هكذا يعزّز البحر إبداع العقل البشري
سلّط تقرير الضوء، على الأثر الذي يتركه الجلوس قرب البحر ومشاهدة أمواجه، على الدماغ البشري.
ودرس العديد من علماء الأعصاب تأثيرات البحر على أدمغتنا، حيث سعوا جميعا إلى فهم التأثيرات الناتجة عن هذه الكثافة الزرقاء على أذهاننا.
وبحسب تقرير نشره موقع "nospensees"، فإنّ "ما هو مؤكد أولاً وقبل كل شيء أنّ تأثيرات البحر على أدمغتنا إيجابية للغاية".
واعتبر التقرير، أنّ "الرومانسية والعطش للحرية التي نشعر بهما أمام البحر لا يخلوان من دلالات عميقة، بل يؤكدهما العلم".
إعجاب الإنسان
وأجرى فريق من علماء النفس من جامعتي ستانفورد ومينيسوتا دراسة حول تأثيرات البحر على دماغ الإنسان، حيث وصلوا إلى النتيجة المتمثلة في أن مجرد رؤية المحيط تملأنا بالإعجاب وتثير نوعا من الدهشة المستمرة في أذهاننا.
وتمنحنا هذه العملية برمتها شعورا رائعًا بالرفاه النفسي، وهو أمر غريب للغاية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن مثل هذا الشساعة يمكن ببساطة أن تقتلنا بفعل موجة واحدة.
ووفق التقرير، "يُحدث البحر تغييرًا جذريًا في طريقة تفكيرنا واتخاذنا للقرارات، فعلى سبيل المثال، يجعلنا البحر أكثر كرما وسخاء، كما أنه يغير تصوّرنا للوقت الذي يبدو فجأة أنه يمر ببطء أكثر، أو كما لو أنه توقف فجأة".
البحر يحفز إبداعنا
بشكل عام عندما نعمل أو نتحدث أو نعتني بأطفالنا يدخل دماغنا ببساطة في مرحلة "مشغول"، ومع ذلك فإن البحر يغير وجهة نظرنا بشكل جذري ويرخي جميع عملياتنا العقلية.
بمجرد انغماسنا في حالة الاسترخاء هذه، تنشط شبكتنا العصبية، في هذه الحالة من الهدوء المطلق، أمام شساعة البحر يمكن أن تطفو في دماغنا أفكار أكثر سطوعا وإبداعا وشفافية.
هذه العملية في الواقع سهلة الفهم للغاية، عندما ندخل في حالة من الاسترخاء تتنحى انشغالاتنا ومخاوفنا جانبا بسرعة، وابتداء من تلك اللحظة تسيطر منطقة الفص الجبهي في دماغنا على نفسها، وهذا هو السبب في أن آراءنا وأفكارنا تصبح أكثر أصالة، ونصبح أقل انتقادا وأكثر انفتاحا.
يساعدنا على التأمل
وأشار التقرير، إلى أنه "كما نلاحظ فإنّ آثار البحر الإيجابية على أدمغتنا عديدة. التأمل أسلوب قديم مفيد للغاية لدماغنا،وتتيح لنا الحالة التأملية تحفيز موجات دماغنا، أو حتى تعديلها تمامًا".
في هذه الحالة بالذات فإنّ الموجات التي تسببها التيارات هي التي تتيح لنا دخول حالة من الوعي الكامل، والتأثيرات التي تنتجها تسمح لنا بإصدار المزيد من موجات "ألفا".
وترتبط هذه الموجات ارتباطا وثيقا بالاسترخاء والهدوء، إنها تسمح لنا بالشعور بالوحدة مع العالم، ووضع أنفسنا في فقاعة.
ولفت التقرير إلى أن "البحر يعزّز إبداع العقل البشري، والغريب أنّ هذه الظاهرة مرتبطة أيضًا بإنتاج موجات ألفا التي تتيح لنا الحصول على عقل أكثر وضوحا".
وأردف: "هذا هو السبب في أننا نشعر بالراحة عندما نرى البحر، فهو يمنحنا الشعور بالرضا مع أنفسنا، كما لو كنا معلّقين فوق الوقت، ويساعدنا البحر في إيجاد معنى لحياتنا".
ودعا التقرير، إلى "الاستفادة بمجرد أن تتاح لك الفرصة، من كل ما يمكن أن يوفره لك البحر. إذا أتيحت لك ملاحظة زرقة المحيط فلا تفوّتها، سيشكرك كل كيانك على ذلك، بدءا من دماغك".
