بعد إعلانها منع أي توغل تركي... هل حسمت أمريكا الجدل بشأن شرق الفرات؟‎
بعد إعلانها منع أي توغل تركي... هل حسمت أمريكا الجدل بشأن شرق الفرات؟‎بعد إعلانها منع أي توغل تركي... هل حسمت أمريكا الجدل بشأن شرق الفرات؟‎

بعد إعلانها منع أي توغل تركي... هل حسمت أمريكا الجدل بشأن شرق الفرات؟‎

في أول موقف أمريكي واضح وحاسم بعض الشيء، أعلنت واشنطن، الثلاثاء، أنها ستمنع أي توغل تركي أحادي الجانب في منطقة شرق الفرات.

وشدد وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، على أن أي تحرك أحادي من جانب تركيا لن يكون مقبولًا، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع أنقرة بخصوص منطقة شرق الفرات.

وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن "ما ستفعله بلاده هو منع أي توغل من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمالي سوريا"، على حد تعبيره.

ورأى خبراء، أن هذا التصريح يكشف عن توجهات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تجاه الملف السوري ومنطقة شرق الفرات، فهو أول موقف يبديه وزير الدفاع الأمريكي الجديد، الذي باشر مهام منصبه نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي.

وتخشى واشنطن من أن أي عملية عسكرية تركية في شرق الفرات، ستعرقل جهود شركائها المحليين من قوات سوريا الديمقراطية في منع خلايا داعش النائمة من استعادة نشاطها، وستحد من قدرة تلك القوات في السيطرة على آلاف المحتجزين من مسلحي داعش في سجونها بشمال سوريا.

من جانب آخر، بدا الموقف الأمريكي كرد على التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، والذي أكد فيها أن بلاده على وشك شن حملة عسكرية في منطقة شرق الفرات، وقد أبلغت واشنطن وموسكو بذلك.

ورجح خبراء أن هذا الموقف الأمريكي سيثير مجددًا، غضب تركيا التي تعترض على دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية، وتسعى إلى الحصول على ضوء أخضر للقضاء على تجربة الإدارة الذاتية في منطقة شرق الفرات بذريعة "أمنها القومي".

ويتزامن الموقف الأمريكي مع بيان لوزارة الدفاع التركية، أوضحت فيه أن المباحثات المتعلقة بالمنطقة الآمنة المخطط إقامتها شمالي سوريا مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين متواصلة في العاصمة أنقرة.

ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن الاستراتيجة الأمريكية الجديدة في شرق الفرات تتمثل في رفض التدخل العسكري التركي، وكذلك استبعاد إقامة منطقة آمنة بالنظر إلى التباين الحاد بين أنقرة وواشنطن بخصوص طبيعة هذا المنطقة، وعمقها داخل الأراضي السورية، والأطراف التي من الممكن أن تتولى الإشراف عليها.

وعلى ضوء ذلك، بدأت الولايات المتحدة تتحدث عن خيار ثالث يتلخص في إيجاد ما وصفتها بـ"آلية أمنية" على الحدود السورية التركية، في ظل شكاوى أنقرة المستمرة من تهديدات محتملة قد تشكلها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل قوامها الرئيس، والتي تصنفها أنقرة منظمة إرهابية وتعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية رفضت، الإثنين، استخدام تعبير المنطقة الآمنة أو الشريط الآمن على الحدود الفاصلة بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، إذ أشار المتحدث باسم "البنتاغون"، شون روبرتسون، في تصريحات لقناة "الحرة" الأمريكية، أن النقاشات المكثفة بين الوفد العسكري الأمريكي ووزارة الدفاع التركية مستمرة في أنقرة للوصول إلى "آلية أمنية" محددة.

وأشار روبرتسون إلى أن واشنطن تهدف إلى معالجة مخاوف تركيا، وما اعتبره قلقها الأمني على طول الحدود السورية – التركية، لكنه لم يكشف تفاصيل إضافية حول تلك "الآلية الأمنية"، التي بدأت تروج لها الإدارة الأمريكية كبديل عن "التدخل العسكري"، وعن "المنطقة الآمنة"، معًا.

ورغم الرفض الأمريكي لأي عمل عسكري، إلا أن أنقرة تواصل حشد التعزيزات العسكرية في المناطق المتاخمة لشرق الفرات.

وقال موقع "أحوال تركية"، إن القوات القوات التركية تتركز بحجم فيلق في الجيش تقريبًا في المناطق المقابلة لشرق الفرات، وتتضمن لواءين مدرعين، ولواءين ميكانيكيين، ولواءين من الكوماندوس، مشيرًا إلى أنه على الجانب السوري من الحدود، لا يوجد شيء يمكن أن يضاهي هذا التركيز الكبير للقوات عسكريًا، باستثناء سلاح الجو الأمريكي.

وفي مؤشر على أن واشنطن لا تعتزم الانسحاب قريبًا من شرق الفرات، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أنها لم تغير سياستها بشأن الوجود الإيراني في سوريا.

وشدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي وسوريا، جيمس جيفري، أن بلاده تسعى إلى تحقيق انسحاب كامل للقوات الإيرانية من سوريا، مشيرًا إلى أن واشنطن ستواصل الضغط السياسي على النظامين السوري والإيراني وحلفائهما حتى انسحاب إيران من سوريا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com