إسرائيل.. المعارضة تستبق تشكيل حكومة نتنياهو بكشف خطط المواجهة

ظهرت مؤشرات صدام مبكر بين الحكومة اليمينية المتطرفة التي تتشكل في إسرائيل، بزعامة بنيامين نتنياهو، وبين المعارضة.

يأتي ذلك إثر تهديدات أطلقها رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الأسبق، غادي أيزنكوت، بأن تلك الحكومة ستكون على موعد مع تظاهرات مليونية دون توقف. 

وإلى جانب هذه التهديدات، هناك بوادر أخرى لزخم بين الأوساط اليسارية الإسرائيلية، مثل التطورات التي شهدتها مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الجمعة.

وتدفقت حافلات تقل العشرات من نشطاء اليسار إلى المدينة، من أجل التضامن مع نشطاء آخرين تعرضوا في وقت سابق للاعتداء والتهديد بواسطة جنود إسرائيليين، حسبما أفادت القناة الإسرائيلية السابعة، إلا أن تلك الحافلات منعت من الدخول.

وانتشر كالنار في الهشيم خلال الأسبوع المنصرم، مقطع فيديو لجندي يهدد النشطاء الإسرائيليين بأن النائب إيتمار بن غفير، زعيم كتلة "عوتسما يهوديت" سيعيد الأمور إلى نصابها، وهو الجندي الذي عوقب بالسجن 10 أيام على خلفية هذا المقطع. 

"مليونيات أيزنكوت"

وذكر موقع " Mivzaklive" العبري، اليوم الجمعة، أن أيزنكوت أكد في أكثر من مناسبة أنه "إذا لم يعد هناك خيار آخر، سنعمل باستخدام الأدوات الديمقراطية من أجل إخراج مليون مواطن إلى الشوارع".

وترك أيزنكوت مؤشرات على أن مواجهة الخطوات التي تباشرها الحكومة الأكثر تطرفا والتي تتشكل، ستكون عبر موجة من الاحتجاجات الشعبية. 

وأشارت صحيفة "معاريف" بدورها إلى أن عضو الكنيست أيزنكوت، الرجل الثالث في "المعسكر الرسمي"، بعد غانتس وجدعون ساعار، دعا إلى موجة احتجاجات ضد السياسات التي تباشرها الحكومة المرتقبة، إذا لم يعمل نتنياهو على كبح جماح وزراء تلك الحكومة. 

وأوضح أيزنكوت، في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أيضا، أنه "في حال تسبب نتنياهو في الإضرار بالمصالح القومية لدولة إسرائيل، وبالديمقراطية الإسرائيلية، والتعليم الحكومي، وبالجيش كجيش للشعب، فإن المنهج الذي سيُتبع ضده هو المليونيات".

النائب ماتان كهانا، من كتلة "المعسكر الرسمي"، منح غطاءا لزميله أيزنكوت، وأكد دعمه لهذا النهج، حال تسببت حكومة نتنياهو في تهديد أسس الديمقراطية. 

ورأى أنه "لو نسفت الحكومة الأسس الديمقراطية الإسرائيلية سيكون من الشرعي التظاهر ضدها"، معربا عن مخاوفه من أن نتنياهو "على استعداد لفعل كل ما يخدم مصالحه الشخصية".

دعوات تحريضية

وأزال توصل نتنياهو مع زعيم حزب "الاتحاد القومي" أو "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، إلى تفاهمات بشأن الصلاحيات التي سيحصل عليها الأخير، العقبة الأخيرة في طريق زعيم "الليكود" لتشكيل الحكومة السادسة في تاريخ مشواره السياسي، السابع والثلاثين في تاريخ إسرائيل.

وشن نواب من "الليكود" هجومًا حادًا ضد أيزنكوت، ونقلت صحيفة "معاريف"، يوم الجمعة، عن عضو الكنيست ميكي زوهار، أن تصريحات رئيس الأركان الأسبق "تحريضية"، مضيفًا: "نحن حزب مُنتخب بأغلبية واضحة تؤهلنا لتشكيل الحكومة القادمة".  

وقال زوهار أن تصريحات أيزنكوت ليست دعوة لتظاهرات، إنما تعد تحريضا، مضيفًا أن "المؤشرات الحالية لا تبرر دعوته إلى تظاهرات، أمَّا ما يعطي المبرر لذلك فهي الأفعال التي تمس بالأمور المهمة لشعب إسرائيل". 

ورأى زوهار أن حزب "الليكود" عرض أجندته على الناخبين، وكذلك فعل خصومه، وأن الجمهور قرر في النهاية أن "الليكود" هو الذي سيمثله، لافتًا إلى أن الحزب لم يشكل حكومة بعد، ومع ذلك بدأ البعض يقترح تنظيم "مليونيات" ويدعو الناس للخروج إلى الشوارع، معتبرًا الأمر من باب التحريض. 

وأقر النائب الإسرائيلي أن الاتفاق بين حزب "الليكود" الذي ينتمي إليه وبين "الصهيونية الدينية" لم يكن بالمجان، وأنه كان من الطبيعي أن يستجيب نتنياهو لبعض من شروط سموتريتش، إلا أنه أشار إلى أن الأهم هو استحواذ "الليكود" على الحقائب الوزارية المهمة.

وسألته الصحيفة إذا ما كان نتنياهو يخشى تمردا داخل الحزب الذي يرأسه، لينفي ذلك، مشيرا إلى أنه لا يستشعر بوادر تمرد داخل "الليكود". 

غير أن الصحيفة عادت وسألته عن أسباب حرص نتنياهو على إلغاء قانون يُمكن 4 نواب من الانفصال وتشكيل كتلة خلال الكنيست الحالي، ولم يقدم زوهار إجابة قاطعة. 

عصيان مدني

وكان الكثير من ساسة إسرائيل المحسوبين على اليمين قد انتقدوا، منذ أمس الخميس، دعوات أيزنكوت المتكررة لانتهاج أسلوب "المليونيات" ضد حكومة نتنياهو المقبلة، ونفوا أن تكون تلك الحكومة بصدد انتهاك الديمقراطية والمصالح القومية للبلاد من أجل مصالح حزبية وأجندات سياسية، على عكس ما يردده المعارضون. 

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الخميس، عن مصادر مقربة للائتلاف الذي يتشكل، أن موقف كتلة "المعسكر الرسمي" يعني دعوتها لعصيان مدني، وقال إن الأمر يعد من باب التحريض. 

ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست موشي غافني، من كتلة "يهدوت هاتوره" الحريدية الائتلافية، أنه على أيزنكوت مراجعة نفسه، وأنه على ما يبدو يعاني من قلة الوعي الذاتي.

وأشار غافني إلى أن الملايين خرجوا للشوارع بالفعل، لكن من أجل التصويت لصالح اليمين، أي في الانتخابات الأخيرة.