المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بالإضرار بأمن إسرائيل
المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بالإضرار بأمن إسرائيلالمعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بالإضرار بأمن إسرائيل

المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بالإضرار بأمن إسرائيل

سارعت المعارضة الإسرائيلية لمطالبة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتوقيع على اتفاقية المعونة وإنهاء الأزمة مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. بعد قرار البيت الأبيض الأمريكي المفاجىء بالاعتراض على زيادة المعونة الأميركية لإسرائيل كما وردت في قرار للكونغرس والبالغة 16 مليار دولار. من ضمنها مبلغ 455 مليون دولار أقرّها الكونغرس كزيادة للمعونة الأمريكية بغرض تطوير منظومات الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ.

نتنياهو يضر بأمن إسرائيل

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، اتهم عدد من أعضاء الكنيست نتنياهو بالإضرار بمصالح إسرائيل الأمنية. وقال زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ إن:" المعونة الأمريكية حيوية للدفاع عن الإسرائيليين، والآن بسبب ألاعيب ذاتية لرئيس الحكومة نتنياهو، نحن نخسر قسمًا حاسمًا منها. إن الشجار المخبول مع أهم حليف لنا يصل اليوم للإنفجار، وحاليًا كل سكان سديروت وكريات شمونه يُحتمل أن يدفعوا ثمن غطرسة نتنياهو وقلة مسؤوليته في العلاقة مع الولايات المتحدة، وخصوصًا مع البيت الأبيض".

وقال هرتسوغ إنه:" إذا بقيت إسرائيل في الحرب المقبلة من دون منظومة دفاع جوي، يتحتم علينا من الآن تشكيل لجنة التحقيق التي ستفحص كيف يتخذ نتنياهو القرارات بشأن أمن إسرائيل".

 من جهتها، قالت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني:" من المؤلم رؤية كيف أن أمن إسرائيل يتضرر جراء علاقات عكرة مع الإدارة الأميركية. وحتى من يؤيدون قيام رئيس الحكومة نتنياهو بمهاجمة الرئيس الأميركي، يرون اليوم أضرارًا تقييد المعونة لإسرائيل. آمل أن تجد المسألة حلاً".

كما حمل زعيم حزب "هناك مستقبل"، ووزير المالية السابق، يائير لبيد على نتنياهو، معتبرًا أن إعلان البيت الأبيض، يشدد الحاجة للعمل، عبر الحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية، والتوقيع على اتفاقية المعونة بأسرع وقت ممكن".

سجال داخلي بين الكونغرس والبيت الأبيض

ونتيجة للردود القاسية من قبل المعارضة الإسرائيلية، طلب ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية من جميع الوزراء والمتحدثين الرسميين عدم التعليق على النبأ. وأعلن ديوان نتنياهو أنه "ليس هناك أي تقليص في المعونة الأميركية. الحديثُ يدور عن سجال داخلي بين الكونغرس والبيت الأبيض على حجم الإضافات السنوية لخطة الدفاع ضد الصواريخ. والمعونة الأمنية للدفع ضد الصواريخ، وليس أنها ستتقلص، بل أنها سوف تزداد. ومحاولة تحويل الحوار مع أميركا إلى أداة للمناكفة السياسية في إسرائيل ليست أمرًا جديرًا، والذعر ليس في محله".

واعتبر مختصون أميركيون أن قرار البيت الأبيض هو جزء من "المساومات مع الكونغرس حول الأرقام النهائية لميزانية الدفاع". والأهم أن بلاغ البيت الأبيض لا يتعلق بالمعونة الأميركية لإسرائيل، بقدر ما يتعلق بميزانية الدفاع الأميركي للعام 2017، والتي تؤثر جزئيًا على إسرائيل. ومعروف أن المعونة الأميركية لإسرائيل التي يجري التفاوض بشأنها تتعلق بالفترة ما بين 2018 إلى 2028.

