اتهامات بالتواطؤ مع "بن علي" قبل الثورة تشعل الساحة السياسية في تونس
اتهامات بالتواطؤ مع "بن علي" قبل الثورة تشعل الساحة السياسية في تونساتهامات بالتواطؤ مع "بن علي" قبل الثورة تشعل الساحة السياسية في تونس

اتهامات بالتواطؤ مع "بن علي" قبل الثورة تشعل الساحة السياسية في تونس

أثارت تصريحات النائب والقيادي في حزب "حراك تونس الإرادة" (معارضة من وسط اليسار)، عماد الدايمي، حول تواطؤ حزب من اليسار التونسي مع نظام زين العابدين بن علي قبل الثورة، جدلًا واسعًا، وصل حدّ تبادل الاتهامات بالخيانة، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيدًا سياسيًا لافتًا قبل الاستحقاق الانتخابي المرتقب.

وقال النائب عماد الدايمي، الجمعة، خلال لقاء صحفي نشره موقع "وطن" المحلي: إنّ "الجبهة الشعبية (ائتلاف من أحزاب يسارية)، تضمّ مكونات غير منسجمة، منها حزب العمّال الذي كان شريكًا في النضال ضدّ الديكتاتورية، وحزب الوطنيين الديمقراطيين المعروف اختزالًا بـ "الوطد"، والذي تموقع في تحالف موضوعي مع بن علي ومنظومته بسبب تغليب الأيديولوجيا".

وأثار التصريح استهجان "الجبهة الشعبية" التي رأت فيه إساءة إلى الشهيد شكري بلعيد، الذي كان يعتبر رمزًا من رموز "الوطد"، واتهامًا مباشرًا له بالتواطؤ مع الديكتاتورية، واعتبرت الجبهة في بيان صادر عنها اليوم، أنّ تصريح الدايمي يعد "تصرّفًا عدوانيًا وغير مسؤول لا هدف منه سوى تشويه صورة الشهيد شكري بلعيد والإساءة إليه، وإلى القيم والمبادئ التقدمية التي ناضل وضحى من أجلها".

غير أنّ الدايمي أصدر اعتذارًا أوضح فيه أنه قدم موقفًا كمعطى تاريخي، وأنه يكن كل الاحترام لشهيد الوطن شكري بلعيد.

ورأى متابعون للشأن السياسي في تونس، أن هذه الأزمة تمثل مقدمة لأزمات كثيرة ستشهدها البلاد مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، حيث ترتفع وتيرة الخلافات والتصريحات والردود المضادة، وتنحدر لغة الخطاب السياسي أحيانًا إلى ما يتعارض مع أخلاقيات العمل السياسي.

وقال المحلل السياسي منير الخضراوي لـ "إرم نيوز"، إن ما قاله الدايمي وبرّره، جُرّ إليه جرًّا بسبب إصرار محاوره على الإثارة.

وأضاف أن ذلك يمثل انزلاقًا في الخطاب السياسي، الذي قد يؤثّر على المناخ العام وعلى ما تقتضيه المرحلة من تمسك بالوحدة الوطنية، ومن ضبط النفس قبل حلول موعد الانتخابات التي ينبغي أن تكون وحدها الفيصل بين مختلف الفرقاء.

وأشار الخضراوي إلى أن مثل هذا الخطاب يكشف مدى تأثير المكاسب السياسية على الرصيد النضالي المشترك لبعض مكونات المشهد السياسي في تونس اليوم، موضحًا أنّ "حراك تونس الإرادة" الذي كان يُسمّى في السابق "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"، كان شريكًا لمعظم مكونات الجبهة الشعبية واليسار عامة، وللحركة الإسلامية ممثلة في "حركة النهضة"، والحركة الديمقراطية الوسطية ممثلة في الحزب الديمقراطي التقدمي سابقًا، وغيرها من المكونات السياسية التي كانت تشكل جبهة واحدة وتأسست في أكتوبر/ تشرين الأول 2005، وسُميت آنذاك بـ "جبهة أو حركة 18 أكتوبر"، وكانت تلتقي عند أهداف ومقاصد مشتركة في النضال ضد نظام بن علي.

 من جانبه، أكد المحلل السياسي، حامد بن يونس لـ "إرم نيوز"، أنّ الخطاب السياسي اليوم يتسم بشيء من العدوانية بين أطراف الصراع المقبلين على الاستحقاق الانتخابي، مشيرًا إلى ترصّد كل طرف أخطاء خصمه لاستغلالها وتوظيفها لفائدته.

ورأى بن يونس أنّ ما جاء على لسان عماد الدايمي يأتي في وقت تشهد فيه "الجبهة الشعبية" أزمة داخلية غير مسبوقة، وتشكيكًا بجدوى مشروعها من أساسه من خلال العمل على إظهار التنافر والتعارض بين مكوناتها، ومن ثمة إبراز هشاشة الأساس الذي قامت عليه، معتبرًا أنّ هذا المراهنة على هذا التعارض يكشف حجم غلبة منطق التنافس الحزبي على الماضي النضالي المشترك، وفق تعبيره.

وذكر بن يونس، أنّ الفترات السابقة للانتخابات تشهد عادة نزوعًا نحو تشويه الخصوم، وإبراز مواطن ضعفهم، ومن ذلك الفيديو الذي تم تسريبه مؤخرًا، ويُظهر القيادي في "نداء تونس"، سفيان طوبال، في وضع يسيء لهيبته ومكانة حزبه، وغير ذلك من التسريبات الرامية إلى حصد مكاسب سياسية على حساب الخصوم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com