهد بوتين وهو يتحدث مع الجنود، ويحثهم "لا يمكننا التخلي عن أي شيء. يجب أن نستمر في القتال فقط".

وأوضحت الصحيفة، أنه عادة ما يكون خطاب رأس السنة مثقلًا بالملاحظات غير السياسية، لكنها أشارت إلى أن بوتين هذه المرة قدم روايته عن الغرب "العازم على تدمير روسيا".

وقالت "إنهم يستغلون أوكرانيا وشعبها بشكل ساخر لإضعاف روسيا وتقسيمها".

واعتبرت الصحيفة أن هذه التصريحات تعد أحدث أمثلة بوتين لإعداد الروس لحرب طويلة.

ونقلت الصحيفة عن تاتيانا ستانوفايا، خبيرة في الشأن الروسي لدى شركة "آر. بوليتيك" للتحليلات السياسية، قولها "لقد أصبح بوتين أقل استرخاءً وتفاؤلًا. إنه يشعر الآن ببعض القلق والرغبة في حشد كل القوى الممكنة لتحقيق أهدافه".

يبدو أن بوتين نفسه يعيد التركيز مجددًا على الجبهة الداخلية؛ إذ يسعى حاليًّا إلى تجنب أي استياء محتمل بشأن العواقب الوخيمة للحرب
صحيفة "نيويورك تايمز"

وأضافت الصحيفة أن بوتين لم يصدر أي تصريح عن الهجوم الصاروخي الأوكراني على مدينة ماكيفكا قرب منطقة دونيتسك الشرقية، الإثنين، على الرغم من أنه جلب سيلًا من الانتقادات من قبل الصقور المؤيدين للحرب على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابعت الصحيفة أن الرد السريع غير المعتاد من قبل وزارة الدفاع الروسية على الهجوم الأوكراني، إذ إنها وعدت بتقديم "كل المساعدة والدعم اللازمين" لعائلات القتلى، أظهر أن الكرملين يسعى لأن يصبح أكثر شفافية في الداخل مما كان عليه في الأشهر الأولى من الحرب.

ورأت الصحيفة الأمريكية، أن تبني إستراتيجية الشفافية حول التطورات الميدانية للحرب، بما في ذلك الخسائر والمكاسب، يمكنها جلب مزيد من الدعم للحرب من قبل الشعب الروسي الذي سئم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي أعقبت الحرب، فضلًا عن سخطه من قرار التعبئة الجزئية للقوات المسلحة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم يرون أن الكرملين بدأ أخيرًا في التعلم من أخطائه في ساحة المعركة، مشيرين إلى أن روسيا تعمل الآن على تحسين دفاعاتها ودفع المزيد من الجنود إلى الخطوط الأمامية.

وقالت الصحيفة: يبدو أن بوتين نفسه يعيد التركيز مجددًا على الجبهة الداخلية؛ إذ يسعى حاليًّا إلى تجنب أي استياء محتمل بشأن العواقب الوخيمة للحرب، كما إنه يحاول حشد الروس لدعمه بشكل أكثر نشاطًا، وذلك بعد إشاعات بأن الزعيم الروسي سيأمر قريبًا بتجنيد عسكري جديد.

في المقابل، قال محللون إنه لا يزال من الممكن اندلاع موجة من الاحتجاجات الشعبية. وصرح ميخائيل فينوغرادوف، أستاذ العلوم السياسية الروسي، بأن رد الفعل العام على الخسائر العسكرية في الغزو السوفيتي لأفغانستان في الثمانينيات "لم يحدث على الفور".

وأوضح فينوغرادوف "حقيقة أن رد الفعل الشعبي ضد بوتين لم يتحقق بعد، وهذا يمكن أن يعني أحد أمرين؛ إما أن النظام السياسي مستقر إلى أقصى حد، وإما أن مشاعر الإحباط تتراكم تدريجيًّا ويمكن أن تؤدي إلى انفجار في يوم ما".

اقترب المسؤولون للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن اختبار ما قبل المغادرة للمسافرين من الصين
صحيفة "بوليتيكو"

إجراءات أوروبية تثير غضب الصين

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن دول الاتحاد الأوروبي تستعد لإبرام اتفاق ردًّا على تفشي متحور أكثر فتكًا لفيروس كورونا في الصين، بما في ذلك فرض قيود مشددة على المسافرين الصينيين، الأمر الذي قد يثير غضب بكين.

وقالت الصحيفة، إن دول الاتحاد الأوروبي تتجه إلى اتخاذ "تدابير سفر منسقة" استجابة لتصاعد وتيرة الإصابات للفيروس التاجي في الصين، بما في ذلك إجراء اختبار قبل مغادرة المطارات، وفرض الكمامات أثناء الرحلات الجوية، فضلاً عن فرض قيود مشددة لمراقبة مياه الصرف الصحي بحثًا عن المتحورات الجديدة المحتملة.

وأضافت الصحيفة، أنه في اجتماع للأمن الصحي عقد، أمس الثلاثاء، للوزراء وممثلين عن المفوضية الأوروبية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها ومنظمة الصحة العالمية، اقترب المسؤولون من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن اختبار ما قبل المغادرة للمسافرين من الصين، وتكثيف مراقبة مياه الصرف الصحي أثناء الرحلات الجوية.

العديد من البلاد الأوروبية كانت عمدت إلى أخذ عينات من مياه الصرف الصحي أثناء الوباء لتحديد المتحور المسؤول عن تفشيه
صحيفة "بوليتيكو"

ونقلت الصحيفة عن مفوضة الصحة في الاتحاد الأوروبي، ستيلا كيرياكيدس، قولها إن الأعضاء وافقوا بالإجماع على هذه الإجراءات، مشيرة إلى أن المناقشات ستستمر، اليوم الأربعاء، لصياغة النسخة النهائية من القرار.

وصرح متحدث باسم المفوضية لصحيفة "بوليتيكو"، بأن المفوضية قدمت مسودة رأي حول الإجراءات المقترحة إلى عواصم الاتحاد الأوروبي، والتي سيتم الآن "مراجعتها واعتمادها" بناءً على مساهماتها.

وأضاف "الغالبية العظمى من الدول تؤيد اختبارات ما قبل المغادرة." وتابع أن مثل هذه الاختبارات "يجب أن تستهدف أنسب الرحلات الجوية والمطارات وأن يتم إجراؤها بطريقة منسقة لضمان فاعليتها".

وكشفت الصحيفة أن المسودة تشمل أيضًا "ارتداء الكمامات أثناء الرحلات الجوية من الصين، والنظافة الشخصية للمسافرين وزيادة يقظة الاتحاد الأوروبي بشأن الاختبارات والتطعيمات".

كما تشمل المسودة أيضًا، وفقًا لتقرير الصحيفة، برنامجًا مخصصًا للمراقبة الجينية في المطارات لاكتشاف المتحورات الجديدة، مثل اختبار مياه المرحاض.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من البلاد الأوروبية كانت عمدت إلى أخذ عينات من مياه الصرف الصحي أثناء الوباء لتحديد المتحور المسؤول عن تفشيه، بالإضافة أيضًا لمعرفة تسلسل العينات وراثيًّا لرصد المتحورات الجديدة.

وقالت الصحيفة إن بلجيكا كانت أول دولة أعلنت الأسبوع الجاري أنها اختبرت عينات مياه الصرف من رحلتين قادمتين من الصين لمعرفة تسلسل المتحورات.

وذكرت دول أوروبية أخرى أن هناك نقصًا في المعلومات الصحية الشاملة التي تشاركها الصين؛ ما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كانت هناك متحورات جديدة تظهر في البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com