ناموسية
ناموسية Jon Ortiz

شركة "ناموسيات" تُخسر العالم معركته مع الملاريا

نشر موقع بلومبيرغ الإخباري الأمريكي تقريرا قال فيه إن العالم يخسر معركته ضد مرض الملاريا الذي يخلف خسائر فادحة في آسيا وأفريقيا، والذي بدأ يظهر أيضا في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة.

وأفاد التقرير أن قرارا تجاريا واحدا اتخذته إحدى أكبر الشركات السويسرية المصنعة لشبكات الوقاية من الناموس التي تغطى بها الأَسِرّة (الناموسيات) لمكافحة الملاريا، والتي ظلت دول كثيرة في العالم تستخدمها منذ أكثر من 10 سنوات ما تسبب بتفاقم الوضع في مكافحة المرض.

ويقول الموقع إن هذه الناموسيات التي ظل العالم يستخدمها لأكثر من عقدين من الزمن كأداة حيوية ورخيصة ومتينة وسهلة التوزيع للوقاية من الملاريا كانت مغطاة بالمبيدات الحشرية الرخيصة للوقاية من الملاريا التي تسبّب أعراضًا تتراوح بين السعال الشديد والفشل الكلوي، والتي يمكن أن تقتل المصاب في أقل من 24 ساعة.

وأفاد التقرير أن هذه الناموسيات لا تحمي الأشخاص الذين ينامون تحتها فحسب، بل إن طلاءاتها الكيميائية يمكن أن تقضي على العدوى وتقلل من غزو البعوض عن طريق قتل الحشرات.

ولقد كان لهذه الناموسيات الفضل في منع وقوع ما نسبته 68٪ من حالات الملاريا بين عامي 2000 و2015، وفقا لمؤسسة بيل وميليندا جيتس.

خطأ في التصنيع

وأفاد الموقع نقلا عن باحثين في بابوا غينيا الجديدة أن هناك مشكلة تم اكتشافها في الناموسيات التي تصنعها شركة "فيسترغارد" Vestergaard السويسرية.

وأظهرت الأبحاث أن الشركة قامت بتغيير الطلاء الكيميائي للناموسيات الوحيدة المستخدمة في البلاد، ما جعل دفاع بابوا غينيا الجديدة ضد البعوض أقل فعالية إلى حد كبير.

ويقول الموقع إنه لم يتم الكشف عن هذا التغيير لمنظمات الصحة العالمية التي تشرف على مكافحة الملاريا، أو لأولئك الذين يشترون الناموسيات أو يعتمدون عليها.

وأفاد الموقع أن الباحثين استغرقوا سنوات ليكتشفوا أن الطلاء الجديد المستخدم في هذه الناموسيات والذي خفض تكاليف صناعتها وربما يقلل في النهاية من مخاطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل، قد أضر بأداة رئيسية لمكافحة الملاريا في العالم.

أخبار ذات صلة
"خط الطوارئ مشغول".. مريض ملاريا يفقد حياته بسبب "كورونا"

سبب تغيير الطلاء

وصرحت الشركة السويسرية لموقع بلومبرغ أن سبب تغييرها للطلاء المعروف باسم "البير والبولي فلورو ألكيل" أو (المواد الكيميائية الأبدية ) نظرًا لأنها لا تتحلل بسهولة وتدوم طويلا، كان بسبب توقف أحد الموردين عن إنتاج هذه المواد.

في المقابل يؤكد التقرير أنه كان بإمكان الشركة المصنعة استخدام بديل أكثر تكلفة عند إجراء التبديل وتغيير طرق الإنتاج الأخرى للحفاظ على فعالية هذه الناموسيات في مكافحة الملاريا في دول مثل بابوا غينيا.

وتقول الشركة المصنعة إنها امتثلت لإرشادات منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد، والتي لا تطالب الشركات المصنعة لهذه الناموسيات بالإبلاغ عن أي تغييرات في صناعتها حتى عام 2017.

ويضيف التقرير أن شركات مصنعة أخرى تواجه مشكلات تتعلق بالجودة، ما أثار القلق من أن ما يمكن تتبعه بشكل واضح في بابوا غينيا الجديدة هو مؤشر على وجود تحديات أكثر انتشارًا في المستقبل مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا في العالم.

بيع مليار ناموسية

وأفاد الموقع أن شركة "فيستيرجارد" السويسرية احتفلت في سبتمبر/ أيلول الماضي، بتوزيع مليار شبكة وقاية من الناموس معالجة بالمبيدات الحشرية وجمعت الشركة قادة الشركات وفاعلي الخير ومسؤولي الصحة العالميين في مقر الأمم المتحدة للترويج لعملها.

ونقل الموقع عن ميكيل فيستيرجارد فراندسن، الرئيس التنفيذي السابق للشركة المملوكة للعائلة قوله "لدينا الأدوات، ولدينا الابتكار"مضيفا" لا ينبغي لأحد أن يموت بسبب الملاريا بعد الآن".

في المقابل، يقول الباحثون في بابوا غينيا الجديدة إن هذه الأداة فاشلة وعلى الرغم من أن البعوض في بابوا غينيا الجديدة ليس مقاومًا للمبيدات الحشرية إلى حد كبير إلا أن الباحثين هناك وجدوا أن الناموسيات المصنوعة قبل عام 2012 - وهي الأقدم - كانت جميعها فعالة.

عام لمعرفة الأسباب

ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في عام 2020 في مجلة " نيتشر" Nature لكنهم واجهوا صعوبة في البداية في تفسير سبب انخفاض فعالية شباك الوقاية من البعوض واستغرقهم الأمر مدة سنة ونصف أخرى لإجراء الارتباط بالتغيرات في الطلاء الكيميائي لهذه الناموسيات.

وفي أغسطس/آب، كتب وزير الصحة في بابوا غينيا الجديدة لينو توم إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يطلب من المنظمة تشكيل فريق عمل للتحقيق في "الأدلة المتزايدة" التي تشير إلى أن الناموسيات لم تعد فعالة كما كانت من قبل.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان لبلومبرج، إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء هذه التداعيات" وطلبت بيانات من الباحثين للنظر في هذه القضية، حيث تعتبر الناموسيات الأداة الأساسية لمكافحة الملاريا في أفقر مناطق العالم.

يذكر أن الاستثمارات المتزايدة في مكافحة الملاريا جلبت منافسة جديدة بين الشركات المصنعة، كما وتضخمت هذه الصناعة، التي كانت تهيمن عليها شركتا فيستيرجارد السويسرية وسوميتومو اليابانية بأكثر من عشر شركات جديدة.

كما وانخفضت الأسعار مع قيام الشركات بتخفيض تكاليفها من أجل الفوز بالعقود وبيع ناموسيات كان سعرها يقارب من 5 دولارات مقابل 1.85 دولار فقط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com