المسلسل المغربي "دار النسا"
المسلسل المغربي "دار النسا"متداولة

سامية أقريو لـ"إرم نيوز": "دار النسا" طرح قضايا مجتمعية مسكوت عنها

قالت الممثلة والمخرجة المغربية، سامية أقريو، إن مسلسلها الرمضاني الجديد "دار النسا" استطاع أن يطرح مجموعة من القضايا المجتمعية المسكوت عنها، وعلى رأسها قضية اغتصاب الأطفال و"البيدوفيليا".

وأضافت مخرجة المسلسل المغربي الذي تعرضه القناة "الأولى" الحكومية، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز": "من كان يظن يوماً أن المغاربة سيشاهدون بكل حرية مسلسلاً درامياً على قناتهم العمومية، يحكي قصة فتاة مسكينة، أهلك كاهلها ماض قاس؛ حيث تم اغتصابها لسنين من طرف زوج الأم، وكذلك حملها وإنجابها طفلاً أصبح شقيقها رغما عنها لكي تنقذ ماء الوجه، أمام مجتمع قاس لا يرحم".

أخبار ذات صلة
"بين القصور".. دراما وأكشن تجذبان المشاهد المغربي
المخرجة المغربية سامية أقريو
المخرجة المغربية سامية أقريومتداولة

واستطردت أقريو، "شكرا للقناة الأولى لأنها لم تمنعنا من تناول الموضوع، بل بالعكس أعطتنا الحرية الكاملة في تناوله". مشيرة إلى أن "طريقة التناول تبقى هي أهم حلقة في العملية الإبداعية؛ لأننا عبرها نحاول احترام مشاعر وأحاسيس المتلقي المغربي".

وزادت "معاناة شخصية نادية وصلت للجمهور، حتى إننا وصلتنا رسائل عديدة من فتيات عشن نفس الكابوس".

وشددت الفنانة والمخرجة المغربية على أنه "يجب التعبير عن المسكوت عنه وإعطاء أمثلة في قوالب فنية مثل هذه الحكايات، حتى تكون عبرة لكل من تسول له نفسه بأن يتهجّم ويقتل براءة أطفالنا ذكوراً أكانوا أم إناثاً، ويجب علينا أمهات وآباء أن نحمي أطفالنا من هؤلاء المرضى، الذين أحيانا يكونون أقرب الأقرباء".

أخبار ذات صلة
فاس.. أرض التعايش وعاصمة المغرب العلمية والروحية (صور)

انتقادات

وفي ردها على الانتقادات التي طالت بعض أبطال مسلسل "دار النسا" بسبب عدم إتقانهم اللهجة الشمالية، بحكم أن أحداث المسلسل تدور بمدينة طنجة، أكدت أقريو، أن مسألة اللهجة "كلام عقيم لا يسمن ولا يغني من جوع، ومن يريد تقديم الأفضل فمرحبًا به، وليدخل حلبة المصارعة الحقيقية، أما الحلبة الفايسبوكية أو ما شابهها فأنا لا أعترف بها".

وأردفت المتحدثة "يكفيني فخراً واعتزازًا بالكم الهائل من الرسائل والعبارات الجميلة التي تقال لي شحما ولحما، يعني في الحياة الحقيقية والملموسة، وحتى الانتقادات التي تصلني أعزّها وأعد بالعمل على تحسينها من أشخاص اعتبرهم حقًّا نقادًا".

وزادت "المضحك في الأمر هو أننا عوض تهنئة العمل لأنه أخيراً وصل إلى منطقة لا تُسمع لهجتها ولا تُعرف تقاليدها في الدراما المغربية إلا قليلا جداً؛ وحينما يأتي عمل يُمجّدها ويعطيها لمعاناً ورُقياً نقوم بمهاجمته وبالبحث عن تبخيسه".

