باحث سعودي يتكلم العبرية يفتح شهية قطر وإسرائيل لنسج تقارير عن التطبيع "المزعوم"
باحث سعودي يتكلم العبرية يفتح شهية قطر وإسرائيل لنسج تقارير عن التطبيع "المزعوم"باحث سعودي يتكلم العبرية يفتح شهية قطر وإسرائيل لنسج تقارير عن التطبيع "المزعوم"

باحث سعودي يتكلم العبرية يفتح شهية قطر وإسرائيل لنسج تقارير عن التطبيع "المزعوم"

عمدت وسائل الإعلام القطرية والإسرائيلية منذ أيام، إلى نشر أخبار وتقارير تتعلق بباحث سعودي مختص بالتاريخ واللغات القديمة، في محاولة للاستفادة من إتقانه للغة العبرية وتوجيهه رسائل للإسرائيليين، بهدف الترويج لها، زاعمة أنها تعتبر خطوة تطبيع رسمية من قبل الرياض، وتشكل طموحًا للدوحة وتل أبيب على حد سواء.

ومنذ ظهور الباحث الشاب "لؤي الشريف" في مقطع فيديو متحدثًا باللغة العبرية بطلاقة وموجهًا رسالة سياسية للإسرائيليين، يوم الإثنين الماضي، لم يغب اسمه عن وسائل الإعلام القطرية والإسرائيلية، التي بدت وكأنها تعمل بتناغم بهدف إضفاء طابع رسمي على ذلك الفيديو بحسب كثير من المتابعين.

ورغم أن لؤي الشريف لا يشغل أي منصب رسمي في السعودية، ولم يقم بأي خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني ملتزمًا بموقف بلاده بعدم اعترافها بإسرائيل، إلا أن وسائل الإعلام القطرية والإسرائيلية واصلت الحديث عن مقطع الفيديو الذي تحدث فيه الشريف باللغة العبرية.

وكان الشريف قد وجه رسالته للإسرائيليين قائلًا، إنها رد على ما أثير من قبل صحفيين إسرائيليين عن وجود تهديد سعودي نووي مرتقب إذا امتلكت الرياض قنبلة نووية، كما أشار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقال الشريف في رسالته:"إن المملكة بلد لا يتعدى حدوده ولا يتدخل في شؤون الدول، ولا يهدد جيرانه وليس لديه أطماع في دول أخرى، وإن حديث ولي العهد السعودي يقصد به الدفاع عن النفس ضد من يقوم بتهديد جيرانه وله أطماع توسعية في المنطقة"، في إشارة إلى إيران التي ذكرها بالاسم الأمير محمد بن سلمان في لقائه التلفزيوني قبل أيام.

ونشر موقع "وطن" الإخباري الذي تموله قطر، أمس الخميس، تقريرًا عن الباحث السعودي لؤي الشريف تحت عنوان "انسجامًا مع موجة التطبيع.. موقع إسرائيلي يحتفي بمواطن سعودي يتحدث العبرية بطلاقة ويدعو السعوديين للاقتداء به!".

وتحدث التقرير القطري عن الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي بمبادرة الشريف، وهو ما حدث بالفعل، إذ تسابقت صحف ومواقع إلكترونية ومحطات تلفزة صهيونية في إضفاء طابع رسمي على الفيديو مع طموح تل أبيب ببناء علاقة مع أكبر بلد خليجي، بعد أن نجحت في كسر المقاطعة الخليجية لها بإقامة علاقات رسمية مع قطر منذ نحو عشر سنوات.

ويبدي الإعلام القطري اهتمامًا بأي تواصل سعودي أو من إحدى دول المقاطعة الخليجية مع إسرائيل، رغم أنه شخصيًا وغير رسمي، ويقوم بنشره في سلسلة من الصحف والمواقع الإلكترونية ومحطات التلفزة التي تمولها الدوحة بهدف الترويج لوجود علاقات بين دول المقاطعة الخليجية وإسرائيل.

وبعد مرور قرابة أسبوع على حديث لؤي الشريف، لا يبدو أنه سيغيب عن اهتمام الإعلام القطري والإسرائيلي المتحمس لاستغلال مبادرة الشاب المستقل لتحقيق أهداف سياسية تتمثل بالنسبة لإسرائيل في بناء علاقات مع المملكة بوزنها السياسي والاقتصادي والديني العملاق، فيما تمثل بالنسبة لقطر التخلص من كونها أول بلد خليجي يقيم علاقات رسمية مع إسرائيل.

وتروج تقارير الإعلام القطري إضافة لمدونين قطريين يكتبون بأسمائهم الصريحة أو عبر حسابات وهمية تنتشر في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لمثل تلك التحليلات الإسرائيلية حول التطبيع السعودي مع إسرائيل.

ولم يعلق الشاب السعودي المعروف على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، على الاهتمام القطري والإسرائيلي بحديثه باللغة العبرية، وإضفاء طابع رسمي عليه، لكنه بدا عازمًا على زيادة عدد السعوديين المتقنين للغة العبرية.

وقال الشريف في إحدى تغريداته في موقع "تويتر" الذي انتقده فيه الكثير من مواطنيه لرسالته الموجهة لإسرائيل: "سيكون لي منصة تعليمية لتعليم اللغات والتاريخ، وسيتم إطلاقها قريبًا بإذن الله، وسيكون فيها كورس تعليم لغة عبرية للمبتدئين 101".

وفي تغريدة سياسية تتفق إلى حد كبير مع موقف الرياض الرسمي من إسرائيل، قال الشريف في أحد ردوده، مبددًا الترويج القطري والإسرائيلي لوجود رغبة سعودية بالتطبيع مع إسرائيل: "لا يمكن قبول السلام مع إسرائيل قبل تسوية عادلة لقضية الفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم كاملة والحفاظ على المقدسات الإسلامية في القدس".

وكانت مبادرة الشريف في توجيه رسالة باللغة العبرية للإسرائيليين، قد قسمت مواطنيه بين مرحب بالفكرة ومؤيد لتوسيعها في إطار ما يسمى بالقوة الناعمة للمملكة، وبين معارض لها ولمحتواها الذي اعتبروه تطمينًا لإسرائيل بالرغم من نفي الشريف لذلك التفسير.

ولم تعلق السعودية على مبادرة الشاب الشريف وتداعياتها المحلية من خلال الجدل الذي أعقبها بين المدونين السعوديين، ولا تداعياتها الدولية من خلال السعي القطري والإسرائيلي الحثيث لإضفاء طابع رسمي على رسالته، إذ تتجاهل الرياض في كثير من الأحيان ما يشاع عن إقامتها علاقات مع الكيان الصهيوني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com