النيابة المصرية تكشف ملابسات وفاة المخرج شادي حبش داخل السجن
النيابة المصرية تكشف ملابسات وفاة المخرج شادي حبش داخل السجنالنيابة المصرية تكشف ملابسات وفاة المخرج شادي حبش داخل السجن

النيابة المصرية تكشف ملابسات وفاة المخرج شادي حبش داخل السجن

كشفت النيابة العامة في مصر، الثلاثاء، ملابسات وفاة المخرج شادي حبش، المحبوس احتياطيًا منذ 2018.

وقالت النيابة العامة، في بيان رسمي، إنها تلقت إخطارًا من قطاع مصلحة السجون، مساء اليوم الأول من شهر مايو الجاري، بوفاة المتهم شادي حبش، بالعيادة الخاصة داخل سجن القاهرة بمنطقة سجون طرة.

وأشارت إلى أنه "بالانتقال لمناظرة جثمان المتوفى لم يُعثر على أية إصابات ظاهرة فيه، وبسؤال الطبيب المناوب المكلف بسجن القاهرة يوم الواقعة؛ قرر بإخطاره فجر هذا اليوم بإعياء المتوفى، وبتوقيعه الكشف الطبي عليه تبين حُسن إدراكه وطبيعية معدلات علاماته الحيوية".

وأضافت أن "الطبيب قال إن حبش شرب بالخطأً كمية من الكحول ظهيرة اليوم السابق على وفاته، لكنه لا يعلم قدرها، واشتباهه في كون الزجاجة التي كانت معبأة فيها زجاجة مياه، وشعوره لذلك بآلام بالبطن، فأعطاه مطهرًا معويًا ومضادًا للتقلصات وأعاده لمحبسه لاستقرار حالته".

وتابعت:"الطبيب تابع الملف الطبي للمذكور، فتأكد من عدم سابقة إصابته بأي أمراض مزمنة، وقد اطلعنا على صورة منه... وفي صباح ذات اليوم أُبلِغ مرة أخرى باستمرار إعياء حبش وإصابته بقيء، فكشف عليه وتأكد من طبيعية معدلات علاماته الحيوية، ثم حقنه بمضاد للقيء وأعاده لمحبسه وتواصل مع طبيب مناوب آخر يعاونه أكد له صحة ما اتخذه من إجراءات لعلاج المتهم، بحسب الطبيب".

وواصلت:"بإبلاغه ظهيرة ذلك اليوم باستمرار شكوى حبش خاصة من آلام بالبطن، حَقنَه بمضاد للتقلصات عقب كشفه عليه وتأكده من سلامة معدلات علاماته الحيوية".

وتابعت:"الطيب أشار إلى أنه في المساء ولاستمرار إعياء المذكور أخبر الطبيب المعاون بأمره ليستكمل علاجه، والذي بسؤاله قرر بطلبه - فور إخطاره - نقل المتوفى إلى عيادة السجن حتى وصوله لتوقيع الكشف عليه".

وذكرت أنه "تبين من توقيع الكشف على حبش اضطراب درجة وعيه وضعف نبضه وضغطه، فأجريت إسعافات أوليه له، وشرع في اتخاذ إجراءات ترحيله الفوري لمستشفى خارجي، وتجهيز سيارة إسعاف لنقله، وإثر سوء حالته تم إعطاؤه محاليل لمحاولة إنعاش قلبه ورئتيه، إلا أنه لم يستجب وتوفى".

وأوضحت النيابة أنه"تم سؤال 3 من مرافقي المتوفى بالغرفة التي كان محبوسًا فيها، فشهد أحدهم بتفاجئه ظهيرة اليوم السابق على الواقعة بدخول المتوفى في نوبة من الضحك الهستيري باديًا على غير طبيعته، ولما استعلم منه عن سبب ذلك أعلمه بشربه خطأً رشفة من الكحول المسموح به لتطهير أيدي المحبوسين احترازًا من فيروس كورونا".

ونوهت إلى أن"الشاهد قال إنه في مساء هذا اليوم فوجئ بإصابة المتوفى بقيء وصداع شديديْن، وباستطلاعه أمره طمأنه المتوفى وأعلمه بشعوره بألم في عينه، فحاول بعض النزلاء برفقتهما إطعامه ولكنه تقيأ مرة أخرى، فأعطاه بعضهم عقارًا مضادًا للقيء كان بحوزتهم؛ ولكن حالته لم تستقر بتناوله واستمرت مظاهر الإعياء عليه شاكيًا من عدم قدرته على الإبصار بوضوح".