المنظومات الدفاعية الصاروخية (حيتس، القبة الحديدية، العصا السحرية)

ومع ذلك، يُعتقد بأن للبلاغ صلة غير مباشرة بالمفاوضات الجارية مع إسرائيل بشأن المعونة السنوية. وذكرت صحيفة هآرتس أن أحد شروط الإدارة الأميركية لتمرير اتفاقية المعونة تطلب تعهدًا إسرائيليًا بألا تحاول إسرائيل في العشر سنوات المقبلة إجراء اتصالات موازية ومستقلة مع الكونغرس لنيل زيادات استثنائية سنوية، والاكتفاء بما يتقرر في اتفاقية المعونة السابق يمنح إسرائيل ثلاثة مليارات دولار سنويًا، لكن إسرائيل كانت تحصل على زيادات لتمويل مشاريع تطوير ونشر منظومات مضادة للصواريخ مثل حيتس، والقبة الحديدية، والعصا السحرية.

وبحسب ما نشرت هآرتس، فإن إدارة أوباما عرضت على إسرائيل مساعدة سنوية بقيمة 3.7 مليار دولار في السنوات الأولى، تزداد بعدها إلى أربعة مليارات دولار لاحقًا وأكثر، بحيث يكون مجموع المساعدة 40 مليار دولار في عشر سنوات. لكن إسرائيل رفضت التعهد بعدم العمل بشكل مستقل مع الكونغرس، ولذلك عرضت أميركا زيادة متواضعة تجعل مجموع المساعدات 34 مليار دولار في العقد المقبل. وقد رفض نتنياهو العرض الأميركي، وهو لا يزال يطالب بمساعدة لا تقل عن 40 ـ 50 مليار دولار في العقد المقبل.

وهناك في إسرائيل من يطالب باستغلال الفرصة والتوقيع مع أوباما وعدم انتظار الرئيس الأميركي المقبل. وهناك من يرى أن إسرائيل لن تخسر شيئًا إذا انتظرت إلى حين خروج أوباما من الحكم في كانون الثاني المقبل.

(إيباك) يعرب عن خيبته العميقة

وجاء رد الفعل الأول على بلاغ إدارة أوباما من اللوبي الصهيوني في واشنطن، "إيباك"، الذي أعلن عن "خيبته العميقة"، من معارضة الإدارة الأميركية لتمويل إضافي لإسرائيل. وأشار إلى أن "المشاريع المشتركة" مثل حيتس، مقلاع داوود، القبة الحديدية، والعصا السحرية، تعتبر حاسمة لأمن إسرائيل في مواجهة منظومة متزايدة من الصواريخ، وهي تسهم مساهمة هامة في منظومة الدفاع الأميركية ضد الصواريخ.

تأثر الصناعات العسكرية الإسرائيلية سلبًا بقرار البيت الأبيض 

وأشار المراسل العسكري لموقع "والا" العبري الإلكتروني، أمير بوحبوط إلى أن عددًا من الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وعلى رأسها الصناعات الجوية، سوف تتأثر سلبًا بقرار البيت الأبيض. سيما وأن الصناعات الجوية وشركة "رفائيل" الإسرائيلية تشاركان في مشاريع تطوير مقلاع داوود، والقبة الحديدية مع عدد من الشركات الأميركية.

 وأشار بوحبوط إلى أن الصناعات العسكرية ووزارة الدفاع الإسرائيلية ينتظران الرد الذي سوف يبلوره نتنياهو، الذي سيرسل وزير دفاعه الجديد أفيغدور ليبرمان الأسبوع المقبل إلى أميركا للمشاركة في تدشين أول طائرة F-35 ستسلم لإسرائيل بشكل رسمي.

يذكر أن القرار الأميركي تسبب بصدمة قوية داخل إسرائيل، وأثيرت تصورات بأن القرار الرئاسي الأميركي ينطوي على أبعاد سياسية واقتصادية وعسكرية هامة الأثر على إسرائيل. ووجدت إسرائيل التي كثيرًا ما تدخلت في الشأن الداخلي الأمريكي مؤخرًا، وجدت نفسها أمس في ورطة كبيرة أساسها الخلاف بين الإدارة الديموقراطية والأغلبية الجمهورية في الكونغرس حول ميزانية الدفاع الأمريكية للعام 2017.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com