اللواء عبد الجواد لـ"إرم نيوز": المنطقة "برميل بارود" على وشك الانفجار
في ظل الحديث عن السيناريوهات المرتقبة لحرب غزة، توقع رئيس قطاع مكافحة الإرهاب في المنظمة العربية الأفريقية، اللواء شبل عبدالجواد أن يطول أمد الحرب، وأن يُفرّغ القطاع من سكانه، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف حرج؛ لأن توقف الحرب يعني مثوله للمحاكمة.
وتطرق "عبدالجواد" خلال حواره مع "إرم نيوز" إلى الأزمات التي تعصف بالعالم من كل الاتجاهات، من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، وكذلك الأحداث المتسارعة في البحر الأحمر، وتأثير كل ذلك على مصر والدول العربية.
الحرب فاقمت الأوضاع
وعن رؤيته للأوضاع في الشرق الأوسط في الوقت الراهن، قال عبد الجواد: إنها أشبه ببرميل بارود، وهي على وشك الانفجار في أي لحظة، مضيفا أن الأمور مضطربة على جميع الاتجاهات منذ اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، وصولاً إلى حرب غزة التي فاقمت الأوضاع بشكل أكبر.
وعن تأثير حرب غزة على الدول العربية عامة، ومصر خاصة، أوضح عبد الجواد أنها أثرت على القاهرة بشكل كبير، وأردف: أن واشنطن لا تخسر ولا تدفع أثمانا باهظة في أي حرب تخوضها، ودائمًا ما تستفيد منها لتكون الاقتصاد الأوحد بالعالم دون مراعاة أي طرف من الأطراف الأخرى.
وتابع عبد الجواد، أن مصر تحديداً مستهدفة منذ فترة طويلة، وكان هناك مخطط لبيع سيناء في عهد الإخوان، وعندما جاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أفشل هذا المشروع الذي تسعى أمريكا لتنفيذه منذ زمن بعيد.
وعما تخشاه الولايات المتحدة في الوقت الراهن، رأى اللواء عبدالجواد، أنها لا تخشى روسيا بقدر ما تخاف من الصين، لا سيما أن واشنطن خاضت تجربة الحرب الباردة مع موسكو، وحققت مكاسب كبيرة بتفكيكها، أما الصين فهي تتقدم بقوة وليس من السهل التغلب عليها.
مصر تكبدت خسائر فادحة
وعن تداعايات الصراع في البحر الأحمر، أوضح عبد الجواد أن أهمية مصر تكمن في كونها دولة محورية في هذا الصراع، إذ إنها تمتلك منطقتين، هما قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، وهاتان المنطقتان محط أنظار العالم، وأكد أن ما يحدث في البحر الأحمر له تأثير واضح على قناة السويس، فهناك 55 سفينة عملاقة غيّرت مسارها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح؛ ما كبّد مصر خسائر بقيمة 50 مليون دولار؛ لأن منطقة البحر الأحمر باتت منطقة صراع.
وأردف اللواء عبد الجواد: لا يخفى على أحد أن مصر تأثرت بحرب غزة، وأحداث البحر الأحمر بشكل كبير؛ ما انعكس سلبا على القطاع السياحي بشكل مباشر بسبب هذا الوضع المتردي، وهذا الأمر قد يكون مقصوداً.
لا نهاية قريبة للحرب
وعن موعد انتهاء حرب غزة، قال اللواء عبد الجواد إنه لا يتوقع نهاية قريبة لها؛ معللا بأن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب وتفريغ غزة من سكانها دون التفات إلى الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية، فتوقف الحرب يعني مثوله للمحاكمة، ولا سيما أنه لم يحقق أيًّا من أهدافه التي ترتكز على إعادة الأسرى وتدمير حركة حماس.
ونبّه اللواء إلى أن إسرائيل لم تكن قادرة على الاستمرار في الحرب لأكثر من 10 أيام لولا الدعم الأمريكي اللامحدود، ومدها منذ بداية الحرب بأهم الأسلحة وأكثرها تطورا، ما يشير إلى أن أمريكا تريد تعميق الصراع، لأنها لو أرادت إنهاءه لفعلت، وهي قادرة على ذلك.
أذرع إيران
وفيما يتصل بتوقعاته لتأجيج الصراع في المنطقة في ظل توسع العمليات الإسرائيلية أفاد اللواء عبد الجواد بأن إيران لها أربع أذرع في المنطقة: ميليشيا الحوثيين في اليمن، وميليشيا حزب الله في لبنان، وميليشيات حزب الله والحشد الشعبي في العراق، إضافة إلى ميليشيا حزب الله في سوريا، وهي تستعمل أذرعها على الجبهات مع إسرائيل، مؤكدا أن إيران لن تدخل في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة ولا مع إسرائيل، وستستمر بنفس النهج حربا بالوكالة.
وعن رؤيته لتدخل إيران في المنطقة أوضح اللواء عبد الجواد أن الكل في الوقت الراهن يلعب لمصلحته فقط، معتقدا أن هناك اتفاقيات خفية بين طهران وواشنطن، رغم التصريحات العلنية الحادة بينهما، فإيران لا تريد التورّط في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة رغم تصريحاتها الحادة بضرب إسرائيل.
تداعيات معيشية
وعن سؤال لـ"إرم نيوز" حول تأثر مصر بحرب غزة، قال اللواء عبد الجواد إن الأمور تعقدت في مصر منذ اندلاع الحرب، مؤكدا أن ما يؤرق الناس على الصعيد الداخلي هو الارتفاع الجنوني في الأسعار، وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، وتابع بأن شريحة كبيرة جدا تعاني الأمرين، فقد أصبحت الطبقة المتوسطة على خط الفقر.
واستدرك اللواء بأن الشعب المصري يدرك ما تمر به الدولة المصرية، مشددا على إيجاد حلول جذرية لحل الأزمات، مقترحا على الرئيس عبد الفتاح السيسي تشكيل حكومة اقتصادية تضع الحلول وتعالج الأزمات.
وأكد أن مصر لن تسقط شاء من شاء وأبى من أبى، مشددا على التركيز على قضية الوعي بشكل أكبر في الفترات المقبلة في كل المجالات وعلى كل المستويات بالدولة.
وعن رؤيته لدخول مصر عصر الطاقة النووية، ختم اللواء شبل عبدالجواد حديثه لـ"إرم نيوز" بقوله: إن مشروع الضبعة النووي حلم مصري منذ خمسين عاماً، أي منذ عهد جمال عبد الناصر، وأكد أن تنفيذه في عهد الرئيس السيسي إنجاز كبير، وحل للخروج من كل الأزمات.
