ريشما رامش: الشعر ضرورة وجودية.. ولا أخشى الذكاء الاصطناعي (صور)
قالت الشاعرة الهندية ريشما رامش، إنّ الشعر ضرورة وجودية في عالم اليوم، فهو قادر على إيجاد القواسم الإنسانية المشتركة بين البشر لا سيما الحق والخير والجمال، وكلما زاد جنون العالم وتعددت حماقاته من حيث الحروب والكواراث أصبحنا أكثر احتياجًا للشعر، لأنه يمنح السلام.
وأوضحت في حوار مع "إرم نيوز" على هامش مشاركتها في الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، إنها لا تخشى على مستقبل القصيدة من الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الجديدة التي اقتحمت عالم الأدب والتأليف، لسبب بسيط للغاية وهو أنّ فكرة الإبداع تقوم في جوهرها على تجاوز ما سبق أن قدمه الآخرون في التراث الأدبي الإنساني، في حين أن الذكاء الاصطناعي ليس أكثر من وسيلة لإعادة ترتيب وإنتاج الإبداعات السابقة في صورة قد تبدو جديدة لكنها في جوهرها قائمة على التكرار.
وأضافت: "سيظل للخيال البشري صاحب الكلمة العليا في التعبير عن جمال الحياة وحزنها، أما الذكاء الاصطناعي فهو مفيد وحيوي في مجالات أخرى بالطبع.
وتعد ريشما رامش أحد أبرز الأصوات النسائية في الشعر الهندي والآسيوي المعاصر، وتحظى بحضور في المشهد العالمي من خلال ترجمة أعمالها إلى 16 لغة من بينها الفرنسية والإسبانية، كما إنها وجه معروف في أهم مهرجانات الشعر الدولية.
وحصلت "ريشما" على العديد من الجوائز المرموقة من دول وهيئات عديدة حول العالم، مثل: اليونسكو، وتركيا، وصربيا، ونيبال، لكنها تعلق على هذه النقطة قائلة: المبدع يسعد بالطبع حين ينال تكريمًا، لكن الجوائز لا تشغلني كثيرًا والجائزة الحقيقية تظل متمثلة في وصول صوت المبدع إلى الآخر.
وحول تأثير فترة الطفولة والصبا في مسيرتها الشعرية، قالت إنها ابنة المدينة بالأساس، لكنها حين عاشت فترة مع جدها وجدتها في القرية وهي صغيرة تأثرت للغاية بأجواء الطبيعة والصمت والهدوء، حيث كان بيتهما بعيدًا تمامًا عن صخب التكنولوجيا وضجة الحياة الحديثة حتى التلفاز لم يكن هناك.
وتبرر "ريشما" كتابة أشعارها باللغة الإنجليزية التي تتقنها، بأن الثقافة الإنجليزية لا تتقبل لغات أخرى، كما إنها تجد في تلك اللغة أداة فعالة للتواصل مع ثقافات عديدة.
وفيما يتعلق بعملها الأساس كطبيبة أسنان وعلاقة ذلك بهويتها الإبداعية، قالت إن نقطة الالتقاء بين القصيدة والطب تتمثل في الدقة والتركيز والصبر.
وتعليقًا على علاقتها القوية بالتصوير الفوتوغرافي والتي تصل إلى مرحلة الاحتراف من خلال أكثر من كتاب صدر لها في هذا السياق منها "لغة الظلال"، قالت إنّ كلا من الشعر والفوتوغرافيا يستهدفان الحقيقة حول ذواتنا ووجودنا والعالم من حولنا. وإذا كانت لعبة الضوء والظلال هي الأداة المفضلة لفن التصوير، فإنّ القصيدة تعد هي الأخرى بمثابة عدسة لرصد الروح.
