قطاع غزة خلال فترة الهدنة
قطاع غزة خلال فترة الهدنةرويترز

هل تُحيي الهدنة في غزة أملاً بسلام طويل الأمد؟

وصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس لمدة 4 أيام في غزة، بأنها تأتي بمنزلة "إنقاذ" لسكان القطاع العاجزين من اللاجئين الذين ربما يصل عددهم إلى مليون نسمة.

وقالت الصحيفة إنه وبينما رأى الناس في كل مكان معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والتي "لا تقل فظاعة عن هجمات السابع من أكتوبر"، فإن هذا العنف " الذي لا يوصف" لن ينتهي في وقت قريب.  

أخبار ذات صلة
وزير الدفاع الإسرائيلي: هدنة غزة فترة توقف قصيرة في القتال

وبحسب الصحيفة، فإن الهدنة التي تم التوصل إليها بجهود دولية مكثفة (أمريكية خاصة)، "ودبلوماسية مثالية" من قبل قطر، وجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كانت بمنزلة "تخفيف من الألم" الذي يمر به الفلسطينيون وفسحة من الأمل في إمكانية التوصل إلى سلام أكثر استدامة في نهاية المطاف  حتى لو كان ذلك لا يزال بعيد المنال.

ورأت الصحيفة، أن خطر انتشار الصراع إلى الضفة الغربية وجنوب لبنان لا يزال قائمًا، رغم أن مستوى هذا الخطر  قد انخفض.

وقالت الصحيفة إنه إذا صمدت الهدنة المؤقتة، فإن مئات الشاحنات التي تحمل الغذاء والوقود والمياه والإمدادات الطبية ستصل إلى سكان القطاع "اليائسين" وسيتم إعادة الرهائن الإسرائيليين، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين. وكل هذا من شأنه أن يغير المزاج العام، ويدعم السلام، وهي لمحة بسيطة عما يمكن أن ينتج عن "التسوية المستقبلية."

هل يتجدد القتال ؟

وتحدثت الصحيفة عن وجود دلائل على  أنه ستكون هناك بالفعل عودة إلى القتال، معتبرة أنه "من المحزن" أنه لن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار إلى أجل غير مسمّى، وألا يكون هناك سلام دائم.

وتابعت: "ومما ينذر بالسوء أن الجيش الإسرائيلي أسقط منشورات فوق غزة تحذر السكان الذين تم إجلاؤهم إلى الجنوب من العودة إلى منازلهم في الشمال، لأن المنطقة لا تزال منطقة حرب. "

وأوضحت: "كما بدت حماس وكأنها تريد أن تزيد من بؤسهم، فقد دأبت على مطالبة سكان غزة بأن يفعلوا العكس، وذلك لأسباب خاصة بها"، معتبرة أنه لا توجد هناك رغبة حقيقية في السلام من جانب القادة على الجانبين.

وأردفت: "الحرب بين إسرائيل وحماس واحدة من الحروب التي لا يستطيع أي من الطرفين فيها الفوز على الإطلاق، ورغم أن الإسرائيليين قادرون على إضعاف قدرة حماس على شن الإرهاب ضد المواطنين الإسرائيليين فلا أحد يعتقد أن هذا قد يكون نهاية التهديد."

وأشارت إلى أن القضاء على "حماس" قد يفضي إلى عودتها إلى الظهور من جديد، أو أن تحل محلها "منظمة جديدة أخرى، وربما أكثر قسوة منها ."

أخبار ذات صلة
محللون لـ "إرم نيوز": هدنة غزة هزيمة لإسرائيل على المستوى الإستراتيجي

وتابعت: "طالما أن حماس لديها أصدقاء في طهران، وإمدادات من المجندين الغاضبين، فإنها ستظل مصدر قلق مستمر، وسيستمر هذا القلق كلما طال أمد معاناة الشباب في غزة وكلما أضيفت المظالم الشخصية والعائلية إلى المظالم السياسية القائمة منذ فترة طويلة."

ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  نفسه اعترف بوجود "عيوب في الطريقة التي أُديرت بها الحرب"، مضيفة أنه وبينما يعترف المجتمع الدولي بحق إسرائيل  في الدفاع عن نفسها إلا أن ذلك مرتبط بمدى التزامها بالقانون الدولي وبطريقة متناسبة، وكلما ابتعد الجيش الإسرائيلي عن هذه السياسة، كلما زاد سحب المجتمع الدولي لدعمه لإسرائيل.

"حكومة نتنياهو لم تحصل قط على دعم غير مشروط لجهودها الرامية إلى توفير الأمن لشعبها"، بحسب الصحيفة.

وشددت على أنه يجب احترام وقف إطلاق النار الدائم، سياسيًا ومنطقيًا، من قبل كلا الجانبين وليس من جانب واحد فقط وهو ما يبرهن صعوبة تحقيق هذا الأمر."

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الهدنة توفر وسيلة لتوفير المساعدات  الإنسانية للأشخاص الذين تشتد الحاجة لديهم للحصول عليها، كما تمنح هذه الهدنة أيضًا جميع الأطراف فرصة للتوقف والتفكير  في المستقبل.

أخبار ذات صلة
الجيش الإسرائيلي: الحرب لم تنته.. وهذه هي "المحظورات"

وشددت الصحيفة على أن أمن دولة إسرائيل على المدى الطويل لم تعززه هذه الحرب، مشيرة إلى أن نتنياهو  قد لا يستمر في السلطة لفترة طويلة بمجرد انتهاء الأعمال العدائية.

أما بالنسبة لسكان غزة - حسبما ترى الصحيفة - فلا تزال أمامهم أسئلة أكثر إلحاحا بشأن البقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، يتعين عليهم أيضًا أن يفكروا في "المصائب الرهيبة" التي جلبها عليهم حكم حماس.

وختمت الصحيفة بالقول، إن الأسابيع الأخيرة من القتال في غزة أثبتت أنه لا يوجد شيء اسمه حل عسكري.

المصدر: صحيفة "الإندبندنت" البريطانية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com