عاجل

البيت الأبيض: إسرائيل عثرت على 6 جثث لرهائن لدى حماس بينهم مواطن أمريكي

logo
منوعات

الدراويش وفِرق المتصوفة يزينون ليالي دمشق الرمضانية (صور)

الدراويش وفِرق المتصوفة يزينون ليالي دمشق الرمضانية (صور)
14 مارس 2024، 6:21 م

تشتهر ليالي دمشق الرمضانية، بحفلات الرقص المولوية التي تقام بعد الإفطار، في الأماكن العامة وبعض المساجد، تعبيرًا عن كبح الشهوات، والانغماس في الحب الإلهي تقربًا من الله تعالى.

وتنتشر العديد من فرق المتصوفة المتخصصة بـ"الرقص المولوي" في سوريا، ويسمّى من يمارسه بـ"الدراويش". وتشتهر به عائلات توارثته عن الأجداد، وراحت تعلّمه للمتدربين من محبي هذه الطريقة في التعبير.



تاريخ المولوية

تُنسب "المولوية" إلى مؤسسها المتصوف جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر الميلادي في مدينة قونية جنوب تركيا.

ومحور الرقصة المولوية، هو الدوران حول النفس، مع أداء حركات مختلفة في الذراعين، تحمل كل حركة معنى معينًا يتصل بالتأمل، والابتهال، ومناجاة الله تعالى.

ويعد جامع المولوية وسط دمشق، صاحب المئذنة الوحيدة التي يوجد في ذروتها طربوش الدرويش بدلاً من الهلال. وكان الجامع تكية أُسست، العام 993 هجرية، ثم تحول إلى جامع، العام 1359. كما يوجد جامع للمولوية في باب الفرج في حلب.



ويقول الباحث التاريخي الدكتور عبد الوهاب أبو صالح لـ"إرم نيوز": "انتشرت المولوية في بلاد الشام ومصر، وشهدت بعض التعديلات بعد رحيل مؤسسها جلال الدين الرومي، ومعلّمه شمس التبريزي".

ويدل الطربوش الذي يعتمره "الدرويش" أثناء الرقصة المولوية، على شاهدة القبر، أمّا العباءة القصيرة فتشير إلى قصر الحياة، والثوب الطويل يقصد به الكفن. ويدور الدرويش 3 دورات حول الباحة وتعني: العلم، والرؤيا، والوصال.



المولوية في الأماكن العامة

ومع الوقت، تحولت المولوية إلى فقرة فنية تقدمها الفرق، ومنها فرقة أمية للفنون الشعبية، وفرقة الحاج صبري مدلل، وفرقة الخراط. لكن الاحتفالات الأشهر لفرق المولوية تقام، في شهر ديسمبر، ذكرى وفاة مؤسسها جلال الدين الرومي.

ويقول مؤيد الخراط، مؤسس فرقة الخراط المولوية في دمشق، لـ"إرم نيوز": "توارثت عائلتي المولوية عن الأجداد، ونقدم عروضنا، يوميًا، في رمضان بناءً على طلب المحبين. ويشاركني ابني أنس ذو الثلاث سنوات، فهو يتقن الرقص الصوفي".

ويضيف الخراط: "توارثت عائلتنا الرقصة المولوية عن أجدادها الأوائل. ويتعلمها الأطفال منذ بدئهم بالمشي، واليوم هناك 20 فردًا من عائلتنا يتقنون المولوية".

وتقام حفلات المولوية في المطاعم بعد الإفطار في شهر رمضان، وفي المراكز الثقافية. وتنال عائلة الخراط شهرة واسعة في الرقص الصوفي، ويطلب معظم الناس حضور الطفل أنس الذي يبهرهم في الأداء".



ويضيف مؤيد: "الرقص الصوفي، تواصلٌ روحيّ مع الخالق، ففيه ترفّع عن مشاغل الدنيا، وإغراق في المحبة، ومناجاة الله".

وتحمل كل حركة مؤداة في المولوية، معنى محددًا، يبدأ مع أول الرقص ثم يتعاظم ليصل إلى درجة تلاشي الذات للتواصل مع الطاقة الكونية التي يعبر عنها الله تعالى".

ويضيف مؤيد: "في البداية تشير حركات الذراعين في رقصة المولوية، إلى توحيد الله، وعندما تُوضع اليدان على الرأس تشيران إلى فصل الذهن عن القلب والبدء في العلو، أما فرد الذراعين فعلامة على ملء الروح بالطاقة الكونية ونور الله".

ويضيف مؤيد: "رفع اليد اليمنى للسماء يعني استمداد الخير والحب من الله. وبقية الحركات هي لطلب المغفرة، والتحرر من الذنوب، وملء النفس بجمال الكون، ووعد الله على التوبة، وآخرها نشر الرحلة الدرويشية للكون على شكل دائرة طاقة والرجوع إلى الأرض".

ويحرص الكثير من الصائمين على تناول إفطارهم في مطاعم الشام القديمة، حيث تلي الإفطار حفلات الرقص الصوفي التي تحولت إلى جزء من تراث المدينة، تقدمها الكثير من الفرق.



logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC