سوق واقف.. مزيج قطري مجبول بالبخور والأصالة (صور)

لا تستطيع الملاعب العصرية لمونديال كأس العالم عام 2022، ولا الأبراج والمباني الفارهة والفريدة في تصميماتها، ولا منصات استخراج الغاز من الحقول البحرية، ولا أي مكان قديم أو معاصر في قطر، أن يكون بشهرة ونشاط سوق واقف في الدوحة.

فالمكان الذي "وقف" فيه عدد من التجار القطريين قبل نحو 100 عام، لبيع بضائعهم البسيطة، نما وتوسع على مدار السنين، قبل أن يتحول لسوق واقف بشكله الحالي، حيث المزيج الفريد بين التاريخ بتراثه وتفاصيله، والحاضر بأحدث تقنياته وسلاسته.

ففي جولة سوق واقف التي لابد أن يبدأ بها أي زائر لقطر، ستصادفك مبان من التراب والخشب، تعود لبدايات نشوء السوق، بجانب أخرى حديثة وعصرية تم بناؤها مع المحافظة على كل ما يمكن أن يبقي صورة السوق القديم.

وقد نتج عن ذلك المزيج العمراني، سوق كبير متعدد الممرات والأزقة المسقوفة بالخشب المزين برسوم ونقوش متنوعة تم استلهامها من ماضي السوق وتراث قطر الذي يشكل امتداداً للتراث الخليجي العربي.

كما يتألف ذلك المزيج من سوق قوي العمران، ونظيف، وتتوفر فيه كل الخدمات العصرية، بحيث يتاح للزائر التنقل بسهولة بين أقسامه الكثيرة، وأخذ استراحة في أي وقت بمقاهيه ومطاعمه التي تحمل السمة ذاتها، حيث المزج اللافت بين الماضي والحاضر.

اقتناء طير أو التقاط صور مع جمل أو شراء خنجر أو آنية ذات شكل فريد، أو قماش مزركش بنقوش تراثية، أو أحجار كريمة، أو الجلوس على الأرض في مجلس عربي مستلهم من مجالس الماضي البعيد، وتناول طعام أو شراب بنكهة التاريخ والمكان، هو جزء فقط لما يمكن أن يقوم به زوار السوق.

ويظل لقسم العطور والبخور في السوق المكانة البارزة، فللعرب عطورهم وبخورهم التي عُرفوا بها، فيحرص سكان قطر على زيارة ذلك القسم لشراء حاجتهم من تلك البخور والعطور، ويزوره السياح الذين تجلبهم رائحة البخور التي لا تفارق السوق كما لو جبلت مع جدرانه وسقفه.

وليست جدران السوق وبضائعه هما كل شيء، فالمكان نشط على مدار العام بالمعارض الفنية وحفلات الموسيقى وأحداث ثقافية وألعاب بهلوانية وعروض ترفيهية، بالإضافة إلى وجود مهرجان سنوي يتم إقامته في منطقة سوق واقف ويسمى مهرجان الربيع السنوي.

وتكتمل مكانة سوق واقف عبر عدد من المتاحف والبيوت التراثية في محيط السوق، بجانب عدد من الفنادق عالية التصنيف السياحي من حيث خدماتها وتراثية الشكل الخارجي الذي يلائم طبيعة المكان الذي يظل مزيج القديم والحديث فيه ملفتاً دوماً.