ليبيا.. دلالات تعيين السراج غنيوة الككلي رئيسا لجهاز أمني جديد
ليبيا.. دلالات تعيين السراج غنيوة الككلي رئيسا لجهاز أمني جديدليبيا.. دلالات تعيين السراج غنيوة الككلي رئيسا لجهاز أمني جديد

ليبيا.. دلالات تعيين السراج غنيوة الككلي رئيسا لجهاز أمني جديد

كُشف النقاب اليوم الإثنين عن تعيين رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج للقيادي المليشياوي عبدالغني الككلي الشهير بـ"غنيوة" رئيسا لجهاز أمني جديد وإلحاقه بالرئاسي.

ونص كتاب متداول صادر عن رئيس المجلس الرئاسي على تعيين الككلي رئيسا لـ"جهاز حفظ الاستقرار" المستحدث، وتضمن القرار  تكليف آمر كتيبة ثوار طرابلس أيوب بوراس، وحسن بوزريبة، وموسى مسموس نوابا للرئيس.



وتناقلت حسابات على مواقع التواصل صورا وفيديوهات عن احتفالات أقيمت ليل الأحد، شملت إطلاق ألعاب نارية وذبح حيوانات في منطقة أبوسليم في العاصمة الليبية طرابلس معقل مليشيا قوة الردع والتدخل المشتركة التي يقودها الككلي، احتفالا بتعيين الأخير بهذا المنصب.

توحيد مليشيات طرابلس والزاوية

وعن دلالة هذه التعيينات أشارت مصادر إعلامية ليبية تحدثت لـ"إرم نيوز" من طرابلس أن هدف السراج من استحداث الجهاز وإلحاقه بالرئاسي وتعيين الككلي ومليشاويين آخرين قادة له هو "إضعاف وزير الداخلية فتحي باشاغا، الطامح لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية في حال تشكيلها".

وذكرت المصادر أن المؤشر البارز في القرار هو محاولة توحيد المسلحين غير النظاميين في العاصمة طرابلس كغنيوة؛ وهو من أرباب السوابق، وأيوب بوراس المعروف بـ"لص الاعتمادات"، مع مليشيات الزاوية ممثلة بالمليشاوي ومهرب الوقود حسن بوزريبة وآمر غرفة العمليات في مليشيا القوة الوطنية المتحركة موسى مسموس، لتسند السراج في وجه مليشيات مصراته.

واعتبرت الإعلامية الليبية، انتصار محمد أن القرار خطوة من السراج لنسج تحالفات جديدة، واسترضاء لقادة المليشيات على حساب الوطن، مشيرة إلى أن تبعات القرار ستكون كارثية.

وقالت  انتصار محمد لـ"إرم نيوز" إن السراج وباشاغا "يتباريان" على استقطاب قادة المليشيات في محاولة لتقديم نفسيهما أمام تركيا باعتبار أحدهما هو الرجل القوي الذي يؤمن مصالحها، وهما يلعبان فيما يبدو في الوقت المستقطع، كونهما زائلين ولا يملكان أي شعبية في صفوف الشعب الليبي.

 تقنين المليشيات

من جانبه قال الباحث المصري محمد فتحي الشريف، مدير المركز الأفروآسيوي للدراسات السياسية والاستشارات، إن تعيين بعض قادة الميليشيات في مراكز أمنية مرموقة، واستحداث أجهزة لبعضهم، هي محاولة "مفضوحة" من فائز السراج لتقنين وضع هذه الميليشيات.

وأضاف الشريف في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن القرار يأتي ضمن الصراع الخفي القائم بين السراج، وباشاغا، مشيرا إلى أن رئيس المجلس الرئاسي منذ فترة يحاول أن يسحب البساط من تحت أقدام غريمه وزير الداخلية عبر استقطاب الميليشيات الموالية له.



ولفت الباحث المختص بالشأن الليبي إلى أنه بالإضافة إلى ذلك هناك مخطط تركي إخواني، يشير إلى الإبقاء على الميليشيات الحالية في طرابلس ومدن الغرب الليبي كما هي، حفاظا على النفوذ التركي، وهذا لن يتحقق حال تفكيك الميليشيات الموالية لأنقرة كما ينص اتفاق اللجنة العسكرية 5+5.

