المملكة المتحدة.. فضيحة اعتداءات جنسية تهز مراكز الطب النفسي

كشف تحقيق مشترك لصحيفة "إندبندنت" و"سكاي نيوز" عن النطاق المروع للاعتداء الجنسي داخل نظام الطب النفسي في المملكة المتحدة.

وبحسب التحقيق، تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 19899 حادثة جنسية عبر أكثر من 30 موقعًا تابعًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بين عامي 2019 ونوفمبر 2023، بما فيها اعتداءات الموظفين على المرضى واعتداء المرضى على مرضى آخرين.

وتشير الأرقام إلى أن 982 فقط، أي أقل من 5%، من الحوادث الجنسية التي تم الإبلاغ عنها في المستشفيات أحيلت إلى الشرطة خلال نفس الفترة، يُضاف إلى ذلك 800 ادعاء بالاغتصاب والاعتداءات الخطيرة على النساء.

ورغم حظرها منذ عقد من الزمن، لا تزال العنابر الجنسية المختلطة قيد الاستخدام في جميع أقسام رعاية الصحة العقلية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية؛ مع وجود أكثر من 500 تقرير عن اعتداءات جنسية منذ عام 2019 في الأقسام المشتركة.

ولفت التحقيق إلى أن 6 مستشفيات فقط من بين 50 مستشفى تمكنت من إثبات استيفائها لمعايير هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تهدف إلى حماية المرضى من الأذى الجنسي.

واستعرض التحقيق قصصًا لبعض المعتدى عليهم، فقد قالت روت توتي، وهي أم لطفلين، إنها تقدمت بطلب للمساعدة من خدمات الصحة العقلية في "إسيكس" بعد تعرضها للاغتصاب في شبابها، وبدلًا من الحصول على العلاج، تدعي أنها تعرضت لخمسة أشهر من الاعتداء الجنسي المروع على يد أحد الموظفين.

وفي حادثة أخرى، تم إدخال السيدة كوين، نجمة السباحة والمعلمة السابقة، إلى مستشفى ليتلبروك في كينت، بعد أن طلبت الدعم من خدمات الصحة العقلية عقب وفاة شقيقها.

وفي غضون ساعات من دخولها، ادعت أنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل مريض ذكر بعد وضعها في جناح مخصص للرجال فقط.

وتابعت "إندبندنت" أن التحقيق شمل آلاف الادعاءات المتعلقة بالحوادث الجنسية، بدءًا من الاعتداء والاغتصاب إلى السلوك أو اللغة غير اللائقة جنسيًا عبر أكثر من 30 من أصل 52 مركزًا للصحة العقلية تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية منذ عام 2019.

وأردفت أن حجم الفضيحة يبلغ حدًا كبيرًا.

ومن المرجح أن يكون الأمر أسوأ؛ لأن الأرقام لا تشمل المستشفيات الخاصة التي يتم إرسال المئات من مرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية إليها كل عام.

وتعليقًا على نتائج التحقيق، وصف رئيس الكلية الملكية للأطباء النفسيين، الدكتور لايد سميث، النتائج بأنها "مروعة"، في حين قال وزير الصحة في حكومة الظل "ويس ستريتنغ"، إنها كانت "دعوة استيقاظ" للحكومة.

وبدورها، قالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، إنه لن يتم التسامح مع الاعتداء الجنسي، مؤكدة أنها ستطرح آليات أفضل للإبلاغ وتدريب الموظفين كجزء من ميثاق السلامة الجنسية الجديد التابع للهيئة.