الذكاء الاصطناعي.. قراصنة الإنترنت يستعينون بروبوتات الدردشة

تواجه أجهزة إنفاذ القانون في العالم، صعوبات بالتعامل مع الحجم الهائل للجرائم المرتبطة بالإنترنت. ويدخل الاحتيال يومًا بعد يوم مستوى جديدًا مع الأجهزة المرتبطة بالإنترنت، لا سيما عبر روبوتات الدردشة.

خلال الحدث السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس منذ أيام، تحدث القادة في مجال الأمن السيبراني عن التحديات المستمرة التي تواجهها وكالات إنفاذ القانون.

وسلط الأمين العام للإنتربول، يورغن شتوك، الضوء على التحديات المستمرة الناجمة عن انتشار التكنولوجيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق. وأشار ستوك إلى أن وكالات إنفاذ القانون العالمية تواجه أزمة بسبب تزايد حجم الجرائم الإلكترونية. وقال إنه حتى ولو قامت سلطات إنفاذ القانون بنشر الوعي حول الاحتيال، فإن المزيد والمزيد من حالات الاحتيال تظهر للنور.

وأثناء الحدث، تم الحديث أيضًا عن تقنية مثل Fraud GPT، وهي نسخة ضارة من روبوت الدردشة الشهير الذي يعمل بالذكاء الاصطناعيChatGPT . وأوضح ستوك أن مجرمي الإنترنت ينظمون أنفسهم على أساس الخبرة من خلال شبكة سرية. وقال أيضًا إن هؤلاء "الممثلين السيئين" لديهم أيضًا نظام تصنيف يتيح لهم تقديم خدماتهم بمزيد من الموثوقية.

 ما هو FraudGPT؟

هو عبارة عن برنامج دردشة آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي يُباع على الويب المظلم ويعمل بشكل مشابه لـ ChatGPT ولكنه ينشئ محتوى لتسهيل الهجمات الإلكترونية، إلا أن هذا البرنامج لا يحتوي على الضوابط والقيود التي تمنع ChatGPT من تنفيذ الطلبات غير المناسبة أو الرد عليها. ويستفيدFraudGPT  من قدرات النماذج التوليدية لإنتاج نص واقعي ومتماسك، ويعمل عن طريق إنشاء محتوى يعتمد على مطالبات المستخدم؛ ما يمكّن المتسللين من صياغة رسائل مقنعة يمكنها خداع الأفراد لاتخاذ إجراءات لا يفعلونها عادةً.

ومثل روبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تم تدريبFraudGPT  على كميات هائلة من البيانات النصية؛ ما يسمح له بإنشاء استجابات شبيهة بالاستجابات البشرية. ويستغل مجرمو الإنترنت هذه التقنية لإنشاء محتوى خادع لأغراض ضارة مختلفة مثل عمليات التصيد الاحتيالي. فيمكن لـ FraudGPT إنشاء رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية أو مواقع ويب تصيدية ذات مظهر أصلي تخدع المستخدمين للكشف عن معلومات حساسة، مثل بيانات اعتماد تسجيل الدخول أو التفاصيل المالية أو البيانات الشخصية.

كذلك، يمكن لبرنامج الدردشة الآلي تقليد المحادثة البشرية لبناء الثقة مع المستخدمين المطمئنين؛ ما يؤدي بهم إلى الكشف عن معلومات حساسة من دون علم أو القيام بأعمال ضارة.

في السياق عينه، يمكن لـ FraudGPT إنشاء رسائل خادعة تجذب المستخدمين للنقر على الروابط الضارة أو تنزيل المرفقات الضارة؛ ما يؤدي إلى إصابة أجهزتهم بالبرامج الخبيثة.

بالإضافة إلى كل ذلك، يساعد روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعيFraudGPT  المتسللين على إنشاء مستندات أو فواتير أو طلبات دفع احتيالية؛ ما يؤدي إلى وقوع الأفراد والشركات ضحية لعمليات الاحتيال المالي.

 مخاطر الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني

بينما يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز أدوات الأمن السيبراني لسنوات، فإنه يشكل أيضًا خطرًا؛ فهجمات الهندسة الاجتماعية ليست سوى أمثلة على التهديدات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. والأخطر هو أن الأشخاص الذين ليس لديهم الكثير من المعرفة التكنولوجية يمكنهم الآن تنفيذ هجمات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، لذلك فإن نطاق الهجمات الإلكترونية آخذ في التوسع. ومن المتوقع أن تتزايد مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن السيبراني بسرعة، حيث أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي أرخص وأكثر سهولة في الوصول إليها.

كيف تبقى في مأمن من FraudGPT؟

مع استمرار نمو شعبية روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحماية من الأنشطة الاحتيالية، كما أن التدابير الاستباقية واليقظة أمر بالغ الأهمية؛ فمن خلال البقاء على اطلاع وتنفيذ ممارسات الأمن السيبراني القوية، يمكن للأفراد والشركات تعزيز دفاعاتهم ضد هذه المخاطر الناشئة؛ ما يضمن بيئة رقمية أكثر أماناً للجميع.

كذلك، من المهم أن تستخدم روبوتات الدردشة من شركات موثوقة، وأن تحاول التأكد من المعلومات التي تحصل عليها. ومن المهم أيضًا أن لا تنقر على روابط مشبوهة، أو تقوم بتثبيت برامج من خلال نوافذ تنبثق أمامك على الشاشة.