مصر وقطر تبحثان الجهود المشتركة لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
تسيطر حالة من الضبابية على مشهد الدراما الرمضانية في مصر 2019، ولغاية الآن لم يستطع أحد التنبؤ بالخارطة النهائية لها، وسط حديث عن تخفيض أجور النجوم والشروط المجحفة بشأن شراء القنوات الفضائية للمسلسلات بعدما تكبدت خسائر كبيرة.
وخلال الفترة الماضية ظهرت "تكتلات إنتاجية" تتحكم في سوق الدراما بما ينذر بظهور نجوم واختفاء آخرين، فهل ستقضي هذه التكتلات على ارتفاع أجور النجوم؟.
واقتربت الأعمال التي تم الإعلان عنها لدخول خريطة الإنتاج من 15 مسلسلًا فقط، أبرزها "فالنتينو" لعادل إمام، و"كلبش 3" لأمير كرارة، و "ولد الغلابة" لأحمد السقا، و"زلزال" لمحمد رمضان، و"هوجان" لمحمد عادل إمام، و"لمس أكتاف" لياسر جلال، و"البرنسيسة بيسة" لمي عز الدين.
إضافة إلى أعمال أخرى لهاني سلامة بمسلسل "قمر هادي"، وحماده هلال بمسلسل "ابن أصول"، ومصطفى خاطر، بمسلسل "طلقة حظ"، وعلي ربيع بمسلسل "فكرة بمليون جنيه"، وإيمي سمير غانم في "سوبر ميرو"، ومسلسل لدنيا سمير غانم، لم يتم الاستقرار على اسمه بعد.
ومن اللافت للنظر خروج نجوم كبار مثل: غادة عبدالرازق ويحيى الفخراني وعمرو سعد وليلى علوي وأحمد عز، ومن الواضح وجود شركة "سينرجي" على رأس هذه التكتلات، إضافة إلى تواجد المنتج صادق الصّباح على استحياء، وأغلب إنتاجاته لنجوم عرب.
وتواصلت "إرم نيوز" مع عدد من النقاد حول هذه التكتلات وتأثيرها على خفض أجور النجوم.
وبداية، أوضح الناقد الفني نادر عدلي، أن تقنين أوضاع الدراما أمر ضروري في هذه الفترة، لتصحيح مسار الدراما المصرية، لأن وجود أكثر من 40 مسلسلاً في موسم واحد لا يضمن مشاهدة كل الأعمال والحكم عليها.
ولفت إلى أن "التكتلات الإنتاجية" تضمن هيكلة الدراما وتقنين الأجور الخيالية للنجوم، وهذا يضمن للمشاهد جودة في المنتج الدرامي، واختفاء منتجي السبوبة والقضاء على الاحتكار، خاصة أن الجميع يريد استغلال الموسم لحسابه.
وأضاف أن تخفيض أجور النجوم، أمر مقبول، لكن تقليص ميزانية المسلسل لن يكون في صالحه، خاصة أن هذا سيؤثرعلى صناعة الدراما التي تعد مصدر دخل لكثير من الأسر المصرية.
وأكدت الناقدة الكبيرة خيرية البشلاوي، أن المشهد الحالي "مخيف"، ففي مثل هذا الوقت من كل عام تتضح المعالم للخريطة الرمضانية عكس العام الحالي، فمن يتخيل أن عادل إمام لم يبدأ تصوير مسلسله بعد، كما أن الحديث عن الدراما الرمضانية في الإعلام، ليس بغزارة مثل كل عام.
واستطردت في تصريح لـ "إرم نيوز" قائلة:"ما وصل إليه حال الدراما يثير التخوفات، وهذا يعود لأخطاء وقع فيها صناع الدراما المصرية طوال السنوات الماضية، حيث أصبح النجم أو النجمة هو الذي يسوق للعمل باسمه، وهذه ظاهرة النجم الأوحد، وهذا قلب الهرم، وأصبحت العصمة في أيدي النجوم، مما أدى لارتفاع الأجور".
وأكدت أن ما يحدث حاليًا اعتدال للهرم، ليكون النص هو المتحكم في اختيار البطل وليس العكس، وهذا سيقنن الأوضاع ويضع سقفًا للأجور والميزانية، بما يوحي أن التنافس سيكون بشفافية.
وترى الناقدة ماجدة خير الله، أن الأزمة الدرامية الرمضانية لهذا العام سببها الفضائيات، لأنها أثرت على سوق الدراما، فهي تشتري الأعمال الدرامية بأرقام خيالية، ولم تظهر الأزمة إلا بعد تراكم الديون وبيع بعض الفضائيات.
وأشارت إلى أن بعض المنتجين خافوا على أموالهم بسبب هذه الأزمة، فلجأوا للانسحاب من سوق الدراما، وظهرت التكتلات التي تعمل على تخفيض أجور النجوم، وتقليص ميزانيات المسلسلات، وبالتالي يتسنى للفضائيات شراء عمل، لم يكلّف أرقامًا فلكية في تنفيذه.
وأوضحت أن تمسك النجوم بأجورهم المرتفعة لن يحل الأزمة، لأنه لن يكون هناك اعتماد على النجم الأوحد في السنوات المقبلة، وبذلك تظهر البطولات الجماعية في الصورة.
في حين ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن الدولة رفعت يدها عن الإنتاج منذ سنوات طويلة، فكانت التكتلات الإنتاجية لتنظيم "الهيكلة"، مضيفة:"رغم أننا نادينا بها منذ سنوات في لجنة الدراما، ومنها: تخفيض أجور النجوم، ووضع الميزانيات، وضبط الإعلانات".
وأوضحت أن الأزمة المالية التي وقعت في السنوات الأخيرة ظهرت بشكل واضح هذا العام، فانسحبت العديد من شركات الإنتاج، وعانت فضائيات بسبب التكلفة الضخمة، ولمواجهة الانسحابات والخسارة المادية كان لابد من تقنين الأوضاع وإعادة الهيكلة وفق الأوضاع الحالية.
وأكدت أن كل هذا الكم من المسلسلات التي رأيناها في السنوات الماضية من الطبيعي أن تقل بنسبة النصف وأكثر، خاصة أن الفضائيات لن تستطيع شراء كل هذه الأعمال، وستشتعل المنافسة وسيرفع شعار "البقاء للقيمة الفنية"، رغم أن هذا قد يضر ببعض العاملين في صناعة الدراما، ولكن مع توالي السنوات سنجد نتائج جيدة.