الجيش الروسي وفاغنر.. توتر حاد وخلافات بشأن صاحب الانتصار تؤخر الحسم في باخموت
لا تبدو أم المعارك في باخموت قريبة من مشهد النهاية، رغم اشتداد شراستها ميدانياً وحتى إعلامياً، وفي وقت يستمر فيه تقدم مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، التي تعد رأس الحربة في الهجوم على باخموت ومع تحقيقها للعديد من النجاحات عسكرياً، ما رفع من أسهمها في الشارع الروسي، يحذر الخبراء الروس من أن الصراع بين وزارة الدفاع وفاغنر سيخدم مصالح أوكرانيا.
جاء ذلك في أعقاب توتر حاد بين المجموعة غير الرسمية والجيش الروسي بشأن مسألة صاحب الانتصارات، في الوقت الذي أعلن فيه البرلمان الروسي الموافقة على قانون يتضمن عقوبات سجن قاسية، بحق الأشخاص الذين ينتقدون أو يشوهون سمعة الجماعات المتطوعة التي تحارب إلى جانب الجيش بما فيها المرتزقة.
قرار لاقى ترحيباً من يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر، الذي دعا إلى السماح للمواطنين الروس بانتقاد كبار القادة العسكريين، واضعاً نفسه في مقدمة القادة الذين يجب انتقادهم، فيما لو ارتكبوا أخطاء أثناء عملية عسكرية، بما فيهم وزير الدفاع، بينما يرى أن الجندي مقدّس وهو فوق أي انتقاد.
بريغوجين صاحب الانتقادت الصارخة والتصريحات اللاذعة، نفى سعيه لتشويه سمعة أحد، مؤكداً أنه يقول الحقيقة فقط وفق تعبيره، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها سابقاً إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والاتهامات لوزارته بعدم إمداده بالذخيرة المطلوبة، رغم تحقيقه الانتصارات في ساحة المعركة قبل الجيش الروسي، بينما يريد العسكريون الروس كل النصر لهم.
لكن هذه الخلافات التي لم تعد تبدو خفية على أحد، يرى فيها معهد دراسات الحرب في واشنطن، أنها تمس ما يوصف بالطموحات السياسية لقائد فاغنر، طموحات ربما تثير قلق بوتين، خاصة وأن مجموعة فاغنر تسعى لأن تصبح منظمة عسكرية موازية قد تحمل خلفية أيدولوجية، بعد ضمها لنحو 50 ألف مقاتل.
ويتوقع الخبراء الروس أنه في حال استمرار الخلافات بين الجيش وفاغنر، فأن ذلك سيخدم مصالح أوكرانيا، ويؤخر كثيراً في حسم معركة باخموت، في ظل تراجع درجة التعاون والتنسيق على محاور القتال بين الطرفين، خاصة في الشهريين الماضيين، وهذا أمر هام جداً للغرب، قبل معركة الربيع التي تجهز لها كييف وحلفاؤها ضد روسيا.
