هل يؤدي "كورونا" إلى خفض القوات الروسية في سوريا؟
هل يؤدي "كورونا" إلى خفض القوات الروسية في سوريا؟هل يؤدي "كورونا" إلى خفض القوات الروسية في سوريا؟

هل يؤدي "كورونا" إلى خفض القوات الروسية في سوريا؟

حملت مشاهد خضوع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، للفحص الطبي، للتأكد من عدم إصابته بفيروس كورونا فور عودته من دمشق، دلالات عدة أبرزها أن موسكو لا تثق بالأرقام الرسمية السورية التي اعترفت بوجود إصابة واحدة فقط بهذا الفيروس في البلاد.

ويرى خبراء أن توقيت زيارة وزير الدفاع الروسي، والتي تمت الاثنين الماضي، يطرح تساؤلات بشأن طبيعة الزيارة، فجبهة إدلب السورية هادئة نسبيا، كما أن العالم برمته مشغول بفيروس كورونا، فما الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إرسال وزير دفاعه إلى دمشق في زيارة طارئة، دون وجود أي موضوع عسكري متفاقم في سوريا يستدعي مثل هذه الزيارة الرفيعة المستوى.

وأعرب خبراء عن استغرابهم من خضوع وزير الدفاع الروسي للكشف الطبي، قبل نزوله من الطائرة التي أقلته من دمشق بعد لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرين إلى أن روسيا بهذا الإجراء، تفتح الباب أمام مناقشة مستوى حضورها العسكري في سوريا، حيث يوجد الآلاف من جنودها هناك منذ أيلول/ سبتمبر العام 2015.

ويرى خبراء أن الزيارة ربما جاءت لإبلاغ دمشق رسالة مفادها، بأن موسكو قد تسحب قواتها من سوريا في حال تفشي فيروس كورونا في البلاد، أو على الأقل ستخفض حضورها العسكري، خصوصا وأن المنظومة الصحية في سوريا تعرضت لدمار كبير جراء 9 سنوات من الحرب.

ووفقا لخبراء، فإن إبلاغ هذه الرسالة لدمشق يستدعي كذلك نقاشات مستفيضة لوضع تصورات لسيناريو بديل يضمن عدم خروج الأوضاع الميدانية عن السيطرة، وخصوصا في إدلب، آخر معاقل المعارضة المسلحة، في ظل الاتفاقات الروسية التركية الهشة بشأن تلك المنطقة، وهو ما تطلب مثل هذه الزيارة.

وحذرت منظمات حقوقية من كارثة محتملة في سوريا في حال تفشي فيروس كورونا في البلاد، التي عانت سنوات من الحرب، وسط نقص الإمددات الطبية، وتدمير البنى التحتية والمراكز الصحية والمستشفيات، ناهيك عن السجون ومراكز الاعتقال المكتظة التي تمثل قنبلة موقوتة.

ولا يستبعد خبراء أن تستمر موسكو في دعم الحكومة السورية لمواجهة فيروس كورونا، حتى وإن اضطرت إلى سحب بعض قواتها من قاعدتي حميميم وطرطوس، الواقعتين في الساحل السوري.

وكانت سفينة شحن تشغلها البحرية الروسية عبرت مضيق البوسفور التركي في طريقها إلى سوريا، أمس الثلاثاء، محملة بسيارات إسعاف، وفقا لوكالة رويترز.

وأعلنت سوريا أول حالة إصابة بفيروس كورونا، يوم الأحد، بعد نفيها على مدى أسابيع مزاعم المعارضة، بأن المرض وصل بالفعل إلى البلد الذي يعاني انهيار المنظومة الصحية، وينشط على أرضه آلاف المسلحين المدعومين من إيران.

وكان لافتا أن السلطات السورية، ورغم تسجيل حالة إصابة واحدة، اتخذت إجراءات وقائية صارمة، شبيهة بالإجراءات التي طبقت في دول سجلت فيها آلاف الإصابات بالفيروس.

وفي هذه الأثناء، أكد الجيش الروسي أن فيروس كورونا لم يصب أيا من جنوده في سوريا.

هذا، ومن المنتظر أن يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت لاحق اليوم الأربعاء، كلمة يخاطب من خلالها الروس عبر شاشات التلفزيون بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو ما يعد حدثا نادرا، لأن الرئيس الروسي لا يلقي خطابات مماثلة إلا نادرا باستثناء خطابه السنوي بمناسبة رأس السنة.

وكان الرئيس الروسي بوتين ناقش الأزمة الصحية مع مسؤولي بلاده، أمس الثلاثاء، وأجرى زيارة لمستشفى رئيس يتولى علاج مرضى فيروس كورونا المستجد، مرتديا بزة وقاية صفراء.

وأعلنت روسيا التي يبلغ عدد سكانها 144 مليون نسمة، عن تسجيل 658 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com