أعراض التوحد عند الأطفال
أعراض التوحد عند الأطفالمتداولة

الكافيين قبل الولادة والغذاء الغني بالدهون يزيدان خطر "التوحد"

ألقت دراسة في علم السموم والسلامة البيئية الضوء على العلاقة بين التعرض للكافيين قبل الولادة، والوجبات الغذائية الغنية بالدهون بعد الولادة، وزيادة خطر السلوكيات الشبيهة بالتوحد، متعمقة في التفاعل المعقد بين العوامل الغذائية، والتعرض البيئي، واضطرابات النمو العصبي.

وقد كان الهدف من الدراسة، التي أجراها فريق من جامعة "ووهان" ونشرها موقع psypost، هو القلق المتزايد بشأن التأثيرات المحتملة للتعرض للكافيين قبل الولادة والوجبات الغذائية الغنية بالدهون على نمو دماغ الجنين. وقد أشارت الدراسات السابقة بالفعل إلى وجود صلة بين تناول الكافيين قبل الولادة وانخفاض نمو الجنين، مع ظهور أدلة تشير إلى زيادة التعرض لاضطرابات النمو العصبي مثل اضطراب طيف التوحد (ASD).

إن اضطراب طيف التوحد، الذي يتميز بالتحديات المستمرة في التفاعل الاجتماعي والتواصل والسلوكيات المتكررة، يشكل تحديات كبيرة للأفراد المتضررين وأسرهم. ونظرًا لانتشار استهلاك الكافيين في كل مكان وانتشار الوجبات الغذائية عالية الدهون، فإن فهم الآثار المترتبة على هذه العوامل أمر بالغ الأهمية لوضع إستراتيجيات وقائية ضد اضطراب طيف التوحد.

وقد استخدمت الدراسة فئرانًا حوامل مقسمة إلى مجموعتين: مجموعة تعرضت للكافيين خلال فترة الحمل الحاسمة لمحاكاة التعرض للكافيين قبل الولادة، ومجموعة مراقبة تلقت دواءً وهميًّا. وقد تم تصنيف النسل لاحقًا بناءً على نظامها الغذائي بعد الولادة، حيث تلقت إما نظامًا غذائيًا قياسيًا أو نظامًا غذائيًا عالي الدهون بدءًا من الأسبوع الرابع فصاعدًا. ومكّن هذا التصميم الباحثين من تقييم التأثيرات المشتركة للتعرض للكافيين قبل الولادة والأنماط الغذائية بعد الولادة على ظهور سلوكيات تشبه اضطراب طيف التوحد.

وأجريت الاختبارات السلوكية، بما في ذلك تقييمات التفاعل الاجتماعي والذاكرة، لتقييم السلوكيات المشابهة لاضطراب طيف التوحد في النسل. علاوة على ذلك، بحثت الدراسة في الآليات البيولوجية الأساسية من خلال تحليل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء والهياكل المتشابكة في الحصين، وهي منطقة دماغية محورية للتعلم والذاكرة.

وكشفت النتائج أنّ ذرية الذكور الذين تعرضوا للكافيين قبل الولادة أظهروا سلوكيات نموذجية تشبه اضطراب طيف التوحد، بينما أظهرت الإناث انخفاضًا في الاستكشاف والذاكرة المكانية. ومع ذلك، عند إخضاعها لنظام غذائي غني بالدهون بعد الولادة، أظهر كل من الفئران الذكور والإناث المعرضة للكافيين قبل الولادة سلوكيات شبيهة باضطراب طيف التوحد.

وكشف التحليل الإضافي عن اضطرابات في حاجز المخاط المعوي وتغييرات كبيرة في تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، ولا سيما زيادة في وفرة الإشريكية القولونية (E. coli). وارتبط هذا الخلل الميكروبي بالتمايز المعزز للخلايا اللمفاوية القولونية والمستويات المرتفعة من عوامل الالتهاب. والأهم من ذلك، أنه تم اكتشاف أن عوامل الالتهاب تخترق الدماغ، مسببةً تلفًا متشابكًا في الخلايا العصبية الحصينية، وهي آلية محورية تكمن وراء تطور اضطراب طيف التوحد. وتؤكد هذه النتائج على أهمية محور الأمعاء والدماغ في التوسط في تأثير التعرض للكافيين قبل الولادة والوجبات الغذائية الغنية بالدهون بعد الولادة على خطر اضطراب طيف التوحد.

كما تقدم هذه الدراسة رؤى قيمة حول العوامل البيئية التي تسهم في اضطراب طيف التوحد وتؤكد على الدور الحاسم للحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء المتوازن من أجل صحة النمو العصبي. ومن خلال توضيح هذه الآليات، يهدف الباحثون إلى إثراء الإستراتيجيات الوقائية ودعم الجهود الرامية إلى تعزيز التدخل المبكر للأفراد المعرضين لخطر الإصابة باضطراب طيف التوحد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com