جندي أوكراني على إحدى جبهات القتال
جندي أوكراني على إحدى جبهات القتالأ ف ب

ماذا وراء الهجوم الأوكراني المستمر على بيلغورود الروسية؟

كثفت القوات الأوكرانية هجماتها على مقاطعة بيلغورود الروسية المحاذية لحدودها، وتحديدا المجاورة لإقليم دونباس، الذي يعد مسرح الحرب الدائرة بين الطرفين.

وكانت آخر الهجمات التي شنتها كييف، ليلة الأربعاء، حيث استهدفت بهجماتها ما يقرب من 34 شقة أصيب جراءها 8 أشخاص بينهم فتاة تبلغ من العمر 11 عاما، فيما كانت مستودعات النفط هدفا للأوكرانيين في المقاطعة طوال الفترة الماضية.

وحول تركيز القوات الأوكرانية على ضرب مقاطعة بيلغورود، قال الخبير في الشؤون العسكرية سيرغي ماميتشيف، إن "الموقع الجغرافي للمقاطعة الذي يعد كجبهة إسناد خلفية للجيش الروسي الذي يتوغل في دونباس هو السبب الرئيس الذي جعل هذه المقاطعة هدفا للقصف الأوكراني".

وأوضح، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن مقاطعة بيلغورود يجاورها من الجانب الأوكراني مقاطعة خاركيف التي تعتبر الهدف المقبل للقوات الروسية ويحاول الأوكران بهذه الاستهدافات تهديد المخطط الروسي للتوغل في خاركيف خاصة أن انطلاق الجنود الروس وخطوط الإمداد اللوجستي ستكون من بيلغورود لذلك أصبحت المقاطعة هدفا يوميا للمسيرات والصواريخ الأوكرانية.

وأشار إلى أن روسيا تحاول الرد على استهداف المقاطعة بقصف خاركيف بشكل دوري لإيصال رسالة القصف يقابله القصف لكن استمرار هذا الوضع دون حسم قد يؤخر السيطرة على خاركيف.

ولفت إلى أن "الجيش الأوكراني يطمح لتحويل بيلغورود لساحة قتال بري وحاول أكثر من مرة اقتحامها لكن هذا الهدف صعب المنال؛ كونه هجوما على أراضٍ روسية وليست مناطق دخل الروس إليها حديثا".

لكن في المقابل، يستبعد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية سيرغي توفين، قدرة كييف على تحويل المقاطعة لساحة معركة باستخدام المسيرات فقط.

ورأى في حديث لـ"إرم نيوز" أن الأمر "لا يتعدى الإزعاج وإرباك الجيش الروسي، حيث إن كييف تعي تماما عجزها عن احتلال أراض روسية لكن مسيراتها استطاعت فعليا إجبار السلطات الروسية على إخلاء بعض السكان وهذا يعتبر نصف هدف".

وأضاف قائلا: "حاولت أوكرانيا منذ مدة الاعتماد على ما يسمى الفيلق الروسي وهو تشكيل عسكري معارض لموسكو، حيث أوكل لهذا الفيلق مهمة اقتحام المقاطعة الروسية لكن خلال ساعات استطاع الجيش الروسي القضاء على القوات المتوغلة".

وتابع: "ربما كانت أوكرانيا بهذه الحركة تريد إيصال رسائل لموسكو بأنها تستطيع تهديد الأراضي الروسية"، لكنه أشار إلى أن هذه الرسائل جاءت عكسية، حيث أثبتت للروس بأنه لا مفر من السيطرة على خاركيف لإنهاء التوتر الحاصل في بيلغورود.

وبيّن بأن أوكرانيا لم تستطع استهداف القواعد أو المطارات العسكرية المتواجدة في بيلغورود، فعسكرياً هذه هي الأهداف التي ستؤثر ميدانيا، لكن كييف عاجزة عن تحقيق الأهداف كون هذه المناطق محمية بأنظمة دفاع جوي قوية.

وفيما يتعلق بتأخير اقتحام خاركيف استبعد توفين، تأثير الضربات الأوكرانية على الخطط العسكرية الموضوعة، مشيرا إلى أن "الاستهدافات المستمرة لا تعيق أبدا خطط الدخول إلى خاركيف فالأسباب الأساسية التي أخرت اقتحام خاركيف بعيدة كل البعد عن قصف أوكرانيا لبيلغورود".

أخبار ذات صلة
روسيا تتوعد بتدمير أي قوة فرنسية تدخل لمساعدة أوكرانيا

واعتبر أن الأسباب الأساسية، هي المساحة الضخمة التي تتمتع بها خاركيف والتحصينات الأوكرانية فيها وكل هذا يحتاج لأعداد كبيرة جدا من الجنود أولا لضرب التحصينات وثانيا لإحكام السيطرة على هذه المساحة الضخمة.

وخلص الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إلى القول: "في الوقت الحالي هناك مهمة أمام الجيش الروسي وهي حماية بيلغورود، وحمايتها بحاجة إلى السيطرة على خاركيف حيث تنطلق من هناك كل الهجمات التي تستهدف الأراضي الروسية".

وتوقع بأن تنطلق معارك خاركيف في المستقبل القريب بعد دراسة هذه المعارك والتجهيز لها بشكل ممتاز من قبل القوات الروسية التي تتقدم على محاور أخرى بسرعة كبيرة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com