وأكدت أقريو أن "كل الممثلين والممثلات عملوا جهداً جبارًا من أجل أن يتكلموا باللغة أو اللهجة المكتوبة في السيناريو، ولقد أوصلوها والحمد لله كأنهم من مواليد المنطقة". مستدركة "المهم هو أن نصل بلهجة مغايرة للهجات المعتاد سماعها والتغيير والتنويع.. لنصفق لمحاولة هؤلاء الممثلين الذين حاولوا جاهدين التحدث باللهجة الشمالية، وتشخيص أدوارهم بلهجة مغايرة عن لهجتهم الأم، وهذا كان ممتعا للغاية بالنسبة لهم".

وأشارت المخرجة المغربية إلى أن "اللغط المعهود به في مواقع التواصل الاجتماعي تعوّدنا عليه منذ سنين، ونستقبل الأمر بصدر رحب، كما أن جلودنا أصبحت متينة للغاية".

وأضافت "نحن مؤمنون ككتاب السيناريو وكمخرجة ومنتجي العمل وممثلين بأننا لا نملك الحقيقة، ولم نأمل يوماً أن نكون مئة في المئة الأحسن ولا الأفضل، ولكننا مؤمنون بأن عملنا هذا تكلّف من العناء والجهد الكثير، وحلمنا به في هذه الحلة على حسب ما أوتينا من إمكانيات فنية وثقافية ومالية".

أخبار ذات صلة
"بنات لحديد".. دراما اجتماعية تثير الجدل في المغرب

رؤية إخراجية مميزة

وفيما يتعلق برؤيتها الإخراجية التي أسهمت في إبراز جمالية المنطقة بشكل أثار الإعجاب، قالت أقريو: "من أول ما بدأت الاشتغال على رؤيتي الإخراجية كان همّي الوحيد هو إبراز معالم تراثنا الجميل من ناحية الأزياء أو الديكور، وحتى لو لم تكن طنجة فضاء للحكي، فلكل منطقة طقوسها وجماليتها الخاصة بها".

وزادت "أنا اعتبر أن جمالية الصورة من جمالية الكادر وما هو في داخله، بمعنى كل كادر أو لقطة وجب علي أن أعطيها أهمية فنية حتى تكون لوحة جميلة".

واستطردت "أنا لست من محبي نقل الواقع كما هو، أريد دائماً في أعمالي الارتقاء بالذوق العام، وفي نظري المتواضع أظن أنني مطالبة بنقل حكاية في قالب فني جميل، ولا أنقلها كما هي في الواقع؛ لأن هذا من اختصاص الأعمال الوثائقية.. نحن نصور أعمالاً درامية ترفيهية وفنية وخيالية، ونحاول من خلالها أن نبحث عن جمالية فنية معينة حتى تعجب المتلقي".

أخبار ذات صلة
"رقوج"... مسلسل تونسي يشرّح قضايا المجتمع بطرح كوميدي خيالي

جهد كبير

وتابعت سامية أقريو، "العمل كان شاقاً للغاية والظروف التي عشتها من أجل أن أبرز نفسي وأفرض رؤيتي وبصمتي لم تكن سهلة، فإذا كان المخرج العادي والمتمكن وأيضا رجلا ذكرا يشتغل بجهد، فأنا كان علي أن أشتغل أضعاف جهده حتى لا يُقال إنني لست أهلا للثقة، فمسؤولية إدارة بلاطو وفريق عمل كبير ليست بالمسألة الهينة، فعند الامتحان يعز المرء أو يهان، وأنا من الصنف الذي لا يقبل الإهانة ولا الإخفاق وهذه حالتي منذ نعومة أظفاري".

وأردفت "عندما يشاهد الجمهور العمل ويروقه ويَعني له شيئًا ما، خصوصًا إذا ما دغدغ هويته وأحاسيسه، ويبدأ المتلقي نفسه في نشر العمل والتحدث عنه فهذا ما أتمناه وأصبو إليه".

ويحظى مسلسل "دار النسا" بمتابعة مهمة على قناة "الأولى"، إذ احتل أخيرا المركز الثاني، بقائمة الأعمال الرمضانية الخمسة الأكثر متابعة بشاشة القناة الأولى، بنسبة مشاهدة تخطت 9 ملايين و500 ألف، بحصة مشاهدة وصلت إلى 36.7 في المئة، وفق ما أفرج عنه المركز المهني لقياس نسب المشاهدة بالمملكة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com