عاجل

البيت الأبيض: إسرائيل عثرت على 6 جثث لرهائن لدى حماس بينهم مواطن أمريكي

logo
منوعات

صخرة "اذكريني" بدمشق.. قصة تلهم عشّاق سوريا (صور)

صخرة "اذكريني" بدمشق.. قصة تلهم عشّاق سوريا (صور)
20 مارس 2024، 3:49 م
"لا نعرف إن كان حب محي الدين وأميمة، حقيقة أم خيالا، لكنها قصة جميلة تستحق نصباً سياحياً".

تشتهر صخرة "اذكريني" المتربّعة على علو شاهق في بداية طريق الربوة بدمشق، بانتحار عاشقَين وهباها هذا الاسم بعد أن كانت تسمى "صخرة المنشار".

وتقول القصة الشعبية، إن شاباً يدعى محي الدين التركماني، وصبية اسمها أميمة المعصراني، انتحرا من أعلى الصخرة، لعدم تمكنهما من الارتباط بسبب معارضة الأهل.

وتحكي القصة، أن محي الدين صعد إلى أعلى الصخرة بعد أن زوجوا حبيبته أميمة قسرًا من رجل آخر، فكتب على الصخرة "اذكريني دائمًا" ثم رمى نفسه من الأعلى باتجاه الجرف، فمات على الفور.

وما كان من أميمة بعد أن سمعت النبأ، إلا أن فرّت من عند زوجها، فصعدت إلى الصخرة، وكتبت بالقرب من رسالة حبيبها "لن أنساك"، ثم ألقت بنفسها فماتت مباشرة.

ورغم عدم وجود توثيق تاريخي مكتوب يؤكد القصة، إلا أنها دخلت الذاكرة الشعبية وصارت مثلاً يضرب عن العاشقين محطمي القلوب، كما أصبحت مزارًا للمتيّمين يقصدونه تعبيرًا عن الإخلاص والوفاء.



وترتفع صخرة "اذكريني"، فوق جبل وعر في منطقة الربوة، وتطل مباشرة على الطريق ونهر بردى، ويقارب ارتفاعها خمسين مترًا مليئة بالصخور الناتئة الحادة التي لا تترك فرصةً لنجاةِ هائمٍ تحطم قلبه فاختار الانتحار.

وذكر قصة الصخرة، العديد من الكتاب السوريين في مروياتهم، مستندين إلى الرواية الشعبية، منهم نجاة قصاب حسن، وهاني الخير، وسامي المبيض.

ويحرص أصحاب المقاهي المجاورة للصخرة، على تلوين كلمة "اذكريني"، كلما نالت منها عوامل الطقس. فتراها تظهر للذاهب باتجاه قدسيا وللعائد منها إلى دمشق.

ويقول الباحث التاريخي سامي مروان المبيض، في مقال نشره في صحيفة الوطن، عن الصخرة "لا نعرف إن كان حب محي الدين وأميمة، حقيقة أم خيالا، لكنها قصة جميلة تستحق نصباً سياحياً، على طريقة شرفة جوليت الإيطالية. ولكن أحداً لم يهتم بصخرتهم وصرختهم إلا أصحاب المقاهي المجاورة الذين يقومون بتحبير العبارتين كي تبقيا ظاهرتين".

لم تنل قصة العاشقين، محي الدين التركماني وأميمة المعصراني، شهرة قصص الحب العالمية، لكن أسماء العشاق الحديثين المنحوتة على صخرة "اذكريني"، تؤكد أنها أصبحت مزارًا وملجأ.



ويقول الكاتب الراحل نجاة قصاب حسن، في كتابه "جيل الشجاعة": "أجمعت الروايات على أن كاتب الكلمات على صخرة اذكريني، عاشق مجهول أخفق في حبه وقيل إنه انتحر. وقد تحرّيت الأمر بلطف فعلمت أنه من أبناء تلك المنطقة".

ويقدر الكاتب الراحل، شمس الدين عجلاني في بحث أجراه عن الصخرة، أن كلمة "اذكريني" كُتبت في أربعينيات القرن الماضي، ويستشهد العجلاني، بقول الكاتب الراحل هاني الخير، بأن الصخرة ارتبطت بقصة عاشقين لكن أحدهما لم ينتحر.

وبناء على معلومات استقاها من أهل المنطقة، يذكر الخير، أن أحد الشبان الأثرياء وقع في حب فتاة بسيطة، لكنه تأخر في خطبتها، فزوّجها أهلها لشخص من الوجهاء تقدم إليها في ذلك الوقت، وعندما اكتشف حبيبها الأمر، بات يقضي كل وقته عند الصخرة.

ويروي العجلاني أن الصحفي الراحل عدنان الخاني أكد حقيقة القصة، وقال إنه يعرف الأسماء الحقيقية لأبطالها الذين عاشوا تلك الفترة ثم أضحوا مجرد ذكرى، لكنه لم يفصح عنهم.

وقيل الكثير حول صخرة "اذكريني"، وشكك البعض في صحة اسمي بطلي القصة محي الدين وأميمة، وفضلوا أن تُنسب الرواية لبطلين مجهولين، كي تظل الحكاية رمزاً غامضاً يثير المخيلة.

وحضرت قصة صخرة "اذكريني" في الأدب والسينما والفن التشكيلي. ومن النادر أن يصدر كتاب يتناول دمشق إلا ويأتي على ذكرها. وكلما مضى وقت أطول على القصة، أضيف إليها الكثير من الخيال.

ويقول الباحث التاريخي الدكتور عبد الوهاب أبو صالح لـ"إرم نيوز": الدلالات التي تحملها قصة الصخرة، تشبه ما حصل لقيس وليلى، ومن المتوقع أن تتحول إلى مثيولوجيا تاريخية مع مرور الوقت.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC