المشهورة نوميديا لزول من مشهد في مسلسل جزائري
المشهورة نوميديا لزول من مشهد في مسلسل جزائريمتداولة

ظاهرة "الدخلاء" في الدراما الجزائرية تثير انتقادات حادة

اكتسح "مؤثرون" جزائريون يملكون ملايين المتابعين المفترضين عبر منصات التواصل الاجتماعي شاشات التلفزيونات المحلية بمشاركتهم في دراما رمضان 2024، ما عرّضهم لموجة من الانتقادات والسخرية من ظهورهم الباهت ووصفهم بـ"الدخلاء" على المهنة.

وتتجدد سهام الانتقادات إلى المخرجين والمنتجين الذين باتوا يلهثون وراء حصد أعلى نسب مشاهدة خلال الشهر الفضيل، واتهامهم بالتضحية بخريجين وممثلين من معاهد التكوين والتمثيل المسرحي.

ومن "فوضى" انستغرام وتيك توك إلى شاشات القنوات الجزائرية العمومية والخاصة، تعرّف المشاهد على من يسمون أنفسهم بـ"صناع المحتوى" في عدة أعمال رمضانية، إذ أطلت المدعوة نوران في دور "منال" بمسلسل "البراني" للمخرج الجزائري يحيى مزاحم عبر مشهد أثار الكثير من الجدل على خلفية تعرضها لمعاكسة من قبل شاب وهما في الطريق السريع، حيث انتهى اللقاء بين الطرفين بجلسة تناول "مخدرات" ووفاة "منال".

وفي مسلسل "البراني" كذلك سجلت "المؤثرة" هنا منصور حضورها، حيث تعرضت لانتقادات شديدة بسبب محتواها على تيك توك، إلى جانب مشاركة "التيكتوكر" الكوميدي سيد أحمد.

وفي دور هزيل حسب متابعين، برزت "المؤثرة" المعروفة نوميديا لزول في بطولة مسلسل "دموع لولية" مع الفنان المعروف حسان كشاش. أما مغني الراب زكرياء رجيمي المعروف بـ"تراب كينغ" فقد مثّل في عمل فكاهي بعنوان "زيّر روحك"، ولم يخلُ ذلك من الانتقاد لكلامه الذي يتضمن عبارات نابية في منصات التواصل الاجتماعي.

واستهجن نشطاء طريقة ظهور وتمثيل "المؤثرين" في المسلسلات الدرامية والكوميدية، التي لم ترقَ إلى مستوى خريجي ممثلي المسرح ومعاهد التمثيل، حيث طالب بعضهم بغلق مركز التكوين إن كان هؤلاء سيشكلون مستقبل الدراما في الجزائر.

ويشير الناقد الجزائري محمد لمين بحري إلى حمى سباق الحصول على أعمال تحقق "الترانديغ" في المتابعة، الأمر الذي دفع بالمنتجين والمخرجين إلى اليوتيبرز والتيكتوكرز المنتشرين في الجوار، وقال بحري لـ"إرم نيوز"، مع أنها فرصة لتلك الوجوه "السوسيوميديائية" للبروز، إلا أن مشكلة التكوين باتت بارزة أكثر من أي وقت مضى، خاصة أن الطاقات البشرية من الممثلين المنتشرين عبر الجزائر، تفيض على الفائض، لكن المطلب المالي وعقدة المركزية التي سيطرت حتى على المتعاملين الخارجين عن العاصمة، جعلتهم يهرولون بأعمالهم نحو العاصمة، ناسين أو متناسين خصوصية العمل.

واستشهد الناقد بحري بما حدث في سلسلة "الرهان" الذي قدم للمشاهد عجينة هجينة من اللهجات المختلفة، رغم أن الشخصيات تعيش اجتماعياً في أسرة واحدة، ومكانياً في العاصمة، ورغم ذلك تحاول كل شخصية أن تتكلف الحديث بلهجة الغرب الجزائري، والنتيجة أنها لم تفلح أية شخصية في الكلام بطلاقة وعفوية، فلا هي تكلمت بلهجتها الطليقة، ولا هي أفلحت في تكلف لغة الغرب التي جعلت الخطاب والحوار أمام المشاهد نشازاً.

من جهته، انتقد الممثل والمخرج المسرحي الجزائري جمال قرمي، ما يحدث حول تردّي وضع التمثيل بعد الاستعانة بمؤثري المواقع، وقال "الحمد لله، الشاشة وخشبة المسرح تفضح الممارسة".

بدوره، كتب الممثل رمزي لبيض على حساب مجموعة "دوزة فن" يقول: "بعض القنوات تعمل تحت شعار يُمنح التمثيل للأكثر جرأة وللأكثر مجونا وللأكثر عريا وللأكثر فسقا وللأكثر تمردا على القيم".

وقال لبيض: "ولكم واسع النظر في بعض الأسماء التي لا تنتمي لمهنة التمثيل لكن وجدت نفسها في التمثيل وفي القنوات، لأنّها كما ذكرنا أعلاه". ومن خلال المنشور يشير رمزي لبياض ضمنيا إلى الممثلين القادمين من عالم "التيك توك" واهتمام صناع المسلسلات بهم لاستقطاب الجمهور وتحقيق أكبر عدد من المشاهدات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com