ضعف في المستوى وابتذال في الطرح.. دراما رمضان تثير استياء التونسيين
لم تخرج انطباعات الأيام الأولى من رمضان عن الأعمال الدرامية التونسية من دائرة الانتقادات، بسبب ضعف مستوى جل الأعمال المعروضة من حيث التصوير والإخراج، إضافة إلى ابتذال طرح القضايا التي لا تبدو معبّرة بشكل كامل عن الواقع التونسي.
ويتابع التونسيون منذ دخول شهر رمضان جملة من الأعمال الدرامية والمسلسلات الهزلية على مختلف القنوات العامة والخاصة، بينها "باب الرزق" للمخرج هيفل بن يوسف على التلفزيون الرسمي التونسي، و"رقوج" للمخرج عبد الحميد بوشناق، ويُعرض على قناة "نسمة الجديدة" و"فلوجة 2" للمخرجة سوسن الجمني على تلفزيون "الحوار التونسي".
وإضافة إلى هذه الأعمال ذات الطابع الدرامي الاجتماعي تعرض مختلف المحطات التلفزيونية التونسية خمس مسلسلات كوميدية وهي "سوبر تونسي" على قناة "نسمة الجديدة" و"أولاد الحي في دبي" على قناة "تلفزة تي في" و"الفارماسي" على التلفزيون الرسمي، القناة الأولى، و"فندق المغرب العربي" على قناة "حنبعل".
ورأى متابعون أنّ طريقة طرح القضايا الاجتماعية التي تتناولها هذه الأعمال ضعيفة وبعيدة عن الواقع وتعمد إلى التعميم وإلى إظهار سلبيات المجتمع التونسي وكأنها هي الأصل والقاعدة في المعاملات وفي العلاقات بين الناس.
ورغم أن بعض المسلسلات مصنفة ضمن الأعمال الهزلية فإنّ نصوصها ضعيفة وطريقة الإضحاك فيها كثير من التكلف وفق ملاحظات المشاهدين الذين أبدوا حسرتهم على الأعمال الهزلية التي كانت تُعرض في رمضان في السنوات الخوالي، ومستواها العالي نصا وأداء وإخراجا.
ويبدي التونسيون امتعاضهم من طريقة إخراج هذه الأعمال، معتبرين أن كثيرا من تفاصيلها لا تتماشى وطبيعة شهر الصيام، حيث تضم مشاهد فيها إخلال بالأخلاق والآداب، من صور الخمر والمخدرات والتفسخ الأخلاقي في طريقة اللباس أو التخاطب.
وكتب الإعلامي محمد وليد الجموسي "معضلة الأعمال التلفزيونية ولا سيما في رمضان أنها تتعامل مع المتلقي باعتباره مستهلكا لا باعتباره مشاهدا يبحث عن المتعة والاستفادة البريئة الخالية من الربح..."
وعلّق الإعلامي صالح سويسي من جانبه بأنّ "ما يُعرض في الأعمال الدرامية ويتم تسويقه على أنه "واقع تونسي" يفقد هذه الأعمال صبغتها الإبداعية؛ لأن نقل الواقع في مسلسل تلفزيوني ينفي عنه صفة العمل الدرامي ويصبح مجرد عمل وثائقي أو توثيقي أو تسجيلي، والفرق كبير طبعا".
وأضاف سويسي في تدوينة على حسابه على "فيسبوك" أنه "ليس من أدوار الدراما نقل الواقع وإعادة بثه كما هو أو إعادة تدويره بطرق مشوهة باسم الواقعية، بينما الأهداف الحقيقية يخجل إبليس منها" وفق تعبيره.
وأثار مسلسل "فلوجة 2" انتقادات واسعة في هذا الباب بالنظر إلى ما يعرضه من مضامين يصفها كثيرون بالطيرة، لا سيما في علاقة التلميذ بالمدرّس أو الأبناء بآبائهم وأمهاتهم والعلاقات داخل العائلة بشكل عام.
وكان المسلسل قد أثار غضبا في صفوف التونسيين خلال عرض جزئه الأول في رمضان من العام الماضي ورُفعت ضده قضية أمام القضاء لوقف بثه، بتهمة تشكيل "خطر على المجتمع التونسي وعلى المراهقين من خلال التركيز على العنف واستعمال كلمات نابية وسلوكات لا تتماشى وطبيعة شهر رمضان".
