ليس الفتيات فقط.. الفتيان أيضا ضحايا "اضطرابات الأكل" بسبب "السوشيال ميديا"
ليس الفتيات فقط.. الفتيان أيضا ضحايا "اضطرابات الأكل" بسبب "السوشيال ميديا"ليس الفتيات فقط.. الفتيان أيضا ضحايا "اضطرابات الأكل" بسبب "السوشيال ميديا"

ليس الفتيات فقط.. الفتيان أيضا ضحايا "اضطرابات الأكل" بسبب "السوشيال ميديا"

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الإصابة باضطرابات الأكل سجلت وتيرة متصاعدة في صفوف الفتيان في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن الأطباء يعتقدون أن صور ومقاطع الفيديو غير الواقعية لأجساد نظرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تعد أحد الأسباب الرئيسة.

وتأتي اضطرابات الأكل في الغالب نتيجة الخوف الزائد من اكتساب الوزن، والإدراك المشوه لوزن وشكل الجسم، ولذا قد يقوم البعض ببذل جهود شاقة للوصول إلى مرادهم بطرق تتعارض بشكل كبير مع صحتهم، مثل: اتباع حمية قاسية، أو التقيؤ بعد تناول الطعام، أو الإفراط في استخدام الملينات ومدرات البول.. وغيرها.

وذكرت الصحيفة أن ثمة اعتقادا سائدا سابقا، بأن اضطرابات الأكل المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي كانت تؤثر في الغالب على الفتيات، لكن الأطباء وجدوا زيادة ملحوظة في تلك الحالات بصفوف الفتيان، بل إن إصابتهم قد تكون أكثر حدة.

وأوضح الأطباء أن مشكلة حالات الفتيان أنها غالبا ما تمر دون أن تتم ملاحظتها -على عكس الفتيات- حتى يتفاقم الوضع ويضطروا إلى دخول المستشفى للعلاج.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإصابة باضطرابات الأكل، في بعض الحالات قد تكون ناجمة عن محاولات لفتيان يعانون النحافة ويحاولون تضخيم حجم أجسادهم واكتساب كتلة عضلية أكبر، وفي حالات أخرى، يحاولون إنقاص أوزانهم ليبدو مظهرهم رياضيا، أو لتحسين أدائهم الرياضي في بعض الألعاب.

وغالبا ما يتلقى الأولاد الذين يمارسون الرياضة الثناء والإعجاب على مشاركاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لما يبدو أنها عادات صحية يتبعونها للوصول إلى مظهر معين.

عامل مساهم

ونقلت الصحيفة عن أطباء وباحثين جامعيين قولهم إن "وسائل التواصل الاجتماعي عامل مساهم في مشاكل أجساد الأولاد، لأنهم يقومون بعمل مقارنات سلبية بين صور الأجساد التي يرونها على وسائل التواصل الاجتماعي، تمامًا كما تفعل الفتيات".

وقالت الصحيفة إن الفتيان قد يتأثرون بتعليقات الناس على صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم والتي تظهر أجسادهم ونمط حياتهم، على نحو قد يدفعهم في نهاية المطاف إلى الاتجاه لإنقاص أو زيادة الوزن للحصول على الإعجاب المنشود من المتابعين.

كما تستهدف خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا الفتيان عبر توجيه مقاطع فيديو التمارين الرياضية والمنشورات ذات الصلة، التي وجد البحث أنها يمكن أن تؤدي إلى اضطراب الأكل.

ويقول بعض الأطباء إن اضطرابات الأكل الحديثة يمكن إرجاعها إلى بداية الوباء وانتشار منشورات وسائل التواصل الاجتماعي حول الحصول على "لياقة الحجر الصحي".

لكن الأطباء يقولون إن الوتيرة مستمرة مع عودة الحياة لطبيعتها، وممارسة الفتيان التمارين الرياضية بشكل مفرط؛ إذ يستبعدون مجموعات كاملة من الطعام بحجة قيامهم باتباع حمية ما يسمونه بـ"الأكل النظيف"، ما قد يؤدي إلى سوء التغذية في نهاية المطاف.

ويقول جيسون ناجاتا، الأستاذ المساعد لطب الأطفال في جامعة كاليفورنيا، في سان فرانسيسكو "إن إفراط الشباب في تلك الممارسات، يمكن أن يؤدي إلى فقدانهم كتلة عضلية، وقد يصابون بمشاكل صحية خطيرة، مثل: انخفاض معدل ضربات القلب، وضغط الدم".

