بوستر فيلم أبونسب
بوستر فيلم أبونسبمنصات محمد إمام

لماذا تصدّر فيلم "أبو نسب" إيرادات موسم يناير بمصر؟

أسباب عديدة تجمعت معا، لتجعل الفيلم الكوميدي "أبو نسب" يتربع على صدارة الإيرادات في موسم يناير الحالي الذي يمثل أحد المواسم السينمائية الرئيسة في مصر، نظرا لتضمنه عطلة منتصف العام الدراسية وما يواكبها من إقبال جماعي لطلبة المدارس والجامعات على دور العرض، فضلا عن وجود عطلات عامة عديدة في هذا الشهر أبرزها عطلات أعياد الميلاد وعيد الشرطة.

وتضمن الموسم منافسة شرسة بين 7 أفلام حسمها الفيلم، الذي أخرجه رامي إمام ويلعب بطولته شقيقه محمد إمام، متفوقا على أقرب منافسيه وهو فيلم الإثارة والتشويق "شماريخ" لآسر ياسين وأمينة خليل بفارق واضح مع مراعاة أنّ فيلم "الإسكندراني" للمخرج خالد يوسف يحقق إيرادات كبيرة ربما تهدد بإزاحة "أبو نسب" من الصدارة.

وحقق "أبو نسب" ما يقارب من 32 مليون جنيه بعد 3 أسابيع عرض، بينما ظل "شماريخ" يراوح مكانه دون الـ26 مليون جنيه بعد 5 أسابيع على عرضه، فيما حقق "الإسكندراني" 8 ملايين جنيه في الأسبوع الأول من عرضه.

ويروي الفيلم قصة طبيب أطفال، هادىء ومسالم، يجد أخيرا فتاة أحلامه الجميلة، جسدت شخصيتها الفنانة ياسمين صبري، وتُتوج قصة الحب بالزواج لكنه يفاجأ في حفل الزفاف أنّ والد العروس حي يُرزق وليس متوفيا كما كان يعتقد. المشكلة أن هذا الأب، أي الحمو، يتزعم عصابة خطيرة وكان حبيسا خلف القضبان، لكنه خرج أخيرا بموجب قرار عفو.

أخبار ذات صلة
هل أساء فيلم "الإسكندراني" إلى أسامة أنور عكاشة؟

ورغم الطابع التقليدي لهذه الحبكة الدرامية بما تتضمنه من فكرة مكررة، إلا أنها وفرت أرضية مناسبة لصنع حالة كوميدية جيدة نابعة من مفارقات الموقف الدرامي، الذي يقوم على التناقض الساخر بين مجرم يعشق القسوة وصاحب سجل حافل بالخروج عن القانون وبين شاب شديد الطيبة سعى لتجنب المشاكل طوال حياته.

ويمكن القول إن الفيلم استطاع إلى حد ما التخلص في هذه الجزئية من "الداء المزمن" الذي تعاني منه صناعة الكوميديا في مصر وهو "الاستسهال"، الذي يجعل العمل طوال 90 دقيقة لا ينتهي من النكات و"الإفيهات" المتعمدة في حد ذاتها والتي لا ترتبط بالضرورة في السياق الدرامي العام، وهو ما بدا واضحا في أفلام كوميدية أخرى دخلت ماراثون الموسم مثل "كارت شحن" لمحمد ثروت و"أنا وابن خالتي" لبيومي فؤاد و"عصابة عظيمة" لإسعاد يونس.

ونجح محمد إمام في التخلص من الكثير من العيوب الفنية التي وسمت العديد من تجاربه السابقة، التلفزيونية والسينمائية على حد سواء، وأبرزها رغبته الملحة في أن يفعل كل شىء في العمل دفعة واحدة، فيكون هو "الجان" الوسيم محطم قلوب الجميلات، وهو الذكي الشجاع المحاط بكوكبة من الأغبياء والحمقى، وهو القوي صاحب العضلات الذي يظهر في مشاهد عديدة يستعرض جمال جسده وقدرته على تتبع الموضة.

أخبار ذات صلة
فيلم "فيراري" منعطف جديد في مسيرة مخرجه مايكل مان

نضج "إمام" بما يكفي ليخرج من فخ "النرجسية"، الذي يقع فيه كثير من نجوم الجيل الجديد ويعطي الشخصية ما تستحقه من ملامح جسدية ونفسية، فظهر في الفيلم بزيادة قليلة في الوزن ليكسب الدور مصداقية، كما بدت شخصية "الدكتور علي" التي يجسدها مغرقة في التهذيب الشديد والنبرة الخافتة وإيثار السلامة وتجنب الدخول في المشاكل إلى حد ضعف الشخصية، كما كان مفاجئا أن يطلّ على جمهوره في دور شاب جبان لا يتوانى عن البكاء والصراخ تحت الضغوط.

ومن أسباب نجاح الفيلم كذلك الأداء المميز للنجم ماجد الكدواني في شخصية "زعيم العصابة"؛ إذ لم يقدمها بشكل تقليدي يعتمد على المبالغة. ورغم تاريخه الكوميدي الحافل، إلا أنّ "الكدواني" ترك صنع حالة الضحك لمحمد إمام بالكامل وفق مقتضيات السيناريو.

ورغم أن النجمة ياسمين صبري لم تقدم حتى الآن أوراق اعتمادها كممثلة قديرة تتجاوز فكرة الوجه الجميل، إلا أن حضورها الطاغي على مواقع التواصل عبر صور ومقاطع فيديو مبهرة تثير حالة من الجدل الدائم يجعل متابعيها متشوقين لرؤيتها في عمل جديد، حتى لو من باب الفضول لمعرفة ما الذي سترتديه وفق أحدث صيحات الموضة وكيف ستتعامل مع مكياج وجهها وتصفيف شعرها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com