"رقوج"... مسلسل تونسي يشرّح قضايا المجتمع بطرح كوميدي خيالي
يعتمد المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق في مسلسل "رقوج" الذي يُعرض منذ بدء شهر رمضان على تلفزيون "نسمة"، أدوات خارجة عن السائد لنقل ونقد قضايا اجتماعية وسياسية، بطرح لا يخلو من الخيال والفنتازيا.
ويطرح مسلسل "رقوج" قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة خيالية، حيث يبتدع المخرج "جمهورية ثانية" أسماها "رقوج"، وهو اسم قرية من محافظة زغوان جنوب غرب العاصمة تونس.
وفي طرحه المتخيل لمجمل هذه القضايا تتقاطع عدة تفاصيل مع الواقع وتوجد عدة أوجه شبه بين الجمهورية التي يعيش فها التونسيون والجمهورية المتخيلة التي يتصورها المخرج عبد الحميد بوشناق، الذي استلهم العديد من الصور لنقدها وتحويلها إلى مادة درامية.
ويتناول المخرج قضايا مثل الخلل الذي يطبع عمل الإدارة التونسية وعلاقة الإداريين بالمواطنين، وترددت الكلمة الشهيرة "ارجع غدوة" (عُد غدا) مرارا للتعبير عن تقصير الموظف في أداء عمله، وتسويف المواطن والامتناع عن قضاء شأنه.
ويتخذ بوشناق من شخصية رئيس البلدية نموذجا سيئا لهذا الموظف المتقاعس، الباحث عن الكسب المادي بطرق مشروعة وغير مشروعة، وتكوين ثروة دون أن يلقي بالًا لمصالح المواطنين أو لدوره في خدمة الموظفين.
والعمل هو نتيجة جهود جماعية لمجموعة من الممثلين التقوا مع المخرج عبد الحميد بوشناق في ورشة للكتابة، لتطوير الفكرة التي طرحها المخرج، فكان السيناريو ثريًّا ونتاج عمل جماعي وأفكار تمت مناقشتها وطرحها على بوشناق، الذي تولى إخراجها بطريقته.
وكثيرا ما يعمد المخرج عبد الحميد بوشناق إلى أساليب غيرمتداولة ويُعرض عن الطرح المباشراتي للقضايا المطروحة في أعماله الدرامية، ومنها "نوبة"، و"عشاق الدنيا"، و"كان يا ماكانش"، وسبق عرضها في مواسم رمضانية خلال السنوات الماضية.
ومن خلال نص ساخر، ورؤية فريدة في الإخراج، والاعتماد على الخيال، تبدو "رقوج" إطارا زمانيًّا ومكانيًّا مختلفا من حيث التقنيات، ملتصقا شديد الالتصاق بالواقع التونسي، لا يخلو من مظاهر المعاناة التي يعيشها المواطنون في رحلة اللهث اليومية بحثًا عن المواد الأساسية المفقودة والنادرة في السوق.
ولا يخلو المسلسل أيضا من تصوير معاناة المرأة التونسية في مختلف المجالات، لتقصيرٍ من المسؤولين، أو للنظرة المجتمعية السائدة، ويطرح قضيا الحرفيات ومشاكل تسويق إنتاجهنّ، والعاملات في القطاع الزراعي والمخاطر التي تعترضهن بشكل يومي مقابل رواتب زهيدة.
