إسرائيل.. ظهور تيار معارض قوي تقوده شخصيات عسكرية سابقة
إسرائيل.. ظهور تيار معارض قوي تقوده شخصيات عسكرية سابقةإسرائيل.. ظهور تيار معارض قوي تقوده شخصيات عسكرية سابقة

إسرائيل.. ظهور تيار معارض قوي تقوده شخصيات عسكرية سابقة

شهدت الأيام الأخيرة ظهور بوادر تيار معارض قوي ضد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، تقوده شخصيات لديها ماضٍ عسكري، بدا وأنها تعمل على تبديد مخاوف الإسرائيليين التي تستغلها هذه الحكومة، لتوجه الرأي العام نحو مسار محدد، بما يضمن لها البقاء على رأس السلطة.

واعتبر مؤتمر هيرتسليا السادس عشر، الذي تشهده إسرائيل حاليًا، ويناقش قضايا متعلقة بالأمن القومي، منصة أساسية أطلّت منها تلك الشخصيات، والتي لم يستثن منها ايهود باراك، رئيس الحكومة ووزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، الذي فند أمس الخميس، جميع الادعاءات التي تسوقها حكومة نتنياهو بشأن المخاطر الوجودية، وطالب الإسرائيليين بإسقاط هذه الحكومة حال لم تعد لرشدها.

وانضم باراك إلى سلسلة من الشخصيات التي تحظى بتعاطف وتأييد قطاع كبير من الإسرائيليين، بشكل يفوق بكثير تلك التيارات والأحزاب التي تقود جناح المعارضة، وعلى رأسها "المعسكر الصهيوني" ومن  يقف على رأسه "يتسحاق هيرتسوغ"، الذي يبدو وأنه فقد الجانب الأكبر من مؤيديه، نظرًا لمواقفه الضعيفة وظهوره كزعيم بلا خبرة سياسية كافية.

وانضم إلى تلك الشخصيات رئيس هيئة الأركان العامة السابق، الفريق بني غانتس، والذي دق اليوم الجمعة على نفس الأوتار، وذهب إلى أن حكومة نتنياهو "تبالغ كثيرًا في وصف ما تواجهه إسرائيل من مخاطر وجودية".

وأكد غانتس أن دولة إسرائيل لا تقف حاليًا أمام مخاطر وجودية من أي نوع، وعبر عن ظنه أن هناك تهديدات يمكنها أن تتحول مستقبلا إلى خطر من هذا النوع، ومن ذلك تحول إيران إلى قوة نووية، أو نجاح "داعش" في وضع يده على مخزون من السلاح النووي أو البيولوجي.

ولفت رئيس هيئة الأركان السابق خلال لقاء داخل الجامعة المفتوحة في مدينة حيفا شمالي إسرائيل، إلى كون مخاوف الإسرائيليين أداة لتوجيههم، ورفض مسألة المخاطر الوجودية، لكنه رفض التطرق إلى تصريحات ايهود باراك أو لكلمة وزير الدفاع السابق موشي يعلون أمام مؤتمر هيرتسليا، اللذين شنا هجومًا حادًا ضد نتنياهو وحكومته.

وبدلاً من التطرق لما قالاه، أعرب غانتس عن تفضيله للتركيز حاليًا على العمل الاجتماعي وليس السياسي، ولكنه على ما يبدو ترك الباب مفتوحا للجانب الأخير، ولا سيما مع الأنباء عن تشكيله حركة جديدة تحمل اسم "إلى الداخل" برفقة زميله غابي أشكنازي، والذي شغل هو الآخر منصب رئيس هيئة الأركان العامة،  بيد أن ملامح تلك الحركة لم تتضح بعد.

وقلّل غانتس من مستوى التهديدات المحدقة حاليًا بإسرائيل، وقال "يمكن أن تتحول بعض التهديدات الحالية إلى تهديد وجودي، ومن ذلك امتلاك داعش سلاحًا نوويًا أو بيولوجيًا"، مشيرًا إلى أن تطوير العمل الاستخباراتي والقدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي ستسهم في منع تحول المخاطر الحالية إلى مخاطر وجودية.

وخالف غانتس توجه الحكومة الإسرائيلية بشأن ما تقوم به من إجراءات ضد ما تصفه بـ"الإرهاب الفلسطيني" وقال إنه لا ينبغي أن تؤثر المواجهات ضد الإرهاب على طبيعة الحياة في إسرائيل أو على القيم المتبعة في الجيش، وأن تغيير القيم الإسرائيلية في إسرائيل سيشكل نصرًا للإرهاب.

وتدلّ تصريحات غانتس على مدى اتفاقه مع وزير الدفاع السابق يعلون، والذي كان قد شدّد خلال كلمته الثلاثاء الماضي أمام مؤتمر هيرتسليا على أن إيران لا تشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل، ورد عليه حزب "الليكود" بهجوم وتهكم غير مسبوقين، واتهمه بـ"تغيير جلده سريعا".

ويعتقد مراقبون أن ظهور تيار معارض يضم شخصيات عسكرية سابقة تحظى بقبول الإسرائيليين، يشكل مفاجأة لم تكن في حسابات نتنياهو، الذي نجح في تحييد المعارضة السياسية وشق صفها بسهولة بدون أدنى مجهود.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com