الأقليات العراقية تخشى اضطرابات جديدة في كركوك بعد الانتخابات
الأقليات العراقية تخشى اضطرابات جديدة في كركوك بعد الانتخاباتالأقليات العراقية تخشى اضطرابات جديدة في كركوك بعد الانتخابات

الأقليات العراقية تخشى اضطرابات جديدة في كركوك بعد الانتخابات

تنتشر في شوارع كركوك، التي تبادلت عدة أطراف السيطرة عليها منذُ الانتخابات العراقية الماضية، أعداد هائلة من اللافتات الانتخابية لنحو 300 مرشح يتنافسون على أصوات الناخبين في المدينة متعددة الأعراق والمعتقدات.

ويجعل العدد الكبير للأحزاب والقوائم المتنافسة من الصعب التكهن بالنتيجة في انتخابات اليوم السبت، التي يتنافس فيها المرشحون على 13 مقعدًا مخصصة لمحافظة كركوك، التي تعتبر نموذجًا مصغرًا لاجتماع الأقليات في العراق.

لكن الأمر الوحيد المؤكد هو أن التركمان والأكراد والآشوريين والمسيحيين والسنة وآخرين سيصوتون وفقًا لانتماءاتهم الدينية أو العرقية.

وبعد الاضطرابات السياسية التي شهدتها الآونة الأخيرة تخشى الأقليات من أن تؤدي المكاسب التي تحصل عليها الجماعات المناوئة لها إلى اختلال التعايش الهش وحدوث شقاقات جديدة.

وقال أحمد زينال، وهو صيدلاني قبل أن يدلي بصوته، إن "هناك حاجة إلى التوازن بين الأقليات في مكان مثل كركوك، لا يمكن لجماعة أن تصبح أقوى من الأخرى".

كما يريد زينال، البالغ من العمر 25 عامًا، أن يزيد عدد التمثيل البرلماني للتركمان، وقال "نأمل في زيادة مقاعدنا، نشعر أننا أقوى مما كنا عليه قبل أشهر قليلة".

وستحدد الانتخابات التي تجري اليوم السبت، وهي الأولى في العراق منذُ طرد تنظيم "داعش"، شكل محاولات رأب صدع الانقسامات العميقة في البلاد وقد تغير من توازنات القوى الإقليمية.

وشهدت الساحة السياسية العراقية لعقود خلافات بين الجماعات العرقية والدينية الثلاث الرئيسية في البلاد، وهي: الشيعة والسنة والأكراد.

وتقع محافظة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق على الحدود بين كردستان التي تتمتع بحكم شبه مستقل وباقي البلاد الخاضعة لهيمنة الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة، وشهدت كركوك أسوأ أحداث عنف تقع في البلاد بعد هزيمة تنظيم "داعش".

وسيطرت قوات كردية على مدينة كركوك منذُ طردها لتنظيم "داعش" منها في عام 2014، لكن الجيش العراقي طرد تلك القوات الكردية بدوره في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وأعاد سيطرة بغداد على المدينة.

ورحبت أقليات عانت تحت السيطرة الكردية مثل التركمان بعودة سيطرة الحكومة المركزية.

وقال زينال "أفضل وجود دولة عراقية قوية وسيطرة الجيش، بصفتي تركماني في مدينة سيطر الأكراد عليها واجهت مشكلات، كنت أتعرض للإيقاف والمضايقات في نقاط التفتيش لأنني لا أتحدث الكردية".

تراجع الأكراد

تراجعت الحملات الانتخابية الكردية بعد انسحاب القوات التابعة لحكومة كردستان، وتعهد ناخبون أكراد بالإقبال على الإدلاء بأصواتهم لإظهار القوة رغم إحباطهم بعد استفتاء الاستقلال وخروج القوات الكردية.

بدوره قال نبيل سالم وهو كردي، إن "العرب أصبحوا أقوى الآن، والتركمان أيضًا، يخشى الناس من تصاعد التوتر الطائفي، إذا غادر مزيد من الأكراد تصبح المجموعات الأخرى أقوى وقد يؤدي ذلك إلى العنف".

ويخشى بعض الأكراد من إضعاف أحزابهم الرئيسة التي هيمنت لعقود لكنها عانت من هزيمة ضخمة بعد أن سحق رئيس الوزراء حيدر العبادي محاولتهم للاستقلال بكردستان في استفتاء.

وقاطع الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في كردستان التصويت في كركوك، بعد أن خرجت القوات التابعة للإقليم من المدينة في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وترك مقعديه للتنافس المفتوح بين الأحزاب الكردية الأخرى بما يشمل الاتحاد الوطني الكردستاني الموالي لإيران.

استمالة المسيحيين

فيما تدب الخصومة بين أكبر مجموعتين في المدينة، فإن المسيحيين الذين يمثلون المجموعة الأصغر يعتقدون أن مرشحيهم الثمانية، الذين ضمنوا مقعًدا واحدًا على الأقل وفقًا لنظام الحصص، يتعرضون لاستمالات من القوى السياسية في بغداد وأربيل، ويخشون أن يجدوا أنفسهم وسط خلاف سياسي آخر.

ومن جانبها قالت نارسين إيمانويل، وهي خريجة جامعية لا تعمل، إنه "لا يمكن لمرشح مسيحي أن يتحمل عبء الترشح دون دعم جهة أكبر".

وتابعت قائلة "أتمنى أن يتمكن أي مرشح مسيحي يفوز بمقعد أن يستفيد منه شخصيا لأنه لن يتمكن من فعل أي شيء لنا لأنه سيكون مدينا بالفضل لداعميه".

من جهته، وجه سمير أبرام وهو عضو في حزب مسيحي اتهامات مباشرة لقوائم مسيحية عراقية منافسة، الأمر الذي لم يتم التحقق من مزاعمه بشكل مستقل.

وقال من مكتب حزبه في كركوك، إن "هناك مرشح هنا مدعوم بوضوح من الحزب الديمقراطي الكردستاني، في مناطق أخرى في محافظة نينوى (القريبة) على سبيل المثال هناك مرشح في صف الحشد الشعبي".

وأضاف أبرام، "نحن أقلية صغيرة وضعيفة. أخشى أننا سنعلق بين الجانبين المتنافسين على السلطة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com