وأكمل - بحسب بيان النيابة -:"لتشككي فيما أعلمني المتوفى به مِن مجرد شربه خطأً رشفة من الكحول، أعدت سؤاله عما شربه تحديدًا فلم يجبني لشعوره بالدوار، ثم أخذت والنزلاء برفقته في التأكد من مدى نقصان الكحول بحوزتهم؛ فتأكدوا من سلامته، بينما عثرنا بسلة المهملات على عبوتين من الكحول فارغتين سعة الواحدة نحو 100 مللي تقريبًا من نوعية مغايرة لم يستخدمها سوى المتهم وحده، إذ وجدوا في متاعه عبوة من ذات النوع".

وأشارت النيابة إلى أنه "في صباح يوم الوفاة، استغاث نزلاء السجن برفقة المتوفى بأفراد الحراسة لإسعافه وتوقيع الكشف الطبي عليه، فنُقل فجرًا إلى عيادة السجن، ومكث فيها قرابة 20 دقيقة ليعود مخبرًا إياهم بتوقيع الكشف الطبي عليه وحقنه بعقار مضاد للتقيء".

وواصلت:"ثُم سقط حال تحدثهم إليهن وابيضت عيناه، وأصابه القيء مرة أخرى، فحاولوا إطعامه ولكنَّه استمر في التقيؤ وأصيب بهذيان، فاستغاثوا له مرة أخرى مع مطلع النهار، فنقل إلى عيادة السجن في غضون العاشرة صباحًا، ومكث بها قرابة ساعتين ثم عاد إلى محبسه، حيث علموا منه بطلبه من الحراسة العودة إلى محبسه لحين حضور الطبيب الذي لم يكن وصل للسجن بعد".

وتابعت النيابة :"آنذاك شكا المتوفى إليهم مِن عدم تمكنه من الإبصار بوضوح وخشيته من العمى، فظلوا يستغثيون له حتى نُقل في الثانية ظهرًا لتوقيع الكشف الطبي عليه، ولما استيقظ الشاهد أبصر المتوفى نائمًا وعلم من رفقائه بتناوله محلولًا لعلاجه وأن الأطباء أخبروهم باحتمالية استمرار تَقَيُّئِه ثم استقرار حالته من بعد ذلك، وفي مساء هذا اليوم استيقظ المتوفى متألمًا بشدة جاحظ العينين فاقدًا للوعي مصابًا بحالة من الهذيان، فاستغاثوا لإسعافه، ونُقل لذلك إلى عيادة السجن ثم علموا لاحقًا بوفاته".

وشددت النيابة على أن"الشاهد على استقرار حالة المتهم الصحية – البدنية والنفسية - قبل وفاته، وعدم شكواه سلفًا من أية أمراض مزمنة، وعدم التعدي عليه من قبل، نافيًا احتمالية إقدام المتوفى على الانتحار".

وأمر النائب العام المصري، المستشار حمادة الصاوي، باستكمال التحقيقات، وندب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح جثمان المتوفى لبيان السبب المباشر الذي أدى إلى وفاته، وإذا ما كان بجثمانه أية إصابات وسبب وكيفية وتاريخ حدوثها إن وجدت.

كما أمر بأخذ عينة من أحشاء "حبش" لبيان مدى احتوائها على أية مواد مخدرة أو مسكرة أو سامة أو كحولية من عدمه، وفي حالة وجودها بيان مدى تسببها في وفاته، ومدى جواز حدوث الواقعة وفق التصوير الذي أسفرت عنه التحقيقات حتى تاريخه، وكذلك بيان مدى صحة الإجراءات الطبية التي اتخذها الطبيبان اللذان وقّعا الكشف عليه.

وكان المخرج المصري الشاب شادي حبش، توفي، السبت الماضي داخل سجن طره، جنوب القاهرة.

وأكد الكاتب خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، ‏وفاة شادي، عن عمر ناهز الـ 22 عامًا داخل محبسه في طرة، بعد تدهور حالته النفسية والصحية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com