ما سر التوافق بين نتنياهو وغانتس بشأن "صفقة القرن" الأمريكية؟
ما سر التوافق بين نتنياهو وغانتس بشأن "صفقة القرن" الأمريكية؟ما سر التوافق بين نتنياهو وغانتس بشأن "صفقة القرن" الأمريكية؟

ما سر التوافق بين نتنياهو وغانتس بشأن "صفقة القرن" الأمريكية؟

يثير ترحيب زعيم تحالف "كاحول لافان" (أزرق أبيض) بيني غانتس، بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإحلال السلام بالشرق الأوسط، أو ما تعرف بـ "صفقة القرن"، ومن دون تحفظات، أسئلة بشأن التفاصيل التي اطلع عليها خلال الاجتماع الذي عقده لمدة 50 دقيقة بالبيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي، أمس الاثنين.

وصرح غانتس الذي يطمح للجلوس على كرسي رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ عام، أنه سيعمل على تنفيذ الخطة "المهمة" و"التاريخية" إذا تولى المنصب وتشكلت في إسرائيل حكومة مستقرة، بالتعاون مع الدول الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط.

ويطرح الأمر تساؤلات حول ما إذا كانت هناك نقاط تتناقض مع البرنامج الانتخابي لحزب "كاحول لافان" ضمن التفاصيل من عدمه، وما إذا كان تعليق غانتس المرحب كان معدا مسبقا، ضمن محاولة لاسترضاء الإدارة الأمريكية، في إطار تقديراته بأن موقفه هذا هو بوابة العبور لمنصب رئيس الوزراء، أو أنه وسيلة لقطع الطريق على منافسه بنيامين نتنياهو، للفوز بالمزيد من النقاط الانتخابية، أو أن ما اطلع عليه يتماشى مع رؤيته بالفعل.

وحتى اللحظة ما زال الغموض يلف بنود "صفقة القرن" الأمريكية، على الرغم من وجود تسريبات كثيرة حول هذه البنود، التي دفعت السلطة الفلسطينية إلى إعلان رفضها التام للخطة، ووصل الأمر إلى إطلاق تصريحات تدل على أن الحديث يجري عن كارثة تجهزها واشنطن للفلسطينيين، وتهديدات فلسطينية بعودة المقاومة ومواجهة جنود الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية، وكذلك تصريحات حول إمكانية حل السلطة الفلسطينية، وغير ذلك من التصريحات التي تؤكد أن لدى السلطة الفلسطينية معلومات كافية حول بنود الصفقة.

برنامج "كاحول لافان"

ولا يحتوي البرنامج الانتخابي المشترك لتحالف "كاحول لافان" على توصيف دقيق لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أو مصير حل الدولتين، لكن هناك ما يؤشر على رؤية هذا التحالف في هذا الصدد، ومن ذلك تصريحات الباحث والنائب يوعاز هيندل، رئيس "معهد الاستراتيجية الصهيونية"، وعضو تحالف "كاحول لافان"، الذي صرح في وقت سابق أن حل الدولتين "غير منطقي"، نظرا لأن قطاع غزة تحت سيطرة حماس، بينما تتواجد السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية.

ويشير البرنامج الانتخابي المشترك لهذا التحالف الذي يترأسه غانتس إلى أن القدس وهضبة الجولان والكتل الاستيطانية بالضفة وغور الأردن هي مناطق حيوية بالنسبة لأمن إسرائيل، ولا يحتوي هذا البرنامج على إشارة لإقامة دولة فلسطينية من خلال مفاوضات بين الجانبين، فيما يضع هذا البرنامج التعامل مع الضفة الغربية تحت بند "إدارة المخاطر المتعلقة بأمن إسرائيل" وتحقيق مصالحها.

ويقوم البرنامج الانتخابي لـ "كاحول لافان" على حقيقة أن السلطة الفلسطينية تشكل مصلحة لإسرائيل، وأن الأخيرة لا يمكنها البقاء والسيطرة على جنين ونابلس، وتحمل المسؤولية عن قطاعات فلسطينية مثل التعليم والمواصلات وفرض النظام، لكن مع ذلك لا يريد الحزب التطرق إلى "خطة انفصال" جديدة، على غرار ما حدث في قطاع غزة عام 2005.

ويعتبر الحزب أن وصف "دولتان لشعبين" هو وصف قديم، وأن إقامة دولة فلسطينية لن تتأتى بين يوم وليلة، لأن هناك حاليا "ثلاث دول لشعبين"، في ظل سيطرة حماس على غزة، والسلطة الفلسطينية على الضفة الغربية، ما يعني أن فكرة الدولة الفلسطينية بالوضع المطروح هي فكرة "افتراضية" ولا علاقة لها بالجغرافيا.

وتفسر رؤية "كاحول لافان" التي عرضها النائب والباحث هيندل في وقت سابق، موقف غانتس الداعم والمؤيد لخطة الرئيس الأمريكي، حيث يعني ترحيبه من دون تحفظات أن الخطة التي يفترض أن تنشر اليوم الثلاثاء، تتماشى مع البرنامج الانتخابي المشترك للتحالف الذي يضم ثلاثة أحزاب سياسية، على الرغم من أن أحد هذه الأحزاب - وهو حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد - يعلن في برنامجه الانتخابي الحصري أنه يعارض الخطوات "الأحادية الجانب".

