رحيل عبدو شريف.. العندليب المغربي الذي أطرب الملايين

فقدت الساحة الفنية في المغرب المطرب عبدو شريف، اليوم الجمعة، إثر سكتة قلبية حادة، بعد مسيرة فنية تميزت بحفلاته المباشرة التي عادت بجمهوره إلى العصر الذهبي للأغنية العربية.

ونعى الكثير من الفنانين والمتابعين الراحل عبدو شريف، بعد وفاته ظهر اليوم في إحدى مصحات الدار البيضاء، إثر أزمة قلبية حادة.

ولد عبدو شريف عام 1971 في مدينة الدار البيضاء، وهو ينتمي لعائلة فنية عريقة، فهو ابن أخ الموسيقار عبد الوهاب أكومي، أحد رواد المدرسة الكلاسيكية للموسيقى المغربية في الخمسينات.

ولم يقرر الراحل امتهان الفن والغناء إلا بعد إكمال دراسته في الأدب، وتخطيطه لسيرة مهنية في علم النفس، وإن كان بدأ الغناء بشكل غير محترف في سن الـ17، ثم غرد العندليب الجديد خارج السرب المعاصر وآل على نفسه الوفاء لزمن كان يتمنى لو عاش فيه.

حرص الراحل منذ البدايات على الوصول إلى قلوب الناس، فكان له ذلك على مدى واسع، من خلال الأغاني التي أداها بعمق ورهافة حس وصدق، ما جلب إليه الأنظار وجعله يرتقي سلم الشهرة بخطى ثابتة، ملتحقا بكبار أسماء الأغنية في العالم العربي.

واختار الراحل أن يكرس سيرته المهنية لإعادة إحياء العصر الذهبي للموسيقى الكلاسيكية، إذ إنه تمكن في عام 1999 من الغناء في دار الأوبرا المصرية أمام حشد من جماهير أسطورة الأغنية الرومانسية العربية الكلاسيكية عبد الحليم حافظ.

وتميز أسلوب الفنان الراحل عبدو شريف بتأثره الشديد بالعديد من المدارس الطربية التي تتطلب إتقانا ومهارة في الأداء؛ بدءا بمدرسة عبد الحليم حافظ إلى شارل أزنافور، مرورا بسليم الهلالي.

وأتقن الراحل شريف أيضا الأنواع الموسيقية التي يتميز بها بلده المغرب، خصوصا الأغاني التراثية؛ على رأسها أغاني تراث الملحون والأندلسي والشكوري، إلى جانب الأغنية الكلاسيكية المغربية.

رحل الفنان عبدو شريف تاركا جمهوره في حزن عميق، إذ كان يتشوّق للقائه في حفل فني كان مقررا أن يحييه، مساء اليوم الجمعة في الدار البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، بعد غياب طويل عن الساحة الفنية.