شراء مايكروسوفت لموقع "لينكد إن" صفقة ضخمة.. لكن هل هي ذكية؟
شراء مايكروسوفت لموقع "لينكد إن" صفقة ضخمة.. لكن هل هي ذكية؟شراء مايكروسوفت لموقع "لينكد إن" صفقة ضخمة.. لكن هل هي ذكية؟

شراء مايكروسوفت لموقع "لينكد إن" صفقة ضخمة.. لكن هل هي ذكية؟

أعلنت شركة ميكروسوفت أنها ستدفع مبلغ 26.2 مليار دولار لشراء شبكة التواصل الاجتماعي المهنية "لينكدن"، مما يجعلها ثالث أكبر عملية استحواذ في تاريخ صناعة التكنولوجيا.

وبحسب موقع الإيكونوميست البريطاني، تمت الصفقة بتعهدات أساسية من جيف واينر، رئيس موقع لينكدن، ورئيس ميكروسوفت، ساتيا ناديلا، بأن الصفقة ستنقل إنتاجية الأعمال والعاملين إلى مستوى عالمي.

هبوط أسهم "لينكدن"

ودفعت ميكروسوفت سعرًا مرتفعًا مقابل شراء موقع شركة "لينكدن" الذي يعاني من هبوط أسهمه رغم أنه يعتبر من أضخم مواقع التواصل الاجتماعي المهنية حتى الآن، بعدد مشتركين يصل إلى 430 مليون و100 مليون زائر شهريًا للموقع الذي يكسب الأموال من خلال بيع الاشتراكات للمؤسسات التوظيفية، التي تطوف عبر قاعدة بيانات الموقع للبحث عن موظفين ملائمين.

وأشار موقع الإيكونوميست، إلى أن وتيرة القلق في " لينكدن" قد ارتفعت اعتبارًا من بداية شهر يناير/شباط الماضي، عندما هبطت قيمة أسهمه لأكثر من 40% في يوم واحد، آخذةً معها 11 مليار دولار من حصتها في السوق، وجاء ذلك بعد إعلان الشركة بأن أرباح عام 2016 كانت أقل من المتوقع.

وكشفت لينكدن أنها خسرت ما يقدر بـ165 مليون دولار عام 2015، بالرغم من الأرباح التي بلغت 3 مليار، وأن الجزء الأكبر ضاع كتعويضات على أساس الأسهم.

وكان الهبوط هو الأكبر من نوعه في يوم واحد منذ انطلاق الشركة عام 2011. الأمر الذي أبقى سعر سهم الشركة منخفضًا لغاية اليوم.

ورغم كل الأمور المقلقة لشركة موقع "لينكدن"، إلا أن ميكروسوفت دفعت مقدمًا سخيًا يساوي 50% من قيمة أسهم "لينكدن" للحصول عليها. حيث يعتقد "مايكل كوسومانو" من كلية سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس لتكنولوجيا المعلومات، أن تكلفة شراء "لينكدن" كانت ستنخفض أكثر بكثير العام المقبل.

منافسة حادة بين مايكروسوفت وخصومها

وتواجه ميكروسوفت- التي بقيت مسالمة خلال عهد الحوسبة بالأجهزة المكتبية، وتعتبر من أكبر مصنع  للبرمجيات- منافسة شديدة من قبل خصوم لها مثل: غوغل، وأمازون فيما يتعلق بتحول مسار الحوسبة باتجاه الأجهزة المحمولة والحوسبة السحابية.

وعلى عكس سابقه ستيف بالمر، الذي استثمر ببطء في هذه المجالات، فإن رئيس ميكروسوفت ناديلا لديه خطة كبيرة لإعادة ميكروسوفت إلى مكانتها. وهذا يتضمن اهتمامًا أقل بنظام تشغيل ويندوز، المنتج الرئيسي للشركة، وتقوية الحوسبة السحابية ووضع الشركة في مقدمة تطورات الآلة والذكاء الاصطناعي.

وتعد عملية شراء "لينكد إن" ضمن الخطة التطويرية الكبيرة لــ ميكروسوفت. لأن الشبكة الاجتماعية في موقع "لينكدن" لديها فريق مرغوب به جدًا من علماء البيانات، وهذا يعتبر مطمعًا كبيرًا لشركات التقنية.

فهؤلاء العلماء يصممون الخوارزميات لاستخراج الأنماط من التكديسات الهائلة للمعلومات الرقمية. و "لينكدن" ستكون مفيدة لميكروسوفت لأسباب أخرى أيضًا منها: أن الشركة جمعت معلومات مفصلة عن مستخدميها، ويتضمن ذلك تاريخ وظائفهم، تعليمهم ومن يعرفون. وهذه البيانات قد تثبت أهميتها لميكروسوفت لأنها تحاول أن تقدم عروضا لعلاقات إدارية مع الزبائن وأن تنافس مع شركة سيلزفورس، وهي شركة حاولت ميكروسوفت شراءها العام الماضي.