ولم يعد هناك مجال للدهشة من اتفاق رؤية حزبي "الليكود" و"كاحول لافان" بشأن خطة ترامب، حيث إن موقف نتنياهو ودوافعه معروفة، بينما يمكن التأكيد على أن الخطة لا تختلف كثيرا عن البرنامج الانتخابي لحزب غانتس، طبقا لما هو معلن، ولا سيما من حيث وضع الكتل الاستيطانية وغور الأردن والقدس الشرقية، فيما ستبقى مسألة طبيعة الدولة الفلسطينية وحدودها محل نقاش طويل وربما لا نهائي، هذا بخلاف موقف الشارع الإسرائيلي الذي ينبغي تسليط الضوء عليه، بوصفه من سيدلي بصوته قريبا لصالح نتنياهو أو غانتس، وبينهما خطة ترامب.

إسرائيليون ضد "صفقة القرن"

وترضي خطة ترامب طموح اليمين واليسار في إسرائيل على السواء، إذ تتشكل الأحزاب المحسوبة على هذين التيارين بناء على رؤى سياسية صهيونية، بيد أن الفارق هو أن اليمين لديه تحالفات والتزامات مع أحزاب محسوبة على الصهيونية الدينية، ومن ثم يمكن تفسير أسباب الاتفاق بشأن جملة من القضايا.

ويفسر الرفض الإسرائيلي من قبل بعض التيارات حالة التطرف السائدة هناك، حيث لا ينبع الرفض هذا من حقيقة أن الصفقة تمنح إسرائيل والصهيونية ميزات عديدة، ولكنه ينبع من كونها تعطي للفلسطينيين دولة أو ترسخ لمبدأ مبادلة الأراضي.

وشهد يوم أمس الاثنين على سبيل المثال، تظاهر عشرات الإسرائيليين أمام مقر رئيس الوزراء بالقدس المحتلة احتجاجا على الخطة، ونقل موقع "سيروغيم" جانبا من الفاعليات التي نظمت تحت عنوان "لا لتقسيم الوطن، ولا لخطة ترامب"، مشيرا لدعوة المتظاهرين لرئيس الوزراء نتنياهو لعدم قبول الخطة أو الموافقة بأي شكل من الأشكال على مبادرة تشمل نقل أجزاء من إسرائيل لمن وصفوه بـ "العدو".

وتحدث الموقع مع دانئيلا فايس، رئيسة حركة "ناحالا" الاستيطانية، التي دعت جميع رؤساء المجالس للتضامن معها، وإعلان رفضهم للخطة برمتها، ومعارضة مبادلة مناطق إسرائيلية مقابل ضم غور الأردن والكتل الاستيطانية بالضفة الغربية، والتصدي لترسيم الحدود الإسرائيلية وتقسيم البلاد، على حد قولها.

ونبهت الناشطة الإسرائيلية إلى ما قالت إنها "تداعيات الانفصال عن غزة"، حيث أصبحت نصف مساحة إسرائيل تحت خطر الصواريخ من القطاع، معتبرة أن تكرار الأمر مع الضفة سيعني وضع بقية إسرائيل تحت خطر مماثل، ومؤكدة أنها لن تتوقف عن معارضة خطة ترامب.

خطر أمني

وتقف مسألة إقامة دولة فلسطينية على رأس أسباب رفض قطاع من الإسرائيليين للخطة، الأمر الذي حذرت منه الناشطة الإسرائيلية سوزي ديم، من منظمة تسمى "ماتوت عاريم" اليمينية، وتعمل تحت شعار "السلام مقابل السلام"، حيث ذكرت لـ "قناة 20" أمس الاثنين، أن الخطة تشكل خطرا أمنيا على إسرائيل.

وتعتقد المنظمة أن موافقة إسرائيل على خطة ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية، ستعني تشكل قوة معادية ضد إسرائيل، لو سمح لها بالتسلح بشكل كامل، ومن ثم ستقبع هذه الدولة على مسافة كيلومترات من مدن إسرائيلية كبرى، مثل ريشون ليستيون، وبيتاح تيكفا، وبات يام، وجفعاتيم، والقدس، وتل أبيب، معتبرة أنها ستشكل خطرا على 19 مدينة إسرائيلية، وأن الصواريخ الفلسطينية ستصل يوما إلى تل أبيب والقدس، بحسب قولها.

الغالبية تؤيد

نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، أمس الاثنين، استطلاعا للرأي بمناسبة قرب نشر خطة الرئيس الأمريكي، وأظهر أن 55% مع تطبيق السيادة الإسرائيلية بشكل أو بآخر على مستوطنات الضفة الغربية، بينما يعارض 45% مثل هذه الخطوة.

وخلال تحليل نتائج هذا الاستطلاع المهم، والذي يتم إجراؤه منذ أكثر من ثلاثة عقود بشكل سنوي، تبين أن 26% من الإسرائيليين يؤيدون ضم الكتل الاستيطانية بشكل أحادي الجانب، بينما يؤيد 14% ضم جميع المناطق التي تحتوي على مستوطنات بشكل أحادي، حتى تلك التي لا تعد من الكتل الأساسية.

ويؤيد 7% من الإسرائيليين ضم الضفة الغربية بالكامل للسيادة الإسرائيلية بشكل أحادي الجانب، ويرى 8% أنه ينبغي فقط ضم المنطقة (ج) للسيادة الإسرائيلية بشكل أحادي، في إشارة إلى منطقة تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية وتسيطر عليها إسرائيل عسكريا وإداريا.

ويعتقد 40% من الإسرائيليين أن حل الدولتين قابل للتنفيذ في المستقبل البعيد، ويقول 11% أن هذا الحل قد يتأتى في المستقبل القريب، بينما يرى 34% أنه لا يوجد حل من هذا النوع.

وأخيرا يعتقد 66% من الإسرائيليين وفقا للاستطلاع، أن استمرار الوضع الراهن من دون حل سياسي سوف يضر بمصالح إسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com