وقال، في حال تقدمت الأمور نحو تفكيك الميليشيات فلن يكون عبد الغني الكيكلي، وهيثم التاجوري، إرهابيين كما يعرف الجميع، لكنهما سيكونان قادة لأجهزة أمنية ومعينين بقرارات من قبل الحكومة، وبالتالي من السهل دمجها.

وأوضح أن السراج استخدم بنود اتفاق الصخيرات الذي جاء به "رغما عن الليبيين" في تقنين أوضاع الإرهابيين المعروفين بانتمائهم لأكثر التنظيمات تطرفا في ليبيا، لصالح تركيا، وهو ما قد يجهض أي اتفاق سياسي ينتظره الليبيون، لأن هذه المجموعات ستعمل دوما لتنفيذ ما يمليه عليها الأتراك.

وأكد الباحث المصري أن السراج مارس نفس الدور مع عناصر الردع ومعروف من هم وما فعلوه بالعاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن هناك سيناريو رسمه المجتمع الدولي لأن يبقى السراج على رأس السلطة حتى الانتخابات التي ستعقد في ديسمبر المقبل، لذا يحاول الأخير خلال الفترة المقبلة تقنين وضع ميليشياته.

وبخصوص المصالحة التي عقدت بين باشاغا والسراج برعاية تركية، قال الشريف إن هذه المصالحة هشة، فالطرفان في النهاية يسعيان لتحقيق مصلحة شخصية لهما، لذا إذا تعارضت المصالح لن يتورع أي منهم عن قتال الآخر.

مواقف متباينة وسط المليشيات

وعلى وقع القرار، انقسم المليشاويون بين مهاجم له ومؤيد له بحسب مصالحهم؛ فقد هاجم قائد ما يسمى بسلاح المدفعية في أركان حكومة الوفاق، المليشاوي المصراتي العقيد فرج إخليل، فايز السراج واعتبره متآمرا على باشاغا ومليشيات مصراته التي دافعت عنه إبان حرب طرابلس.

ودعا "إخليل" إلى التصالح مع المنطقة الشرقية ومع رجال نظام معمر القذافي السابق، وبشكل عاجل قائلا: "كفاكم مضيعه للوقت هناك من يكابر ويتاجر بدماء الأبرياء، الدولة لا تبنى بالصعاليك، والسراج ومن خلفه صعاليك طرابلس، لا مجال للحديث فلقد ندمتم فيما سبق عن حرب معمر وعروضه لكم وخسرتم الكثير، وأيضا أصابكم الندم عن حرب ومعاداة أهل المنطقة الشرقية دون فائدة تذكر".

وتساءل: "لماذا ينشأ جهاز جديد بهذا الاسم في مثل هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا تم تشكيله من لوبي من الزاوية وطرابلس؟ ولصالح من يعمل؟ وما هي صلاحياته وهو غير موجود بهيكلية الدولة؟ هل أخذ كرسي السراج يتزحزح من تحته قبل نهاية اجتماعات تونس التي تناقش تشكيل حكومة ورئيسها وميزانية تقدر بـ82 مليار دولار".

وأضاف: "إذن الخلل  في المدعو  فايز السراج، وتحتاجون رئيس حكومة قويا لإيقاف هذه المهازل"، في إشارة إلى مواطنه فتحي باشاغا".

وتابع ساخرا: إن "استحداث مثل هذه الأجهزة والمناصب استخفاف بالعقول وضحك على الشعب وثورة مضادة لإفقار الشعب لدرجة أنه بات ممكنا أن يصدر بعد يوم غد قرار بتشكيل جهاز  تحت اسم قوة حماية شحيبر".

الجهاز.. درع للدولة المدنية

وعلى النقيض من هجوم إخليل، بارك المليشاوي من مدينة الزاوية المقرب من التيار المتشدد في حكومة الوفاق محمد الهنقاري قرار تعيين غنيوة رئيسا لـ"جهاز دعم الاستقرار"، قائلا: "نبارك لثوار فبراير ورجال بركان الغضب إنشاء جهاز دعم الاستقرار بقيادات  فبرارية لتكون درعا حصينا  للديمقراطية وللدولة المدنية".

وأضاف الهنقاري على صفحته بموقع فيسبوك موجها خطابه لرئيس الجهاز ونوابه: "كان الله في عونكم من اجل استقرار الوطن والدفاع عنه ضد مؤامرات أعداء الحرية والهمج والفوضويين والغوغائيين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com