مقتل 10 أشخاص في غارة إسرائيلية على مسجد شهداء الأقصى بدير البلح
بين بايدن ونتنياهو وبلينكن، تتباين التصريحات، وتتناقض المواقف، وتأخذ الفجوة في الاتساع مع كل جديد يظهر بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن في غزة، فهل وصلت العلاقات بين أمريكا والحليف الإسرائيلي إلى نقطة اللاعودة؟
بعد أيام على جواب بايدن المُفاجئ حول استمرار المفاوضات مع مصر وقطر بعيدًا عن نتنياهو، والأخبار التي لا تتوقف عن وجود حالة من عدم الاتفاق والتوافق بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي فيما يتعلق بحرب غزة، نتنياهو يصرح ويقولها علنًا: "لا يتم التحضير لاتفاق، كما أن التوصل إليه ليس قريبًا"، حيث جاء هذا التصريح بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بات قاب قوسين أو أدنى بنسبة 90%، وهو ما أثار عاصفة من التحليلات والتفسيرات التي تحاول فهم حالة التصريحات المتضاربة الصادرة عن الحليفتين، خاصة إذا ما استمعنا إلى خطاب نتنياهو الأخير الذي أصرّ فيه على البقاء في محور فيلادلفيا بزعم منع حماس من إعادة التسلح، وهو خطاب قوبل بالانتقادات الكثيرة من الإسرائيليين والأمريكيين على حد سواء.
مصدر مطلع على المفاوضات قال لشبكة "CNN" إن "نتنياهو أفسد الصفقة برمتها في خطاب واحد". مضيفًا أن "إصراره على البقاء في فيلادلفيا يمثل تغييرًا في موقف إسرائيل"، وردة الفعل الأمريكية هذه لا تقل حدة عن ردات الفعل الإسرائيلية الغاضبة، حيث جاء في صحيفة "جيرواليزم بوست" أن نتنياهو يصر على أن التوصل إلى الصفقة لا يتم دون وجود إسرائيلي في المحور، وهو يدرك أن هذا من شأنه أن يفسد الاتفاق، ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن التغيير في أهداف الحرب التي وضعها نتنياهو يثير التساؤلات حول حقيقة نواياه، كما يثير حفيظة الجانب الأمريكي الذي يبدو أنه فقد الثقة في رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبدأ صبره ينفد مع استمرار الأخير في المماطلة، وتقديم مطالب جديدة، والتعنت في الآراء، بحسب الصحيفة.
لكن هناك وجهة نظر أخرى جاءت على لسان توماس فريدمان الصحفي الأمريكي البارز، فسّر فيها اتباع نتنياهو أسلوب التصعيد بأنه وسيلة لمساعدة "دونالد ترامب" على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، موجهًا رسالة إلى جو بايدن مفادها أن نتنياهو له مصلحة واحدة فقط وهي البقاء السياسي، وهو رأي من ضمن آراء وتوجهات كثيرة اختلفت في تفسير نوايا نتنياهو، لكنها أجمعت على أن أنه بات يمشي صراحة عكس التيار الأمريكي.