لوقف التمدد الروسي.. واشنطن تعزز حضورها العسكري شرق الفرات
لوقف التمدد الروسي.. واشنطن تعزز حضورها العسكري شرق الفراتلوقف التمدد الروسي.. واشنطن تعزز حضورها العسكري شرق الفرات

لوقف التمدد الروسي.. واشنطن تعزز حضورها العسكري شرق الفرات

تسعى واشنطن إلى تعزيز حضورها العسكري شرق الفرات، بعد أن لمست أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من شمال شرق سوريا، في منتصف تشرين الأول الماضي، قد فتح الطريق أمام تمدد النفوذ الروسي والإيراني، فضلا عن الحضور الحكومي السوري في المنطقة.

وتجسد هذا المسعى، وفق خبراء، في عرقلة القوات الأمريكية للدوريات الروسية التي تجوب المنطقة، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، إن القوات الأمريكية المتمركزة عند المدخل الشرقي لبلدة تل تمر بريف الحسكة عمدت صباح اليوم إلى إيقاف عربات عسكرية روسية عند دوار البلدة، ومنعها من المرور نحو مدينة القامشلي عبر اوتوستراد الحسكة حلب الدولي أو ما يسمى بطريق الـ (M4).

وتكررت وقائع مماثلة عن منع القوات الأمريكية لمثيلتها الروسية من التحرك في مناطق بشرق الفرات، في مؤشر على أن واشنطن لا تزال تمسك بزمام المبادرة في تلك المنطقة التي احتلت تركيا جزءا منها تمتد من مدينة رأس العين شرقا، وحتى تل أبيض غربا بعد عملية عسكرية شنتها في تشرين الأول الماضي.

وأفادت مصادر وصفها المرصد بالموثوقة بأن القوات الأمريكية تعمل على توسيع قاعدة تل بيدر، شمال مدينة الحسكة؛ بغية نقل قوات إليها من قواعدها المجاورة.

وتأتي هذه التحركات الأمريكية في أعقاب مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد مطلع الشهر الحالي، وما أعقب ذلك من دعوات صدرت عن بغداد لسحب القوات الأمريكية من العراق.

ورغم أن واشنطن أعربت عن رفضها مغادرة العراق، وأشارت إلى أن مناقشة الوجود الأمريكي في هذا البلد يجب أن يتناول أموراً أخرى أوسع من الجانب العسكري، إلا أن مجرد المطالبة بخروج تلك القوات، ولا سيما قرار البرلمان العراقي بهذا الخصوص، دفع، بحسب خبراء، أمريكا إلى البحث عن مكان بديل محتمل، وهو شمال شرق سوريا، الذي خبرته القوات الأمريكية من قبل.

ويقضي التصور الأمريكي الجديد، الذي ظهر في أعقاب مقتل سليماني، برفع عدد قواته في إقليم كردستان العراق، الذي يرحب مسؤولوه بوجود القوات الأمريكية.

وكان لافتا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى، خلال ملتقى دافوس الاقتصادي الأخير بسويسرا، رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، وبرئيس العراق برهم صالح؛ لبحث مسألة الوجود الأمريكي في العراق.

وأفادت تقارير بأن وفداً أمريكياً يقوم بجولة إلى لندن وبروكسل في الأيام المقبلة لإجراء محادثات مع مسؤولين أوروبيين؛ من أجل الاتفاق على تنسيق الخطوات في العراق وسوريا للضغط على موسكو ومواجهة نفوذ طهران بعد سليماني.

وكانت صحيفة الشرق الأوسط كشفت أن المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري جيمس جيفري سيزور مناطق في شرق الفرات، قريبا، وذلك في أعقاب دخول القوات الروسية المنطقة بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها واشنطن.

ومن المنتظر، بحسب الشرق الأوسط، أن يلتقي جيفري في مدينة القامشلي، على الأرجح، قادة أحزاب الحركة السياسية الكردية ويسعى إلى حل خلافاتها، وكذلك وجهاء عشائر عربية، وشخصيات وأحزاباً آشورية مسيحية، إلى جانب ممثلين عن مكونات المنطقة.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المسؤول الأمريكي سيؤكد على بقاء قوات بلاده شرق الفرات في المرحلة المقبلة، إضافة إلى إقناع حلفائها في قوات سوريا الديمقراطية بعدم الرهان على الدور الروسي في تقريب وجهات النظر بينها وبين الحكومة السورية، وأن تدخل موسكو هو لصالح النظام لفرض سيطرتها على كامل الجغرافيا السورية".

وكان المبعوث الأمريكي زار في الآونة الأخيرة تركيا والسعودية، وقال إن استراتيجية بلاده في سوريا ثابتة ولم تتغير، وإنما المتغير هو العمل على أساليب "تكتيكية" جديدة لتنفيذ تلك الاستراتيجية.

وأوضح جيفري في مؤتمر صحافي مصغر له في إسطنبول، الأسبوع الماضي، أن استراتيجية واشنطن الثابتة في سوريا تقوم على ثلاثة أركان رئيسة، وهي: إحداث تغيير سياسي في نظام الحكم في سوريا، والركن الثاني هو انسحاب كامل لإيران منها، وأما الثالث فهو التأكد من استمرارية هزيمة تنظيم "داعش".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com