القيروان.. إرث تاريخي ووجهة التونسيين في رمضان (فيديو إرم)
في قلب تونس العريقة تنبض مدينة القيروان بروحها التاريخية وجاذبيتها الروحانية، وتُزهر بِحاضرٍ مفعمٍ بالحياة.
هي أول عاصمة إسلامية في أفريقيا.. يصفها الفقهاء "رابعة الثلاث" فهي تأتي بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس في قائمة الأماكن المقدسة للمسلمين، فالقيروان تحمل تاريخًا حافلًا بالأحداث الدينية والعسكرية والثقافية، حيث كانت محطة للجهاد والدعوة ومركزًا للتعليم الإسلامي وانطلاق الفتوحات الإسلامية نحو العالم.
تستمد مدينة القيروان تسميتها من اللفظة الفارسيّة "كيروان" والتي تعني المعسكر، أو مكان ذخيرة السلاح، ويعود تاريخها إلى عام 670م عندما أنشأها عقبة بن نافع.
تتميز المدينة بتنوع معالمها التاريخية والثقافية، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بجولة تاريخية تأخذه في رحلة عبر العصور الإسلامية، من الجامع الكبير الذي أسسه عقبة بن نافع سنة 50 للهجرة، الذي يعتبر تحفة معمارية رائعة وإلى مقام أبي زمعة البلوي الذي يؤمّه التونسيون من مختلف أنحاء البلاد، والفسقية هذه التحفة المائية التي تؤكد إبداع الحضارة الإسلامية، إضافةً للكثير من المساجد والمعالم المتناثرة في كل ركن من أركان المدينة.
في الشهر الفضيل تتألق القيروان وتزداد روعةً وحيوية، حيث الأسواق النابضة بالحياة، التي تعبقُ بِروائح التوابل، وبالحرف اليدوية وبمساجدها المزيّنة بالأنوار حيث يتوافد إليها المسلمون من مختلف أنحاء البلاد لأداء الصلوات وحضور الدروس الفقهية وحلقات تحفيظ القرآن بمشاركة كبار الشخصيات الدينية، وتُعرض المأكولات التقليدية، مثل: "المقروض" وهو نوع من الحلويات التي يقبل عليها التونسيون خصوصا بعد تناول الإفطار، يتم تناول المقروض مع "القهوة العربية" ويُقدم في أطباق لزائري المدينة التي لا غنى عنها لمن يبحث عن الروحانية والتأمل والاستمتاع بجو من السكينة والتفاؤل وربما ما قاله الشاعر نزار قباني بالقيروان وأهلها يؤكد سحر هذه المدينة.
