خبراء: إسرائيل لا تستطيع اتخاذ قرار منفرد بمهاجمة إيران
أكد خبراء ومختصون في الشأن العسكري أن إسرائيل لا تستطيع اتخاذ قرار منفرد يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران، خاصة وأن ذلك يمكن أن يؤدي لاندلاع حرب إقليمية، علاوة على أنها بحاجة لدعم عسكري من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
وشاركت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في عملية التصدي لهجوم إيراني ضد إسرائيل؛ ردًا على استهداف الأخيرة لقنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض قولهم إن "القلق يساور كبار المسؤولين في الولايات المتحدة من رد إسرائيلي سريع على هجوم إيران، من دون التفكير بالتداعيات المحتملة".
وحسب شبكة "NBC" الأمريكية، فإن "الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية، أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران"، مؤكدة أن بايدن يعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران.
تنسيق عالي المستوى
ويرى الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، أن "إسرائيل لا يمكن لها اتخاذ قرار توجيه ضربة عسكرية لإيران بشكل منفرد، وأنها بحاجة لتنسيق عالي المستوى مع القيادتين السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة".
وأوضح، لـ"إرم نيوز"، أن "إيران بحاجة أيضاً للتنسيق مع حلفائها الغربيين وبعض دول المنطقة، خاصة وأن أي هجوم من قبل تل أبيب سيؤدي لتعطيل حركة الملاحة الجوية والبحرية في المنطقة".
وأضاف عريقات أن "إسرائيل بحاجة في أي هجوم ضد إيران لدعم استخباراتي وعسكري ولوجستي من حلفائها، وهذا الأمر ظهر جلياً في التصدي للهجوم الإيراني"، مبيناً أن إسرائيل تحتاج للقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط لضرب إيران.
وبيّن أن "طول المسافة بين إيران وإسرائيل، وعدم امتلاك الأخيرة القدرات العسكرية الأمريكية التي تمكنها من ضرب العمق الإيراني، يجعلها بحاجة إلى التنسيق مع حلفائها والولايات المتحدة قبل أية ضربة عسكرية"، متابعاً: "هذا يعني أن إسرائيل لا تمتلك القرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل".
ولفت عريقات إلى أن "تل أبيب تعمل منذ سنوات على إقناع الولايات المتحدة بالحصول على الطائرات الخاصة والإمكانيات التقنية التي تمكنها من توجيه ضربة عسكرية لإيران بشكل منفرد؛ إلا أن واشنطن تدرك خطورة ذلك".
وأكد أن "أية ضربة عسكرية إسرائيلية تجاه الأراضي الإيرانية ستكون بتنسيق عالي المستوى بين المؤسسات الإسرائيلية والأمريكية والغربية، التي يمكن أن تتضرر من أي هجوم عسكري".
إمكانيات محدودة
ويرى الخبير في الأمن القومي، رفيق أبو هاني، أن "التصدي الإسرائيلي الأمريكي الغربي للهجوم الإيراني يؤكد عدم توفر الإمكانيات العسكرية واللوجستية والاستخباراتية لدى إسرائيل لمواجهة مباشرة مع إيران".
وأوضح، لـ"إرم نيوز"، أن "التعاون الأخير بين الولايات المتحدة وإسرائيل في التصدي للهجوم الإيراني يؤكد أن تل أبيب تحتاج موافقة أمريكية غربية قبل تنفيذ أي هجوم واسع النطاق ضد طهران".
وأضاف أبو هاني أن "الإمكانيات الإسرائيلية محدودة فيما يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران؛ نظراً للبعد الجغرافي الكبير بينهما"، لافتاً إلى أن إسرائيل لا يمكن لها إلا توجيه ضربات محدودة لإيران ومن خلال دول قريبة منها.
وأشار إلى أن "كل استهداف إسرائيلي لإيران كان من خلال قواعد عسكرية سرية لتل أبيب بالقرب من الأراضي الإيرانية، وهذا يعني أن أي هجوم محتمل لتل أبيب سيكون بحاجة لموافقة أمريكية ودعم غربي، عسكرياً واستخباراتياً".
ومضى أبو هاني قائلًا: "بتقديري أمريكا ستمنع أي هجمات متبادلة بين إسرائيل وإيران، وستعمل على تهدئة التوتر القائم بينهما بعد استهداف قنصلية طهران في دمشق"، مؤكداً أن الرد الإيراني كان محسوباً بدقة، ويهدف للحيلولة دون الانجرار لمواجهة مفتوحة مع إسرائيل.