وأضاف "يشعر الفتيان بالكثير من الخزي والعار عندما يصابون باضطرابات الأكل، لدرجة تدفع الكثير منهم لعدم طلب العلاج أو الحصول على الرعاية الصحية اللازمة بسبب ذلك".

وقالت ميكايلا فوس، مديرة مركز اضطرابات الأكل في مستشفى ميرسي للأطفال في مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري الأمريكية، إنه قبل وباء كورونا، كان 1% إلى 2% من مرضاها من الذكور، وحاليًا 6% من مرضاها ذكور.

وقال نيفيل جولدن، رئيس قسم طب المراهقين وأستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة ستانفورد، إنه في بعض الأحيان كان ثلث وحدته المكونة من 15 سريرًا يشغلها الفتيان.

مقارنات سلبية

ووفق الصحيفة فقد أدت عقود من وسائل الإعلام، والأفلام والمجلات إلى زيادة انتشار مقارنات الأجسام السلبية واضطرابات الأكل بين الشباب، مشيرة إلى أن الباحثين وجدوا أن وسائل التواصل الاجتماعي ضخمت هذا التأثير.

والعام الماضي، حلل باحثون هولنديون 1000 مشاركة على "إنستغرام" أنشأها رجال، وضمت غالبية المنشورات صورا لرجال يتمتعون بأجسام نحيفة وعضلية.

وقد تلقت تلك المنشورات إعجابًا وتعليقات أكثر بكثير من المشاركات التي تظهر رجالًا لديهم دهون أكثر في الجسم.

وخلص الباحثون إلى أن "إنستغرام" يقدم صورة مشوهة لأجساد الذكور؛ ما قد يسهم في عدم الرضا الجسدي لدى الرجال.

ووجدت دراسة أجريت عام 2019 على طلاب الصفين السابع والثامن في أستراليا أنه في الأشهر الـ 12 السابقة، انخرط 45% من الأولاد في طرق محفوفة بالمخاطر للسيطرة على الوزن، مثل: عدم تناول وجبات طعام، وممارسة الرياضة بشكل مفرط، كما وجدت الدراسة أن ما يقرب من 52% من الفتيات انخرطن في سلوكيات تسبب الإصابة باضطرابات الأكل.

ووفق نتائج الدراسة فإن السلوك الذي يؤدى إلى اضطرابات الأكل بين الأولاد والبنات مرتبط بشكل كبير بامتلاك حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما حال امتلاكهم ثلاثة حسابات أو أكثر.

إخفاء الطعام

وقالت ميكايلا فوس إن وصول الفتيان والفتيات إلى وسائل التواصل الاجتماعي تسبب أيضًا في إصابتهم باضطرابات الأكل التي تستغرق وقتًا أطول لتشخيصها وعلاجها؛ لأن المراهقين يمكنهم بسهولة العثور على معلومات حول كيفية خداع والديهم وأطبائهم.

وأضافت أن المرضى استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لتعلم كيفية إخفاء الطعام والقيء دون أن يلاحظ أحد.

واستشهدت الصحيفة بحالة جريفين هنري الذي كان لاعب بيسبول وشابا واعدا من ميسوري، خرجت أحلامه عن مسارها بسبب إصابته بفقدان الشهية _أحد أنواع اضطراب الأكل_ بسبب محاولاته إنقاص وزنه بشكل قاس عبر اتباع نصائح من صفحات تغذية وتمارين رياضية على "إنستغرام".

وذكرت الصحيفة أن هذا السلوك أوقعه تحت ضغوط نفسية قاسية ليتم نقله في نهاية المطاف بعد 6 أشهر من ذلك إلى المستشفى وتم تشخيص حالته بأنه مصاب بفقدان الشهية العصبي.

وقال هنري إنه عندما خسر وزنا أثنى عليه أصدقاؤه وأقاربه، وأعجبه ذلك، لكن عندما فقد المزيد لاحظت والدته ذلك رغم محاولته إخفاء الأمر عبر ارتداء ملابس فضفاضة، وأخذته إلى عدة أطباء إذ تبين أنه مصاب بفقدان الشهية، وبعد ذلك أخبره مدربه أن حركته أصبحت أبطأ بعد نقصان وزنه وأنه في أدنى مستوياته وطالبه بزيادة وزنه.

وفي يناير 2019، عرضته والدته على طبيب آخر لاحظ أن معدل ضربات قلبه كان أقل من 50 نبضة في الدقيقة، وبعد ذلك خضع لبرنامج علاجي لزيادة وزنه وكان عليه أن يتناول طعاما لطالما كان يخشاه ويتجنبه طيلة الأشهر الماضية، وإضافة إلى ذلك كان من ضمن خطوات العلاج "حظر الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com