هل يعيد المؤتمر الاستثنائي لـ"إخوان" المغرب بنكيران إلى الزعامة من جديد؟‎‎
هل يعيد المؤتمر الاستثنائي لـ"إخوان" المغرب بنكيران إلى الزعامة من جديد؟‎‎هل يعيد المؤتمر الاستثنائي لـ"إخوان" المغرب بنكيران إلى الزعامة من جديد؟‎‎

هل يعيد المؤتمر الاستثنائي لـ"إخوان" المغرب بنكيران إلى الزعامة من جديد؟‎‎

يتجه حزب العدالة و التنمية المغربي إلى عقد "مؤتمر استثنائي"، دعت إليه حركة تصحيحية تطلق على نفسها مبادرة "النقد والتقييم"، لاختيار قيادة جديدة قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، المقرر تنظيمها صيف عام 2021.

وأربكت هذه الحركة، التي تضم في صفوفها فئة مهمة من قيادات وشبيبة الحزب، زعيمه سعد الدين العثماني، المستهدف الأول من هذا المؤتمر، وذلك بعد أن تفاعل المجلس الوطني بشكل إيجابي مع مقترح المبادرة.

وأصدر مكتب المجلس بيانا نشره الموقع الرسمي للحزب، عبّر من خلاله عن "احترامه وتقديره لهذه المبادرة باعتبارها تتوجه إلى إحدى مؤسسات الحزب، وتطالب بتفعيل أحد مقتضيات النظام الأساسي".

وكلّف المكتب رئيسة اللجنة السياسية والسياسات العمومية بالمجلس، بالدعوة في أقرب وقت إلى اجتماع اللجنة؛ بهدف "إتاحة الفرصة لتعميق النقاش وتبادل الرأي حول الوضعية السياسية العامة، واستحقاقات المرحلة، والتساؤلات التي تطرحها مذكرة الحركة التصحيحية، والمساهمة في بلورة الحلول المشتركة والمقترحات الملائمة".

وانبثقت هذه المبادرة بعد أسابيع قليلة من دعوة عبدالعالي حامي الدين، نائب رئيس المجلس الوطني للحزب، إلى عقد مؤتمر استثنائي بدعوى أن الولاية الحالية التي يقودها العثماني "تعرض فيها الحزب للعديد من المشاكل، وسجلت خلالها البلاد تراجعات".

وقال القائمون على مبادرة "النقد والتقييم"، التي تنتقد طريقة تدبير القيادة الحالية للحزب، إن "مسعاهم لعقد مؤتمر استثنائي حصد بعد يوم واحد 100 توقيع من أعضاء في المجلس الوطني للحزب واللجنة المركزية للشبيبة، بالإضافة إلى أعضاء الحزب بالخارج؛ ما جعل منها أرضية لفتح نقاشات مهمة".



ورفض حامي الدين التعليق على هذه التطورات الجارية باعتباره أول قيادي دعا إلى عقد مؤتمر استثنائي، واكتفى في تصريح مقتضب لـ"إرم نيوز" بالقول: "موقفي مما يجري هو ما جاء في بلاغ المجلس الوطني للحزب، يوم السبت"، مضيفا: "هذه مبادرة خاصة ببعض الشباب ولا أملك تفسيرا لما يحصل، لا تعليق".

وفي السياق، قال مصدر حزبي لـ"إرم نيوز"، إن "هذا المقترح أشعل صراعا بين ما يسمى بالتيار الموالي لسعد الدين العثماني الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة، وتيار عبدالإله بنكيران، الأمين العام السابق للحزب، بحيث إن التيار الأخير يدفع إلى تنظيم مؤتمر استثنائي مهما كلّف الثمن، وهو ما يهدد الحزب الحاكم بالانقسام".

تمهيد لعودة بنكيران

ورأى مراقبون، أن هذه الحركة تسعى للانقلاب على القيادة الحالية تمهيدا لعودة الأمين العام السابق عبدالإله بنكيران لقيادة سفينة الحزب مجددا.

وقال الباحث والمحلل السياسي، الدكتور إدريس الكنبوري، إن "ما يجري حاليا في صفوف حزب العدالة والتنمية من ازدياد الهوة بين القواعد والقيادات، كان أمرا متوقعا منذ إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة وإبعاده عن الزعامة، لكن التوجه إلى عقد مؤتمر استثنائي بهذه الكيفية هو ما يثير الاستغراب".

وأضاف الكنبوري لـ"إرم نيوز"، أن "هناك تيارا داخل الحزب يعتبر أن الوضعية الحالية التي يمر بها الحزب الإسلامي شاذة وغير مقبولة، وأن إزاحة بنكيران من المشهد السياسي تم لاستهداف الحزب"، لافتا إلى أن "هذا التيار يعتبر أن الأمين العام السابق ما زال قادرا على العطاء والتأثير، وبالتالي عودته أصبحت حتمية في ظل تراجع بريق العدالة والتنمية".



ويعتقد الباحث المغربي، أن "تبني دعوة المؤتمر الاستثنائي من طرف المجلس الوطني الذي يضم في صفوفه أسماء مقربة من بنكيران، يؤكد أن هناك رغبة حقيقية في عودته إلى الزعامة من جديد، فحتى التيار الموالي لهذا الرجل يعتبر أن عودة الأمين العام السابق تعني عودة الشرعية، بحكم أن بنكيران هو من أوصل الحزب إلى الحكم، إلا أنه تم إبعاده بطريقة مُدبّرة في نهاية المطاف، ووُضع مكانه سعد الدين العثماني بعد فشل الأول في تشكيل حكومته".

وحول ما إذا كان هذا المؤتمر سيؤدي إلى انقسام الحزب الحاكم كما يروج في الأوساط السياسية، أفاد بأن "حزب العدالة والتنمية منظّم ويعتمد في فكره على التكاتف بين الأفراد، لكن هذا لا يعني أن الأيام التي ستسبق المؤتمر الاستثنائي ستمر عادية، فالخلاف في وجهات النظر أمر وارد، واتساع الهوة قد يزيد بلا شك".

وشدد الكنبوري على أنه "في حال عقد المؤتمر الاستثنائي سيكون هذا الحدث السياسي محطة حاسمة في مسار الحزب، ونتائجه ستحدد الوجه الحقيقي الذي سيظهر به العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة"، منوها إلى أن "الحزب الحاكم تراجعت شعبيته كثيرا في السنوات الأخيرة، وبات هذا الحدث أول رهان يواجهه قبيل الانتخابات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com