شيراز.. مدينة التاريخ وأرض الطبيعة (صور)

تعتبر شيراز مركز محافظة فارس جنوبي إيران، وهي مدينة تاريخية تشتهر بمعالمها السياحية، مثلما يتمتع الزائر بجمال طبيعتها التي تفوح منها رائحة البرتقال.

ويعود تاريخ مدينة شيراز إلى آلاف السنين، وهي واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في إيران.

معالم الجذب السياحي

وتعتبر حديقة إرم من أشهر الحدائق في شيراز، وهي مكان يعرض نماذج جميلة من المباني والحدائق الإيرانية التقليدية، بما تحويه من ينابيع ونوافير ومبان جميلة.

وتجذب حديقة إرم السياح والمهتمين بالثقافة والفن الإيراني، حيث يعد المبنى الرئيسي لباغ إرم تحفة معمارية، وتم تصميم هذا المبنى المكون من 3 طوابق على طراز العمارة الزندية والصفوية، ويتميز بزخارف جاذبة للأنظار.

أما مسجد نصير الملك الذي يقع في وسط مدينة شيراز، فيعد من أشهر وأجمل المساجد الإيرانية، لما يشتهر به من تصميم معماري فريد وجميل، جعل منه نقطة جذب تاريخية وسياحية مهمة.

كما تشتهر شيراز باحتوائها على قبر الشاعر الإيراني الكبير، حافظ الشيرازي، وضريح حافظ هو مجمع جميل وهادئ يضم مباني وحدائق بنيت تخليدًا لذكرى حافظ وقصائده، ويعد هذا المكان وجهة مهمة للمهتمين بالأدب الفارسي والثقافة الإيرانية.

وفي حدائق إيرانشهر تجد المناظر الطبيعية الخلابة في شيراز، إذ تتفرد إيرانشهر بحدائق جميلة تمازج بين الطبيعة وجمال الطيور.

وفي قلعة كارون تجد معالم الجذب السياحي نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز قرب نهر، وكانت القلعة مكانًا للدفاع ضد الهجمات العسكرية، مثلما كانت تستخدم للحماية من تلك الهجمات، وتُعرف القلعة الآن بأنها متحف يضم مجموعة من المقتنيات التاريخية لمدينة شيراز.

أما حمام الوكيل:، فيعتبر أحد الحمامات القديمة في شيراز، والذي يعرف بأنه من الآثار المحلية.

شيراز متعددة الأوجه

يقول الباحث في قضايا التاريخ والأستاذ في جامعة طهران، علي بحراني بور، إن "شيراز مدينة متعددة الأوجه، تجتذب العديد من السياح الأجانب والمحليين كل عام".

وأضاف بحراني بور، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن شيراز تُعرف بأنها أحد المراكز الثقافية والفنية المهمة في إيران بفضل الهندسة المعمارية الخاصة بمنازلها التقليدية وأسواقها القديمة ومطاعمها ومساحاتها الثقافية المتنوعة.

وتابع: "بشكل عام، شيراز مدينة جميلة ومنعشة ذات تاريخ وثقافة غنية، إذ يسافر إليها الكثير من المسافرين كل عام بحثًا عن زرع ذكريات جميلة وتجربة لا تُنسى".

وعن تاريخ شيراز، بين بحراني بور أنه "بحسب الأدلة التاريخية، فإن إنشاء شيراز يعود إلى زمن الأسرة الأخمينية (نحو 500 عام قبل الميلاد)، في عصر ما قبل الإسلام، وتأثرت هذه المدينة على مر التاريخ بمجموعات وحضارات مختلفة وحكمتها إمبراطوريات وحكومات مختلفة".

عاصمة الإمبراطورية البارثية والقاجارية

وأوضح بحراني بور أنه "تم اختيار شيراز كعاصمة للإمبراطورية البارثية خلال الفترة البارثية (حوالي 225 قبل الميلاد)، ثم في العصر الساساني (222-658 م)، وأصبحت شيراز إحدى المدن المهمة في إيران، وكانت عاصمة مقاطعة فارس".

وقال إنه "في العصر الإسلامي، اشتهرت شيراز كمركز ديني وثقافي مهم في إيران، وفي العصور الوسطى أصبحت شيراز مركزًا لتدريس العلوم الإسلامية والأدب الفارسي، واكتسبت خلال هذه الفترة شهرة عالمية بشعرها وأدبها، حيث عاش في هذه المدينة شعراء كبار مثل حافظ وسعدي".

أما في عهد القاجار (1794-1925م)، تم اختيار شيراز عاصمة لإيران، واختارها ملوك القاجار مقرًا لهم، وخلال هذه الفترة تطورت مدينة شيراز الجميلة وحدائقها بقوة، وفي ظل حكم هذه السلالة أصبحت المدينة من أهم المدن في إيران، وفق بحراني بور.

وأشار إلى أنه "في العصر المعاصر، تعتبر شيراز إحدى المدن الثقافية والتاريخية المهمة في إيران، وفي عام 1953، استضافت شيراز حفل تأسيس منظمة الأمم المتحدة للسلام والأمن الدوليين".

وتشير المصادر التاريخية إلى أن شيراز عرفت خلال الفترة الأخمينية كإحدى المحطات المهمة في الطرق التجارية والعسكرية في ذلك العصر.

عاصمة الدولة العباسية

وقال بحراني بور إنه "في العصر الإسلامي، اشتهرت شيراز كمركز ديني وثقافي مهم في إيران، وفي القرن الثامن الميلادي تم اختيارها عاصمة في عهد بني العباس والدولة العباسية، لكن في عام 10م، تم تدمير المدينة على يد الحاكم الأفشاري أحمد بن زياد، وبسبب الخلافات الدينية والسياسية خلال القرون التالية، أصبحت شيراز إحدى مدن الدرجة الثانية في إيران".