ترحيل "الشماليين" من عدن يثير حالة من الجدل بين اليمنيين
ترحيل "الشماليين" من عدن يثير حالة من الجدل بين اليمنيينترحيل "الشماليين" من عدن يثير حالة من الجدل بين اليمنيين

ترحيل "الشماليين" من عدن يثير حالة من الجدل بين اليمنيين

شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، على مدى اليومين الماضيين، حملات أمنية لإيقاف المئات من أبناء المحافظات الشمالية، وإعادتهم إلى مناطقهم على متن شاحنات نقل، بدعوى "تأمين عدن" عقب تعرضها لعدة هجمات مؤخرًا، ما أثار لغطًا كبيرًا، استدعى تدخل رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي.

وبدأت الحملة -التي يقول ناشطون إن جنودًا من قوات "الحزام الأمني" قاموا بها- عقب الهجومين اللذين فًجعت بهما مدينة عدن يوم الخميس الماضي، إذ استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري، مركز شرطة مديرية الشيخ عثمان شمال عدن، وتبناها "تنظيم داعش"، تزامنًا مع هجوم آخر شنته مليشيات الحوثيين على معسكر "الجلاء" التابع للواء الأول دعم وإسناد، أثناء عرض عسكري غرب المحافظة، ليحصد الحادثان 49 قتيلًا  وعشرات الجرحى، طبقًا لبيان وزارة الداخلية اليمنية، بينهم قائد اللواء، منير اليافعي، المكنى بـ"أبي اليمامة".

واستهدفت الحملة، المئات من أبناء المحافظات اليمنية الشمالية في محافظة عدن، جنوب البلاد، بشكل عشوائي، عبر حواجز تفتيش مرورية وعمليات نزول ميدانية مفاجئة إلى الأسواق والشوارع، يتم من خلالها فرز أبناء محافظات شمال اليمن، وإعادتهم إلى مناطقهم.

وقد أثار هذا الأمر، حالة من الجدل الكبير بين أوساط اليمنيين، بين مؤيد ومعارض، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا الجدل المحتدم، دفع بالرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، للتدخل أمس الجمعة، موجهًا السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، في محافظات عدن، لحج والضالع، جنوب اليمن، "بوقف أي ممارسات خارجة عن النظام والقانون ضد المواطنين والممتلكات الخاصة، ونبذ الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض على أساس مناطقي أو سياسي بعد الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة المؤقتة عدن".

وحمّل الرئيس هادي، محافظي المحافظات، وقيادات الأجهزة الأمنية في مختلف المناطق المحررة "مسؤولية أي تقصير في تنفيذ هذه التوجيهات، وتحمل المسؤولية الكاملة تجاه حماية المواطنين وممتلكاتهم ووقف أي انتهاكات وممارسات في هذا الإطار".

قوات "الحزام الأمني" تنفي

وحتى اللحظة، لم يصدر بيان من قوات "الحزام الأمني" في عدن، يوضح حقيقة هذه الاتهامات، في حين تناقلت وسائل إعلام محلية، عن مصدر مسؤول في قوات "الحزام الأمني"، نفيه أي عمليات ترحيل لأبناء المحافظات الشمالية من عدن.

وقال المصدر، إن ما حدث عبارة عن عمليات "توقيف مواطنين على مدخل عدن شمل الجميع، سواءً جنوبيين أو شماليين، حيث يتم تفتيش السيارات تفتيشًا دقيقًا في نقطة العلم، ونظرًا للازدحام يحصل تأخير، خاصة مع وجود سيارات تحمل أغراضًا كثيرة، واعتبره البعض تعسفًا، بينما هو إجراء طبيعي وحماية للمواطنين"؛ وفق تعبيره.

وتناقل العشرات من النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا ومشاهد مرئية لعمليات إيقاف وترحيل مواطنين من عدن إلى مناطقهم، في حين يقول آخرون، إنها تعود لحملات سابقة حدثت قبل سنوات.

وعلق رئيس الحكومة اليمنية السابق، أحمد عبيد بن دغر، على تويتر، قائلًا: "لا تتركوا مصائر الناس والوطن لردود الفعل العمياء، لا تتركوها بيد الجهلة، ولا تقسوا على العامل الكادح في وطنه وأرضه وبين أهله، لا تحمِّلوه وزر غيره، ولا تقفلوا في وجهه أبواب الرزق على ندرتها وقلة مردودها، هذا زمن البؤس اليمني، الذي يقترب بنا جميعًا إلى الهاوية، توقفوا ولو مرة واحدة للتفكير في المستقبل ولكن دون تعصب".

 ميدانيًا، اندلعت اشتباكات مسلحة بين منفذي حملة الترحيل ومسلحين آخرين معارضين لها في مديرية دار سعد، شمال عدن يوم السبت.

وحذّر رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري، جنوب اليمن، فؤاد راشد، في تصريح حصلت "إرم نيوز"، على نسخة منه، من "فتنة داخلية".

وأشار إلى أن المواجهات المسلحة التي اندلعت على خلفية هذا الأمر، "هي مؤشر خطير على انقسام اجتماعي ما كان له أن يتم لو أن ردود الفعل حكيمة وفي مكانها الصحيح".

المتواطئون" مع الحوثي"

في المقابل، ذكر المتحدث باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، أن عملية استهداف معسكر "الجلاء" في عدن، جاء بعد "رصد استخباراتي دقيق، وتعاون جهات في المحافظة"، مرسلًا تحياته إلى "المتعاونين" الذين قال إنهم "وضعوا مصلحة اليمن فوق أي مصلحة أخرى".

ويقول نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الشيخ هاني بن بريك، إن "الشعب ثائر في عدن بسبب الخلايا التي دخلت عاصمة الجنوب وسهلت للإخونج وذراعهم القاعدة العمليات الإرهابية وتواطأت مع الحوثي في نقل تحركات القيادات الجنوبية والتحالف لتسهيل الاستهداف، وعلى الموجودين حمل الهويات وإثبات محل الإقامة".

وأشار في سلسلة تغريدات له على موقع تويتر، إلى أنه "يتم الاحتفال في عدن وتوزيع المشروبات في بعض المطاعم لمقتل شهدائنا، ولما يتحرك الشعب لإغلاقها وإبعاد المجهولين الذين لا يحملون أي اثبات، ومنهم من ضبط في مقره أسلحة، تقوم قائمة القوم. عندما يتعلق الأمر بأمن الجنوب فشعب الجنوب كله حزام أمني وكله رجال أمن، فمن يوقف الشعب ؟!!".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com