تونس.. النهضة تبحث سيناريوهات التعاطي مع حكومة الفخفاخ الجديدة
تونس.. النهضة تبحث سيناريوهات التعاطي مع حكومة الفخفاخ الجديدةتونس.. النهضة تبحث سيناريوهات التعاطي مع حكومة الفخفاخ الجديدة

تونس.. النهضة تبحث سيناريوهات التعاطي مع حكومة الفخفاخ الجديدة

تعقد حركة النهضة الإسلامية في تونس، مساء اليوم الأحد، اجتماعا لمجلس الشورى؛ لبحث مسار تشكيل الحكومة الجديدة، الذي أثار جدلا واسعا داخل الحركة؛ بسبب اختيار الرئيس قيس سعيد، إلياس الفخفاخ وتكليفه بتشكيل الحكومة، وهو ما لا ينظر إليه كثير من قيادات الحركة بعين الرضا.

وقال القيادي البارز في الحركة عبدالحميد الجلاصي لـ "إرم نيوز"، إن دورة مجلس الشورى التي ستعقد اليوم، ستُخصص بالدرجة الأولى لبحث مسألة تشكيل الحكومة، إضافة إلى مناقشة نقطة تخص لجنة إعداد المؤتمر الـ 11 للحركة المنتظر نهاية الربيع المقبل.

وأضاف الجلاصي أن هناك توجهات ومواقف مختلفة داخل الحركة من مسار تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ، وأن كل هذه المواقف ستُعرض للنقاش من أجل اتخاذ موقف موحد من هذا المسار، ومن شكل الحكومة وتركيبتها وبرنامجها، رافضا التعليق على ما تم تداوله بخصوص وجود خلافات وتوجّه نحو خيار مقاطعة مسار المشاورات، خصوصا بعد اختيار شخصية لم تقترحها الحركة.

من جانبه، أفاد تقرير لصحيفة "الراي الجديد" القريبة من حركة النهضة، أن اجتماع مجلس الشورى سوف يتمحور حول المسار الجديد الذي يمنح لرئيس الجمهورية قيس سعيد، "شرعية سياسية على الحكومة القادمة"، وينهي النظام القديم الذي كان يقوم على الوفاق القائم بين راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي، طوال 3 سنوات، قبل أن تتحول وجهة الوفاق نحو يوسف الشاهد، على أنقاض العلاقة مع الرئيس الراحل.

ونقل التقرير عن مصادر من داخل النهضة، أنّ نقاشات الحركة قد تنتهي بالدعوة إلى التصويت للحكومة ومنحها الثقة دون المشاركة فيها، استعدادا لمرحلة "ما بعد المصادقة"، وإسقاط حكومة الفخفاخ في أول منعطف يعترضها أو رفض المسار الجديد برمته، أي إسقاط الحكومة وحل البرلمان.

ومع أن هذه الفرضية تبقى مستبعدة لكنها قائمة، أولا لأن رئيس الحكومة المكلف لم يكن من ضمن اختياراتها، وثانيا لرفضها شكل الحكومة المبني على فرز ترى أنه خطير ويدفع نحو اللاستقرار، ويضعف دور الحركة مقابل صعود قوى أخرى تتمثل في محيط قيس سعيد من جهة، والتيار الديمقراطي من جهة أخرى.

وكانت حركة النهضة قد دعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما يتجه الفخفاخ نحو تشكيل ما يسمى "حكومة النفس الثوري"، بهوية "قيس سعيد السياسية وبشرعية الرئيس الانتخابية"، وفق ما جاء في الندوة الصحفية التي عقدها الفخفاخ، الجمعة.

وأثار هذا التوجه رضا شق من داخل حركة النهضة، ممن يؤمنون بضرورة استعادة "الخط الثوري"، ومنح الثقة لوجه شاب لم ينخرط سابقا ضمن النظام القديم لرئاسة الحكومة، غير أن طائفة كبيرة من قيادات الحركة أبدت اعتراضها على هذا التوجه، وكانت حتى قبل تسمية الفخفاخ تدفع نحو إشراك أكبر طيف سياسي في الحكومة الجديدة، وخصوصا حزب "قلب تونس" الذي يرأسه نبيل القروي، وهو ما دعا إليه رئيس الحركة راشد الغنوشي.

 وكان عدد من قيادات حركة النهضة قد أكدوا في تدوينات ولقاءات صحفية لهم، استعداد الحركة لانتخابات سابقة لأوانها، ورفضهم ما سموه "انقلاب سعيد والفخفاخ" على نتائج الانتخابات التشريعية، حيث يُوصف مسار تشكيل الحكومة داخل الحركة بـ"الانقلاب على نتائج الانتخابات".

وقد وضعت هذه التطورات الحركة في حالة تأهب واستنفار وتنسيق مع عدد من الفاعلين السياسيين، وخاصة حزب "قلب تونس" وكتلة الإصلاح الوطني، تحسبا لسقوط سيناريو "الحكومة الثورية"، وانسحاب التيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة من المشاورات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com