"لينكدن" الخيار الأفضل لــ مايكروسوفت

ورغم أن القيمة السوقية لشركة سيلزفورس بلغت حوالي 55 مليار دولار. إلا أن "لينكدن" كان الخيار الأقل ثمنًا بالنسبة لشركة ميكروسوفت. ولأنه يمكنها أيضًا أن تتماشى مع منتجات ميكروسوفت المكتبية الحالية، ومجموعتها التي تشمل تطبيقات الأعمال والخدمات التي تتضمن وورد، اكسل وأوتلوك، وجميعها تعتبر أنظمة رسائل الكترونية. حيث يمكن إشهار الأخير (الأوتلوك) إذا حافظ موقع شركة "لينكدن" على تفاصيل مستخدميه، محدثًا باستمرار، حيث يوفر آلية تنبيه، حين يغير أحد، جهات الاتصال بالشركة التي يعمل بها. ومثل هذه المميزات الإضافية قد تشجع الشركات على شراء خدمات سحابية جديدة من ميكروسوفت.

وأكد ناديلا بأن لينكدن وميكروسوفت ستصبحان منصة واحدة لإدارة التفاصيل الشخصية للعاملين حول العالم. مشيرًا إلى أن ميكروسوفت ستكون أفضل في التنبؤ بأي معلومات، سوف يجدها المستخدم أكثر فائدة، من خلال اقتراح المقالات الإخبارية بخصوص مشروع يعمل عليه أحدهم أو التوصية بصديق لصديق على الانترنت يمكنه المساعدة في اتمام مهمة معينة أثناء العمل. أي أن "التغذية الإخبارية" ستصبح أكثر تركيزًا على مشاركة المعلومات في المكتب.

مايكروسوفت تعاني من 3 عقبات

وتعاني خطة ميكروسوفت التطويرية من 3 عقبات أساسية هي: الأولى، مالية. حيث أنها تخسر ما مقداره 260 دولار عن كل مستخدم فعال شهريًا للينكدن. ومن أجل ابقاء المساهمين سعداء، ستحتاج أن تضيف المستخدمين إلى منصات لينكدن البرمجية بشكل أسرع أو أن تكون أوضح بكيفية جني الأرباح من خلال البيانات الموجودة.

أما العقبة الثانية، فهي اجرائية. لأن سجل ميكروسوفت للصفقات الكبيرة صغير. حيث كانت عملية شراؤها لبرنامج سكايب بقيمة 8.5 مليار دولار عام 2011 غير ناجحة كما يجب. كما أضاعت ميكروسوفت أكثر من 6.3 مليار دولار على شركة اي كوانتيف، وهي شركة اعلانات عبر الانترنت اشترتها عام 2007، بقيمة و7.6 مليار دولار.

والثالثة، سلوكية. حيث يرغب السيد ناديلا من لينكدن أن يكون المكان الذي يتم التوجه إليه من أجل الأخبار والتفاصيل عن حياة الناس العملية، في الوقت الذي لا ترغب في الشركات، بإعطاء الموظف أكثر من عذر لقضاء الوقت على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويشير بعض رؤساء العمل إلى لينكدن بالعدائية لأنه يجني المال من الباحثين عن الموظفين، وصيد موظفيهم. فهم لم يعلنوا عن رغبتهم بالتأكيد على ادخال لينكدن بشكل أعمق في شركاتهم. كما أن بعض الشركات الكبيرة تمنع حاليًا ،أو تقيد الوصول لموقع لينكدن على شبكاتها الداخلية. وقد يصبح المستخدمون غير مرتاحين إذا قامت ميكروسوفت بنشر بياناتهم في مكان آخر وقد يتوقفون عن استخدام الخدمة.

والسيد ناديلا يعلم بأن عليه التعامل مع ما يعرفونه عن المستخدمين "بذوق".

يذكر أنه تم الترحيب بالصفقة لأسباب أخرى، منها: إحداث ثورة جديدة في شراء التكنولوجيا. حيث بحث المستثمرون بعد أيام من شراء لينكدن، عن شركات أخرى قد تكون تحت أنظار السيد ناديلا.

ورفع المتفائلون سعر أسهم تويتر، وهي شركة موقع تواصل اجتماعي وضعت احتمالات نموها موضع تساؤل، على أمل أن يقوم مشترٍ بعمل خطوة نحوها. لكن ليست كل شركات التكنولوجيا محظوظة بما يكفي ليطمع بها السيد ناديلا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com